الـ«بوندسبنك» يرفع توقعاته للنمو رغم ضعف بيانات التجارة

متزامناً مع مصاعب منطقة اليورو

TT

رفع البنك المركزي الألماني (بوندسبنك) أمس الجمعة توقعاته للنمو لأكبر اقتصاد في أوروبا رغم أن مجموعة من البيانات أثارت المخاوف من أن أزمة ديون منطقة اليورو المستمرة تحدث آثارها على الأداء الاقتصادي للبلاد. وذلك حسب وكالة الأنباء الألمانية.

جاء ذلك فيما قال مكتب الإحصاء إن الصادرات الألمانية هوت بأكثر من المتوقع في أبريل (نيسان) وسجلت الواردات تراجعا كان الأكثر حدة منذ عامين. لكن في أحدث نشراته الشهرية، قال بوندسبنك إن اقتصاد البلاد سينمو هذا العام بمعدل 1% مرتفعا من 6.‏0% في تقديرات سابقة.

وقال رئيس البنك ينس فايدمان إن «الصورة الاقتصادية في ألمانيا عموما مشجعة بشكل أكبر كثيرا عن معظم الاقتصادات الأوروبية الأخرى». غير أن البنك قلص توقعاته لنمو الناتج المحلي للعام القادم إلى 6.‏1% مقارنة مع تقديراته الأصلية التي كانت تتحدث عن نمو بنسبة 8.‏1%.

وقال مكتب الإحصاء إن الواردات الألمانية تراجعت بنسبة كبيرة بلغت 8.‏4% في أبريل عقب صدور مجموعة من المؤشرات التي تدلل على تراجع وتيرة النمو في البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية. كما أن الهبوط في الواردات ينهي ثلاثة أشهر متتالية من زيادتها وعقب زيادة لها بنسبة 9.‏0% في مارس (آذار). كان محللون يتوقعون أن تظهر البيانات عدم حدوث تغير على الواردات في أبريل.

وتراجعت صادرات أكبر اقتصاد في أوروبا بنسبة كبيرة بلغت 7.‏1% على أساس شهري في أبريل بعد أن زادت بنسبة 8.‏0% في الشهر السابق عليه. وألمانيا هي ثاني أكبر دولة مصدرة في العالم بعد الصين. وينهي الانخفاض ثلاثة أشهر متعاقبة من ارتفاع الصادرات والتي جاءت عقب انكماش اقتصادي للبلاد في الربع الأخير من العام الماضي.

وقال الخبير الاقتصادي أولريكه روندورف لدى مصرف كومرتسبنك إن «تعافي ألمانيا خسر قوة دفع كبيرة كنتيجة للأزمة في منطقة اليورو». وقال روندورف «لكن الصادرات سترتفع مجددا في الأشهر القادمة لأننا لا نتوقع انهيار الطلب العالمي».

ورغم ذلك، زاد انخفاض الصادرات في أبريل عن 7.‏0% التي كان يتوقعها المحللون وتأتي وسط دلائل على تزايد الصورة القائمة للاقتصاد لدى الشركاء التجاريين الأساسيين لألمانيا في منطقة اليورو المؤلفة من 17 عضوا.

وأظهرت بيانات صدرت هذا الأسبوع أن الناتج الصناعي والطلبات الصناعية على السواء تراجعت بأكثر من المتوقع في أبريل.

قال معهد «إيفو» ومقره ميونيخ إن مؤشره لمناخ الأعمال والذي تتم متابعته عن كثب سجل أكبر هبوط له منذ أغسطس (آب) خلال الشهر الجاري وسط تصاعد القلق بشأن مستقبل منطقة اليورو. ورغم أن صادرات ألمانيا لدول خارج أوروبا مثل الولايات المتحدة والصين قفزت بنسبة 3.‏10% على أساس سنوي في أبريل، تراجعت الصادرات الألمانية لمنطقة اليورو بنسبة 6.‏3%.

وانخفضت الواردات الألمانية من منطقة اليورو بنسبة 6.‏0% على أساس سنوي وبنسبة 7.‏0% مما يطلق عليه الدول الثالثة خارج أوروبا. غير أن إجمالي الصادرات الألمانية على أساس سنوي زادت بنسبة 4.‏3% في أبريل، بينما انخفضت الواردات بنسبة 1% وفقا لما ذكره مكتب الإحصاء.