رئيس مؤسسة البريد السعودي: التحول إلى شركة قابضة خيار لا بد منه

قال إن عددا من المشاريع تم إجهاضها .. وأحدها يكلف البريد 53 مليون ريال شهريا

TT

أوضح الدكتور محمد بن صالح بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي أن تحول مؤسسة البريد السعودية إلى شركة قابضة، يمر بإجراءات طويلة، مؤكدا أن التحول إلى شركة قابضة خيار لا بد منه. وتضم الشركة مشغلا رئيسيا يعمل مع عدد من المشغلين الآخرين التابعين للقطاع الخاص، وأضاف أن على البريد العمل بالمفهوم التجاري ضمن شركة تتم محاسبتها وتتنافس مع غيرها على الخدمات اللوجستية، إلا أنه لم يحدد سقفا زمنيا لهذا التحول.

وقال بنتن إن مؤسسة البريد السعودي، وضعت الأنظمة والتصورات لعمل الشركة القابضة ومسؤولياتها، وتنتظر الموافقة على التحول من مؤسسة حكومية إلى القطاع الخاص، من الجهات المختصة.

وفي لقاء جمع بنتن مع رجال الأعمال في غرفة المنطقة الشرقية تحدث عن مشاريع أجهضت، بحسب تعبيره، للبريد السعودي؛ بينها مشروع يكلف البريد السعودي خسائر شهرية بـ53 مليون ريال، كما تم إيقاف مشروع البريد الدعائي الذي أسس له البريد السعودي شركة في عام 2007. وتبرأ بنتن من الصناديق التي تم تركيبها على المنازل عبر خدمة واصل، التي قال إنها ليست مملوكة للبريد، وإنما تم تركيبها لإبلاغ أصحاب المنازل بالعنوان البريدي، وتابع أن أبرع شركات تقدمت للاستفادة من هذه الصناديق، إلا أن المشروع أجهض أيضا. وقال بنتن إن لدى المؤسسة محفظة عقارية تقدر بـ4 مليارات ريال، تتمثل في عدد من المواقع التي تمتلكها المؤسسة، وقال إن مؤسسة البريد تخطط لاستثمار هذه الأصول العقارية، كما لفت نظر رجال الأعمال إلى إمكانية أخرى لدى المؤسسة؛ حيث بمقدرتها فتح حسابات بريد إلكتروني آمن وموثوق فيه، لشركة يبلغ عدد موظفيها 250 ألف موظف.

كما أكد بنتن أن السعودية ضمن 16 دولة لديها عنوان بريدي واضح وثابت يستطيع أي شخص أن يصل إليه بالأجهزة الملاحية، مبينا أن كثيرا من المواطنين لم يتعرفوا على عناوينهم البريدية، وقال: «سيصدر قرار في الفترة المقبلة يلزم الجميع بالعنوان البريدي، وسيكون جزء من متطلبات الحصول على الخدمات الحكومية أو من القطاع الخاص».

كما أكد رئيس مؤسسة البريد السعودية أن لدى البريد من الإمكانات اللوجستية ما يجهله كثير من المواطنين، حيث أشار إلى توقيع المؤسسة عقدا مع شركة «أمازون» مما يدلل على الثقة العالمية في خدماتها البريدية.

وقال بنتن في لقاء نظمته غرفة الشرقية للتجارة والصناعة، وحضره عدد من رجال الأعمال، إن البريد اكتسب في الفترة الماضية سمعة سيئة، لا يعلم مصدرها، وأضاف أنها لم تكن على المستوى المحلي فقط؛ وإنما كذلك على المستوى العالمي، لكنه عاد وأكد أن البريد حسن من صورته كثيرا خلال السنوات السبع الماضية، حيث حقق هذا العام جائزتين عالميتين عن خدمة الـ«إي مول».

وفي الوقت ذاته، نبه بنتن إلى أن تجارب مؤسسة البريد مع القطاع الخاص ليست جيدة في كل الأحوال، وتطرق إلى مشروع الوكالات البريدية التي قال إنها فشلت بسبب التستر، وقال إن البريد كشف خلال الفترة الماضية 4000 طرد بريدي لدى إحدى الوكالات البريدية كان أصحابها يعتقدون أنها أرسلت بينما الوكالة البريدية قبضت رسوم إرسالها وأبقتها لديها.

وأكد الدكتور بنتن أن قرار إلزام المواطنين بالتسجيل في العنوان البريدي في خطواته النهائية سيتم الإعلان عنه خلال الفترة المقبلة، حيث سيكون على الجميع تسجيل عنوان بريدي على أنه متطلب لتقديم خدمات مميزه سواء من الخدمات الحكومية أو من القطاع الخاص.

وشدد على أن المؤسسة تتطلع إلى أن تتم جميع المراسلات الحكومية عبر العنوان البريدي المعتمد من قبل المؤسسة لجميع المواطنين والمقيمين، وهو ما يوفر العديد من الخدمات للقطاعين العام والخاص وخدمات المشتريات من السوق المحلية أو السوق العالمية، موضحا أن البريد السعودي يمنح صاحب العنوان المحلي أربعة عناوين افتراضية عالمية في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأستراليا والصين، وفقا للعنوان المحلي الحقيقي، وسيخفض تكلفة الشحن على المستفيدين من هذه الخدمات.

ولفت رئيس مؤسسة البريد السعودي، إلى دور البريد في تعاملات الجامعات السعودية خلال العامين الماضي والعام الذي سبقه، حيت تولى البريد إيصال 150 ألف وثيقة للجامعات التي سجل فيها الطلاب دون خطأ أو حدوث فقد لإحدى هذه الوثائق، وقال بنتن إنهم أكملوا إجراءات التسجيل عبر المراسلات البريدية وهذه المهمة اضطلع بها البريد.

وتطرق بنتن إلى الشركات البريدية المصرح لها بالعمل في السعودية، وقال إنها لا تقدم الخدمة العالمية التي تقدمها فروع هذه الشركات في الدول الأخرى، وأكد أنه لو طبق على هذه الفروع المعايير نفسها التي تعمل بها الشركات في الدول الأخرى، فلن تستطيع القيام بعملها، وقال: «لو كنا نتصل بعملائنا لكنا أسرع منهم في إيصال الرسائل والطرود»، في إشارة منه إلى تدني مستوى خدمات هذه الشركات واعتمادها على حضور المستفيد إلى فرع الشركة البريدية.

وقال بنتن خلال لقاء نظمته غرفة المنطقة الشرقية حضره عدد من رجال الأعمال إن المؤسسة ستدعم المستثمرين في القطاع البريدي من خلال وحدة الشؤون الدعائية وستقدم للمستثمرين جميع الخدمات اللوجستية التي تدعم تطور القطاع البريدي الخاص. وشدد بنتن على أهمية تفعيل العنوان البريدي لتطبيق مبادرة الحكومة الإلكترونية التي سيتركز نجاحها على إيجاد عنوان بريدي لكل فرد ولكل منشأة تعمل في القطاعين العام والخاص، واعدا بأنه في حال تأسيس قاعدة معلوماتية للعناوين البريدية ستقدم المؤسسة خدمات من شأنها تطوير العمل الإلكتروني والحكومة الإلكترونية.