جنون المال

علي المزيد

TT

كنت أظن أن الفساد المؤسساتي مقصور على العالم الثالث فقط وتحديدا على العالم العربي الذي يمكن فيه للمتنفذين كسر الأنظمة والقوانين وتجاوز المؤسسات، وفي العالم العربي شيء غريب جدا وهو أن الأنظمة تطبق على كل الناس إلا على واضعيها، وأحيانا مطبقيها مما يفقدها الروح والمضمون. ويجعل الأنظمة لا تحترم لأن الكبير يتجاوزها والصغير يحتال عليها لعدم قناعته بعدالة التطبيق.

والحقيقة أن الدافع لتجاوز الأنظمة هو الحصول على جاه أو مال؛ فجنون حب المال لا يعادله جنون والغريب أن جنون حب المال يجعل الإنسان يتجاوز الأخلاقيات أو يبرر لتجاوزها والهدف هو الحصول على المال.. آه.. ما أحلى المال. الحقيقة في أسواق المال أو الأسهم العربية ممارسات مخالفة للقانون بعضها يضبط وبعضها يمر وبعضها يغض الطرف عنه والبعض الآخر يشرعن وهذا ثالث الأثافي! علاوة على الإصدار المبالغ فيه وغير المنطقي سواء كان عبر التقييم أو بناء الأوامر. كنت أظنها قصرا على أسواقنا العربية لأن جنون المال الذي لا تلجمه القوانين سيرتع في جيوب الناس. ولكني بدأت أغير رأيي بعد طرح جزء من أسهم «فيس بوك» وعرفت أن حب المال الجنوني غريزة بشرية فبعد طرح السهم بـ38 دولارا 142.5 ريال) بعد جدل بين الـ34 دولارا والـ38 دولارا ولكن الطمع غَلّب الرقم الأكبر. المهم أن السهم هبط حتى مساء الخميس الماضي لما دون الـ31 دولارا (116.25) أي فقد 18.4% يا رباه الجميع يحب المال، لكن الشيء الذي يتميز به العالم الأول أن المتضرر يمكنه اللجوء للقضاء لذلك سيقدم المتضررون شكاوى ضد ضامني الاكتتاب وضد الناسداك أيضا، فهل نستطيع في العالم الثالث فعل ذلك؟!

* كاتب اقتصادي