حبر.. وورق

علي المزيد

TT

استبشر الوسط الإعلامي حينما صدر قرار مجلس الوزراء الاثنين الماضي بتحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة وكذلك وكالة الأنباء السعودية، ولكي نضع النقاط على الحروف نقول إن قرار التحويل استغرق 27 عاما ولم يصدر إلا بعد قناعة وزير الثقافة والإعلام الحالي الدكتور عبد العزيز خوجه. ورغم قربي للوسط الإعلامي فإني لا أعلم سببا يقينيا لتأخير القرار كل هذه الأعوام ولكن الإعلاميون يضعون التأخير تحت الأسباب التالية؛ البيروقراطية، الخوف من فقدان الصلاحيات، الخوف من التغيير!!! وتحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء إلى هيئتين له أهداف عدة أهمها ما يلي، أولا رفع الحرج عن الحكومة في حالة وقوع الهيئة الإعلامية في خطأ مع دولة صديقة لأنها على الأقل شبه مستقلة ويفترض أن تخضع لرقابة لاحقة لا سابقة.

ثانيا، تحقيق الاستقلالية والمرونة المالية فعادة الهيئة مرنة عكس الأجهزة الحكومية التي تخضع لأنظمة بيروقراطية وأيضا للهيئة الحق في كتابة نظامها وهذا هو الهدف الاقتصادي المهم لا سيما إذا أعطيت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحق في التصرف في الدخل الإعلاني كما تريد.

ويهدف الاستقلال المالي إلى تجويد المضمون بمعنى أن الهدف من التحول إلى هيئة هو خلق جودة في المضمون وأخشى ما أخشاه أن يكون الاستقلال المادي هو الهدف بحيث يخلق مرونة في صرف المكافآت والانتدابات وغيرها من الحوافز المادية فينصرف مسؤولو هذه الهيئات عن تحقيق جودة في المضمون إلى اختراع طرق صرف الحوافز والانتدابات.

تحول الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء إلى هيئتين أمر جديد وهما من غير خبرة ويمكنهما الاستفادة من تجربة المؤسسات العريقة التي لديها أكثر من وسيلة إعلامية ولديها خبرة في إدارة هذه الوسائل فيما بينها بتنافس وتناغم معا لذا أقترح على هاتين الهيئتين الجديدتين الاستفادة من تجربة «الشركة السعودية للأبحاث» عبر عقد طويل الأمد يرفع جودة المضمون وحتى لا يصبح قرار التحويل حبرا على ورق يستفيد من المرونة المالية ويهمل جودة المضمون. ودمتم

* كاتب اقتصادي