السعودية تواجه شحا في خام الإسفلت والأسعار ترتفع إلى الضعف

«أرامكو» السعودية تؤكد عدم قدرتها على زيادة الإنتاج

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مطلع أن شركة «أرامكو» السعودية أبلغت المقاولين بعدم قدرتها على زيادة خام الإسفلت وأن الكميات المنتجة حاليا هي الطاقة القصوى لمعامل إنتاج مادة «البيتومين» في ظل مخاوف من توقف بعض المشاريع التنموية التي تعتبر مادة الإسفلت عنصرا أساسيا في تنفيذها.

وقال المصدر إن الكميات المنتجة حاليا يتم توزيعها على المقاولين الذين يرتبطون بعقود مع المشاريع الحكومية، مشيرا إلى أن زيادة الطلب على هذه المادة تسببت في خلق سوق سوداء يقودها عدد من أصحاب خلاطات الإسفلت الذين يحصلون عليها من «أرامكو» السعودية ويقومون ببيعها لصغار المقاولين بأسعار مرتفعة تصل إلى 850 ريالا للطن.

من جانبه أوضح لـ«الشرق الأوسط» فهد الحمادي رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين في مجلس الغرف السعودية أن ارتفاع حجم المشاريع القائمة في البلاد أدى إلى زيادة الطلب على عناصر البناء والتشييد بما في ذلك مادة «البيتومين» المستخدمة في تعبيد الطرق والتي يحتاج إليها الكثير من مقاولي المشاريع الأخرى مثل مشاريع الصرف الصحي التي يتم خلالها شق الطرق وإعادة ترميمها في الوقت الذي لا يتوفر لدى هؤلاء المقاولين مادة الإسفلت، مشيرا إلى أن السوق بحاجة إلى عادة تنظيم من خلال طرح حلول لتوفير احتياجات صغار المقاولين لحمايتهم من السوق السوداء التي يتم من خلالها بيع المواد بأسعار مرتفعة تؤثر على هامش الإرباح الذي وضع في العقود قبل التنفيذ.

وتشير مصادر في قطاع المقاولات إلى أن سعر خام الإسفلت يتم بيعه من قبل شركة «أرامكو» السعودية بمبلغ 300 ريال للطن، في حين يتم تداوله في السوق المحلية خارج نطاق البيع الرسمي بمبلغ 800 ريال للطن ما أدى إلى شح في الكميات المتداولة خاصة في ظل الحاجة لهذه المادة في تنفيذ أعمال الطرق ومشاريع البنية التحتية.

من جانبه طالب عبد الله رضوان رئيس لجنة المقاولين في غرفة جدة بمتابعة السوق من قبل وزارتي النقل والتجارة والجهات المسؤولة لإعادة التوازن إلى السوق «ارتفاع الطلب على منتج لا يعطي أحدا الحق في خلق سوق سوداء والإضرار بالسوق»، مشيرا إلى أن المواد الأساسية عادة ما يثار حولها الجدل في السوق ويتحدث الكثير من المقاولين عن نشوب سوق سوداء على غرار ما يحدث في الإسمنت والحديد برغم توفرهما في المستودعات في حين أن مادة خام الإسفلت تتولاها شركة «أرامكو» وقد رفضت زيادة الكميات الحالية باعتبار أنها تدرك ما يدور في السوق من احتياج.

وكانت شركة «أرامكو» السعودية أوضحت في وقت سابق أنها وضعت منذ سنوات نظاما دقيقا ومتكاملا لعملية حجز الكميات المطلوبة من مادة البيتومين من قبل مقاولي السفلتة، وفقا لاحتياجات السوق الفعلية والموثقة بالتفصيل في العقود المبرمة معهم من قبل الجهات الحكومية، التي تتضمن حساب الكميات بدقة بناء على حساب مساحات السفلتة بالأمتار المربعة وسماكة السفلتة، ومواعيد التنفيذ والتسليم للمشاريع. وتمثل مصفاة رأس تنورة التي تنتج 20 ألف برميل يوميا 30% من إنتاج الشركة للإسفلت. في حين يصل إنتاج «أرامكو» من المادة إلى نحو 59 ألف برميل يوميا.