العضو المنتدب لشركة أموال الخليج: «الأزمة المالية» و«الربيع العربي» أبرز تحديات الاستثمار

الخضيري لـ«الشرق الأوسط»: متفائلون للغاية بشأن احتمالات النمو الاقتصادي بالسعودية

عمار الخضيري
TT

قال عمار الخضيري العضو المنتدب لشركة أموال الخليج إن شركته ستواصل عملية الاستحواذات في الاستثمارات بالملكية الخاصة، في السوق السعودية بصورة أساسية، إضافة إلى دول أخرى في المنطقة، مشيرا إلى أن تركيز شركته سينصب على الشركات التي تستفيد من التوزيع الديموغرافي لسكان السعودية، حيث إن شركته تفضل الشركات التي لها قابلية عالية للنمو بسبب النمو السكاني.

وقال الخضيري إن أكبر تحدٍ واجه شركته على مدار السنوات الأربع الماضية كان الأزمة الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى أن الربيع العربي شكّل أيضا بعض التحدي، بالنسبة لبعض دول المنطقة من حيث قدرتها على جذب رؤوس الأموال، مشيرا إلى أن العوائد الجيدة في قطاع الصكوك وسندات الدين، تتراوح ما بين 4 و5 في المائة، في حين أشار إلى أن النسبة الجيدة للاستثمار في قطاع الأسهم، على المدى المتوسط، تعتبر 10 إلى 12 في المائة، كما كشف عن عدد من التوجهات لشركته خلال الفترة المقبلة من خلال الحوار التالي.

* ما استراتيجية شركة أموال الخليج خلال الفترة المقبلة؟

- استراتيجية «أموال الخليج» في الفترة المقبلة ستظل هي نفس الاستراتيجية التي طبقناها على مدار السنوات السبع الماضية، وهي الاستحواذات في الاستثمارات في الملكية الخاصة، في السوق السعودية بصورة أساسية وأيضا في دول أخرى في المنطقة.

* ما أبرز القطاعات التي تستثمر فيها الشركة؟

- تستثمر «أموال الخليج» في شركات تعمل في قطاعات مختلفة. في المملكة العربية السعودية، تفضل «أموال الخليج» التركيز على الشركات التي تستفيد من التوزيع الديموغرافي لسكان المملكة، ولذلك فإننا نفضل الشركات التي لها قابلية عالية للنمو بسبب النمو السكاني، وتلك التي تخدم الشباب. على سبيل المثال، قطاع التجزئة الاستهلاكي أو خدمات المستهلك تعد قطاعات جذابة. ونفضل أيضا الشركات التي تستفيد من الإصلاحات الاقتصادية والسوقية التي تجري في المملكة حاليا، مثل مبادرات الخصخصة. وفي الاستثمارات الخارجية، نفضل الشركات التي نستطيع فيها المساعدة في رفع القيمة عن طريق توسيع أعمالها بالسوق السعودية.

* كم يبلغ حجم المحفظة التي تستثمرها شركة أموال الخليج؟

- نحن شركة خاصة وليس من سياستنا الإفصاح عن رؤوس الأموال المستثمرة، ولكن الاستثمارات التي قمنا بالمشاركة فيها على مدى السبع السنوات الماضية تفوق قيمتها الملياري ريال (533 مليون دولار).

* ما العوامل التي تساعد شركتكم للمواصلة في الاستثمارات؟

- البيئة الاستثمارية الحالية في المملكة العربية السعودية ممتازة. فقد تمكنت المملكة من حماية اقتصادها بحيث لم يتعرض سوى لأقل قدر من الاضطرابات نتيجة الأزمة المالية العالمية عام 2008، وذلك بالمقارنة بالدول الأخرى التي درسناها. وقد حققت السوق السعودية تفوقا جيدا على المتوسطات العالمية، وقد انعكس هذا بفضل الله على أداء الشركات التي استثمرنا فيها.

* أين تكمن البقعة الجغرافية التي تستثمرون بها؟

- في المملكة العربية السعودية بشكل أساسي، ولكن أيضا في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

* ما التحديات التي تواجه شركات الاستثمار في منطقة الخليج العربي؟

- أكبر تحدٍ واجهنا على مدار السنوات الأربع الماضية كان الأزمة الاقتصادية العالمية، وقد شكّل الربيع العربي أيضا بعض التحدي بالنسبة لبعض دول المنطقة من حيث قدرتها على جذب رؤوس الأموال، وأداء الشركات في تلك الدول.

