توم دانكان.. من منزل محاط بمراعي الأبقار إلى رجل أعمال عالمي

بدافع روح المغامرة الاقتصادية من أميركا إلى الصين

توم دانكان هو الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «بوسيتك» الأميركية (نيويورك تايمز)
TT

يروي رجل الأعمال الأميركي توم دانكان لصحيفة «نيويورك تايمز» مشواره في عالم الأعمال الذي جعله ينتقل من بيئته المحلية في منزل محاط بمراعي الأبقار إلى «بيزنس» عالمي بالشراكة مع شركة صينية.

يقول دانكان: «نشأت في مدينة بامبكين بولاية ساوث كارولينا شمال غربي غرينفيل في منزل محاط بمراعي الأبقار، تعلمت فيها الكثير من دروس الحياة مثل كيفية السير في المراعي في الظلام».

توم دانكان هو الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «بوسيتك» الأميركية، في تشارلوت بولاية نورث كارولينا.

«أتيت من قرية صغيرة، تعلمت فيها أن أتعايش مع الجميع. كان غياب العنصرية واضحا في كل أنحاء البلاد، لكن لم تكن لدينا سوى مدرسة واحدة في المدينة، لذا لم تكن هناك مدرسة لنزيل فيها التفرقة العنصرية.

عندما كنت في سن الحادية عشرة، افتتحت متجرا لعصير الليمونادة عند الحفرة الثالثة عشرة في مضمار الجولف. ربما أكون قد كونت مالا لأن الناس شعرت بالذنب لأنني كنت أجلس في درجة حرارة 100 درجة مئوية».

ويروي دانكان: «بعد دراسة الخطابة في جامعة فيرجينيا، قررت أن أجيد الخطابة. تخرجت في عام 1987 وقررت العمل في السياسة. كنت متفائلا واعتقدت أنني سأكتب خطبة بنفس أهمية خطبة (عندي حلم)، التي كتبها مارتن لوثر كنغ. حصلت على وظيفة في حملة آل غور في ناشفيل في 1988. وقلت للعاملين في الحملة إنني أرغب في كتابة الكلمات التي يلقيها آل غور، لكن كانت لدي فكرة أخرى، وهي أن أبدأ بكتابة التصريحات الصحافية لوسائل الإعلام المحلية في الجنوب.

لم تلائم عملية صناعة القرار السياسي شخصيتي، لذا انضممت إلى شركة (لولر بالارد للاستشارات)، التي أصبحت الآن (لولر بالارد فان دوراند) في ناشفيل عملت فيها في كتابة كتيبات المبيعات وتمكنت من جني بعض الأموال. كانت تلك أول وظيفة لي في مجال الأعمال، كانت بالنسبة إلي بمثابة محور عجلة - تعاملت خلالها مع أنواع مختلفة من الأعمال التجارية. كنت أزور مصنعا للشراب في الصباح وأزور مزرعة للألبان بعد الظهيرة كي أتعرف على أعلاف الأبقار. وفي اليوم التالي، كنت أزور المصرف.

خلال تلك الفترة سمعت عن قيام الاتحاد الأوروبي، وقد أثار ذلك الأمر اهتمامي. ومن ثم قررت الحصول على ماجستير في إدارة الأعمال في مجال التجارة الدولية. تركت وظيفتي وسجلت للدراسة في جامعة ساوث كارولينا. وكجزء من البرنامج حصلت على دورة تدريبية في اللغة الألمانية ثم قضيت ثمانية أشهر في ألمانيا حيث عملت متدربا في مصنع لإنتاج ماكينات التعبئة. وكان تعلم اللغة في الجامعة ثم استخدامها في ما بعد في أعمال التجارة واحدة من أكثر التجارب صعوبة التي يمكنك مواجهتها. لكني أحرزت تقدما.

بعد التخرج في عام 1991 عملت لصالح شركة (فيرمونت أميركان)، مشروع مشترك بين شركتي (إيمرسون إلكتريك) و(بوش) الألمانية. عملت في ألمانيا لأنني أجيد الألمانية. وفي عام 1998، تمت ترقيتي إلى منصب نائب المدير، وفي عام 2000 اشترت شركة (بوش) شركة (فيرمونت أميركان).

أردت أن أجرب حظي في عالم الأعمال، لذا تركت الشركة في عام 2003 وحصلت على حق استخدام اسم شركة (روكويل) للأدوات الكهربائية. وكانت شركة (روكويل للتصنيع) قد بيعت عام 1981 ولم يعد الاسم مستخدما. لذا خططت لإعادة طرح العلامة التجارية بخط جديد من الأدوات وبيعها في المتاجر مثل (سيرز) و(هوم ديبوت). وبدأت البحث عن مستثمرين ومصنع لصنع هذه الأدوات».

في عام 2004، يقول دانكان: «التقيت دون غاو، رئيس والمدير التنفيذي لمجموعة (بوسيتك غروب) للأدوات الكهربائية في الصين. وكان في طريقة إلى إنشاء العلامة التجارية (ووركس) للأدوات الكهربائية وأبدى رغبة في إنشاء مشروع مشترك. وفي عام 2005، بدأت القسم الأميركي من شركة (بوسيتك يو إس إيه) لبيع منتجات (روكويل تولز)، وخط إنتاج (ووركس).

عادة ما يبدي الأميركيون رد فعل سلبي تجاه الشركات الصينية، لكني كانت لدي نظرة فريدة، فقد كنت متأثرا بفكرة غاو التي تتسم بالعملية ويقودها الابتكار».

ويختتم دانكان قائلا: «أنشأنا أكثر من 100 وظيفة برواتب مرتفعة في الولايات المتحدة وأيضا عددا من شركاء الأعمال هنا. كما نفكر أيضا في نقل بعض الوظائف التي تجري الآن في الصين إلى مصنعنا في ولاية كارولينا الشمالية. فعلى سبيل المثال، وجدنا أن الأكثر تكلفة بعض الأغراض الصغيرة في الولايات المتحدة، لكني لم أتخذ قرارا بذلك. فعندما تضع مثقابا في علبة التعبئة ثم تضعها في صندوق، فأنت بذلك تخسر حيزا مكانيا كبيرا»