وضع حجر الأساس لمشروع «ضاحية سمو» باكورة مشاريع «بوابة مكة»

تكلفة المشاريع خلال مراحل تطويرها تصل إلى 533 مليون دولار

الأمير خالد الفيصل وأسامة البار وعايض القحطاني وعصام كلثوم خلال حفل وضع حجر الأساس لـ«ضاحية سمو» (تصوير: أحمد حشاد)
TT

وضع الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أمس أول حجر أساس لمشروع «ضاحية سمو»، أحد مشاريع بوابة مكة، والذي يعد من المشاريع العقارية والعمرانية المهمة في العاصمة المقدسة، وأحد المشاريع التي يجسد الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

ومشروع «ضاحية سمو» يعتبر أول المشاريع وباكورة الأعمال في بوابة مكة المكرمة، والتي ستوفر البنية التحتية والفوقية المتكاملة للأعمال الحكومية والأنشطة التجارية والسكنية، حيث تعتبر الضاحية تجسيدا لتطور البنية الأساسية للعاصمة المقدسة، واستجابة لتطلعات المستقبل.

وتقع منطقة المشروع عند المدخل الغربي لمدينة مكة المكرمة على بعد 13 كيلومترا من المسجد الحرام، ويخترقها طريق مكة جدة السريع، وتعتبر «ضاحية سمو» للمدينة بوابتها الرئيسية لمدخل مكة المكرمة، حيث إن أغلب الحجاج والمعتمرين يمرون من خلال المشروع، والذي تبلغ مساحته 1.5 مليون متر مربع، والمساحة الإجمالية لمسطحات البناء فيه ستزيد على مليون متر مربع، وستستوعب 25 ألف نسمة تقريبا، وتُقدر تكلفة مراحل المشروع بما يزيد على ملياري ريال (533 مليون دولار).

وأوضح الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط»، أن تأسيس الضاحية الغربية بين مدينتي مكة المكرمة وجدة لا يعني اتصالهما، مفضلا عدم تقارب المدينتين إسكانيا بحيث تبقى مكة الكيان المقدس، وجدة المرفأ والاقتصاد. وقال البار «مشروع تطوير المناطق العشوائية عبارة عن مشروع متكامل، والضواحي وتطوير المناطق العشوائية يعتبر جزءا منه، وهذا هو الجزء المكمل للمنظومة بأكملها بجميع محاورها ضمن مشروع تطوير المناطق العشوائية كما تطرق إليه أمير منطقة مكة المكرمة». وزاد «إننا ماضون نحو التحول من مفهوم التخطيط إلى التنظيم، ونأمل أن يكون التجهيز بمستوى الرؤية والطموح الذي ينشده الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعنايته واهتمامه بالأماكن المقدسة».

واعتبر أمين العاصمة المقدسة ورئيس مجلس إدارة شركة «بوابة مكة»، في بيان عام أثناء حفل التأسيس، أن وضع الأمير خالد الفيصل لحجر الأساس يمثل اللبنة الأولى لانطلاق مشروع شركة «بوابة مكة»، كما أنه سيتحقق لمكة إنجاز لا يقاس بعمر الزمن في عصر الإعجاز. وأوضح أمين العاصمة المقدسة أن شركة «بوابة مكة» هي شركة حكومية مملوكة بالكامل لشركة «البلد الأمين» المملوكة بدورها لأمانة العاصمة المقدسة، وغرضها الرئيسي تحقيق تنمية وتطوير مساحة 83 مليون متر مربع تقع بين ثلاثة محاور رئيسية هي طريق مكة جدة القديم، وطريق الليث، وطريق الشميسي، مشيرا إلى أن مخططها الهيكلي العام يضم العديد من المشاريع التطويرية، وتم تصميمها لاستيعاب ما يفوق 600 ألف نسمة كامتداد طبيعي للتنمية الحضرية لمدينة مكة المكرمة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتنمية بأحدث المواصفات العالمية، مع الحفاظ على هوية وقدسية المكان وتقديم أرقى المرفقات والخدمات للإنسان.

وبين الدكتور البار أن ضاحية سمو تمثل نموذجا ناجحا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، فشركة «ضاحية سمو» هي نتاج لشراكة بين شركتي «سمو العقارية» و«بوابة مكة»، كما ستشهد الأيام القادمة طرح العديد من المشاريع والشراكات بعد الانتهاء من الدراسات الفنية والمالية.

من جهته، قال الدكتور عبد الله سراج الدين، الرئيس التنفيذي لشركة «البلد الأمين»، إن مشروع شركة «بوابة مكة» هو أحد أكبر المشاريع التنموية الكبرى التي أطلقتها شركة «البلد الأمين» لتطوير وتنمية مكة المكرمة مع مشاريع أخرى في مقدمتها المحاور الرئيسية لمكة، وتطوير البنى التحتية، وتطوير المناطق العشوائية، والضواحي السكنية، والإسكان الميسر والبديل.

ووصف عايض القحطاني، رئيس مجلس إدارة شركة «سمو»، تشريف أمير منطقة مكة لمقر شركة «البوابة» بأنه يمثل مباركة لانطلاقة أول مشاريعها على الطبيعة، والإشراف المباشر من الأمير خالد الفيصل على بدء الأعمال الميدانية في يومها الأول، مؤكدا أن هذا الإشراف والمتابعة كان لهما أكبر الأثر في دفع وتيرة تنفيذ المشروع.

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة «ضاحية سمو» الدكتور عايض بن فرحان بن المبارك القحطاني، أن العاصمة المقدسة تعتبر إحدى أهم البيئات الاستثمارية في المملكة خاصة، وعلى الصعيد الدولي بوجه العموم، نظرا لاستيعابها ملايين الزوار سنويا، الأمر الذي يتطلب مشروعات نوعية ضخمة تقدم خدمات شاملة ومتكاملة لهم.

وأشار القحطاني إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مضيفا أن تطوير جميع المراحل لمشروع «ضاحية سمو» يستغرق من ثلاثة إلى خمسة أعوام حسب ما تتطلبه المرحلة الأولى لإنجاز البنية التحتية والمرحلة الثانية بإنجاز المرحلة الفوقية حسب الجدول الزمني للمشروع العام، مبينا أن المشروع يمثل رؤية جديدة للمدينة.

من جهته، اعتبر المهندس عصام كلثوم، الرئيس التنفيذي لشركة «بوابة مكة»، مشروع الضاحية بأنه يمثل مشروعا تطويريا سكنيا متكامل الخدمات وبأعلى المواصفات الفنية، وسيتم تسليم أولى الوحدات السكنية بعد ثلاثة أعوام بعد الانتهاء من المرحلة الأولى، ومقدر أن يتم اكتمال المرحلة النهائية للمشروع خلال خمسة أعوام.

وعن الخطوات القادمة لشركة «بوابة مكة»، أوضح المهندس عصام كلثوم أنه يجري حاليا تحديث المخطط الهيكلي العام للبوابة بحسب المستجدات على الطبيعة لتحديث التقاطعات الرئيسية مع خط القطار ولتحقيق التكامل مع المشاريع الموازية بالمنطقة والربط مع الطريق الدائري الخامس، كما يجري بشكل موازٍ العمل على استكمال الدراسات للمشاريع التنموية الأخرى ضمن مشروع البوابة ومن ضمنها سلسلة من المشاريع الجاذبة ذات الطابع التاريخي والتثقيفي والخدماتي سيعلن عنها قريبا عند الانتهاء منها خلال نهاية العام الحالي.