* كم تبلغ العوائد الجيدة التي تتحقق من الاستثمارات في المنطقة؟

- هذا يعتمد على نوع الأصول. بالنسبة للصكوك وسندات الدين، فإن 4 أو 5 في المائة يعد عائدا جيدا. وبالنسبة للأسهم، على المدى المتوسط، فإن 10 - 12 في المائة يعد عائدا جيدا. وبالنسبة للملكية الخاصة، فإن العائدات على المدى المتوسط يمكن أن تكون أعلى بشكل ملحوظ.

* هل تنوون طرح الشركة للاكتتاب العام؟

- لا ننوي طرح الشركة للاكتتاب، حيث إن شركة أموال الخليج هي شركة خاصة تستثمر رأس مالها الخاص فقط. ونوع الاستثمارات التي نقوم بها هي استثمارات طويلة الأمد بطبيعتها، وقد تحتاج إلى عدة سنوات من التحضير وتحسين الإدارة لتحقيق نتائج إيجابية متفوقة. لذلك، فهي ليست من نوع الاستراتيجية الاستثمارية المناسبة للشركات المدرجة في أسواق المال.

* كيف كانت نتائجكم خلال العام الماضي 2011، وهل كان هناك نمو عن العام الذي سبقه ولماذا؟

- عام 2011 كان أفضل من 2010، ونتوقع أن يكون 2012 أفضل بكثير. ويرجع هذا بشكل جزئي إلى التعافي الاقتصادي العام من الأزمة المالية، ولكن على نفس الدرجة من الأهمية بالنسبة لأموال الخليج فإن استراتيجيات النمو وتحسين الإدارة التي طبقناها على الشركات التي استثمرنا فيها قد بدأت تؤتي النتائج المرغوبة.

* يبرز قطاع العقارات في منطقة الخليج هل لديكم أي نوايا للاستثمار أو زيادة استثمارات في القطاع؟

- نحن نؤمن بقوة بالاستثمار في القطاعات التي لدينا فيها خبرة. وهذا هو السبب في أننا نستثمر في الملكية الخاصة. ولأننا لا نملك نفس الخبرة المميزة في مجال العقارات، فإننا لا نضع هذا القطاع في حسباننا في الوقت الراهن.

* تعرضت الكثير من الشركات الاستثمارية لتداعيات الأزمات المالية المتتالية، ما مدى ذلك التأثير على شركتكم؟

- تطبق «أموال الخليج» استراتيجية محافظة للغاية بالاستثمار في رأس مالها والاستعانة بأقل قدر من القروض. وعندما طرأت الأزمة العالمية، ورغم انخفاض قيمة بعض استثماراتنا بشكل مؤقت، فإننا تمكنا من تخطي الأزمة بشكل جيد جدا لأننا لم يكن لدينا أي التزامات كبيرة تجاه البنوك.

* لا يزال قطاع شركات الاستثمار لم يصل للمستوى المطلوب في السعودية، هل توافقون على هذا الرأي، وإذا اختلفتم فأين تكمن جوانب الاختلاف؟

- أنا لا أتفق.. فأنا أعتقد أن هذا القطاع قد شهد تقدما هائلا. فعدد البنوك الكبرى العاملة في هذا القطاع قد ازداد بشكل كبير في السنوات الخمس السابقة أو ما يقاربها. وهناك عدد من البنوك الاستثمارية التي شكلتها البنوك المحلية لديها الآن فرق قوية متعددة التخصصات تقدم نطاقا واسعا من الخدمات. وأيضا قام عدد من البنوك العالمية الرائدة بتأسيس عملياته في السوق السعودية، وجلب معها خبرات عالمية مميزة.

* كيف ترى النمو في السعودية؟

- نحن في «أموال الخليج» متفائلون للغاية بشأن احتمالات النمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، ونريد أن نعبر عن امتناننا وتقديرنا للإصلاحات الاقتصادية والمبادرات الإيجابية التي قامت ولا تزال تقوم بها الحكومة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، نمو الأرباح بالشركات التي استثمرت بها شركة أموال في المملكة تقدر بين 15 و20 في المائة لعام 2012، نمو الاقتصاد عموما ونمو مبيعات وأرباح الشركات في المملكة أعلى نسبيا من كل الدول المتقدمة (العالم الأول) ونمو الشركات هنا قد يضاهي بعض الأسواق التي تحظى باهتمام بيوت الاستثمار العالمية كالبرازيل والصين واندونيسيا.