مصارف إسبانيا في «قلب الطوفان».. وألمانيا جاهزة لمد حبل الإنقاذ

البنوك الإسبانية بحاجة إلى 76 مليار دولار

وزير الاقتصاد الإسباني لويس دوغيندوس في محنة بشأن كيفية التعامل مع الأزمة المالية التي تضرب بلاده (رويترز)
TT

قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة إن الاتحاد لم يتلق بعد أي طلب من إسبانيا بشأن الحصول على مساعدة مالية، وسط تكهنات بأن مدريد ستطلب مثل هذه المساعدة في وقت مبكر عن المتوقع وذلك بعد خفض تصنيفها الائتماني، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

وقال أمادو ألتافاج، المتحدث باسم المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية أولي رين، لوكالة الأنباء الألمانية، إنه «ما من أنباء عن طلب إسباني. إذا جاء طلب سيتم تطبيق الأدوات المناسبة، وستكون جاهزة للاستخدام وفقا للخطوط العريضة المتفق عليها».

ومن المتوقع أن تطلب إسبانيا مليارات من اليورو لإعادة رسملة قطاعها المصرفي الضعيف. ويصر مسؤولون من الاتحاد الأوروبي وإسبانيا حتى الآن على أنه ستتم مناقشة تقديم مساعدة أوروبية فقط بعد أن يوضح مدققون خارجيون حجم الأموال التي تحتاج إليها البنوك الإسبانية بالفعل. ومن المتوقع أن يصدر قرارهم بنهاية الشهر، بينما سيقدم صندوق النقد الدولي تقييمه الاثنين القادم.

لكن وكالة «فيتش» الأميركية للتصنيف الائتماني اتخذت خطوة بالفعل يوم الخميس الماضي بخفض تصنيف إسبانيا بمقدار ثلاث درجات من «إيه» إلى «بي بي بي»، مقدرة أن مؤسسات الإقراض الإسبانية ستكون في حاجة إلى 60 مليار يورو على الأقل (76 مليار دولار) أي ضعف المبلغ الذي كان يتوقع من قبل. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الجمعة إن ألمانيا لن تضغط على إسبانيا لتطلب مساعدة مالية دولية بعد تقارير بأنه من المتوقع أن تطلب مدريد مساعدة أوروبية لبنوكها المتعثرة مطلع الأسبوع المقبل.

وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي الذي يزور ألمانيا «من الواضح دائما أن تلك الدول التي تريد الاستفادة من التكافل هي التي تتقدم بالطلب بنفسها». وتابعت «يعود الأمر للدول منفردة أن تلجأ إلينا.. هذا لم يحدث حتى الآن، ولذلك لن نمارس أي ضغط هنا». وقالت ميركل إن منطقة اليورو أعدت حزمة من الإجراءات التي يمكن استخدامها في مثل هذه الحالة ومن بينها صندوق الإنقاذ المؤقت والصندوق الدائم لضمان استقرار منطقة اليورو وتعزيز قدراتها التنافسية.

وذكرت ميركل أنها تريد أن تظل اليونان عضوا في منطقة اليورو، لكن الحزب الذي سيفوز بالانتخابات التي تجرى في 17 يونيو (حزيران) عليه أن يلتزم بمذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها مع المقرضين الدوليين. ورفض متحدث باسم الحكومة الألمانية أمس الجمعة التعقيب على ما إذا كانت إسبانيا ستطلب مساعدة أوروبية مطلع الأسبوع المقبل لقطاعها المصرفي المتداعي أم لا، لكنه التأكيد على جدد موقف برلين بأن منطقة اليورو مستعدة لتقديم العون إذا ما اقتضت الضرورة.

وفي وقت سابق، ذكرت «رويترز» أن وزراء مالية دول منطقة اليورو وعددها 17 دولة سيعقدون مؤتمرا عبر الهاتف اليوم السبت لبحث طلب إسبانيا بالحصول على حزمة مساعدات لبنوكها وسط تفاقم التوتر في الأسواق. وقال ستيفن سيبرت، في مؤتمر صحافي «القرار بيد الحكومة الإسبانية وحدها فيما إذا كانت ستطلب مساعدة مالية أم لا.. أدوات منطقة اليورو موجودة لتقديم المساعدة إذا ما طلبت»، إلا أنه رفض التعقيب على التقرير.

وقال متعاملون إن إسبانيا جمعت سيولة نقدية أكثر من المتوقع في مزاد لبيع السندات يوم الخميس لتنجو من اختبار رئيسي في ثقة أسواق المال في قدرتها على التغلب على أزمة مصرفية. ويأتي ذلك رغم أن بن برنانكي، رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي، حذر من أن أوروبا ما زال أمامها المزيد من العمل المطلوب لحل مشكلاتها المالية.

وتم جمع 2.07 مليار يورو (2.6 مليار دولار) في ثلاثة مزادات لبيع السندات، وهو ما يتجاوز الحد الأقصى المتوقع مع زيادة الطلب على السندات العشرية القياسية للبلاد بأكثر من ثلاثة أمثال المعروض منها. لكن مدريد كان يتعين عليها أن تدفع أسعار فائدة بأكثر من 6 في المائة للسندات العشرية تلك. وكان سعر الفائدة على السندات التي تم طرحها في أبريل (نيسان) الماضي 5.743 في المائة. ويرى خبراء اقتصاد أن ارتفاع تكاليف الإقراض فوق مستوى 6 في المائة أمر يفوق الاحتمال. وتبلغ فائدة الإقراض لألمانيا نحو 1 في المائة.

وفي واشنطن، قال برنانكي إنه ما زال أمام قادة الاتحاد الأوروبي الكثير من العمل الذي يجب إنجازه لحل أزمة اليورو، وأولى هذه المهام هي العمل على استقرار بنوك منطقة اليورو. وأضاف رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي أمام لجنة مشتركة من مجلسي النواب والشيوخ اليوم «البنوك الأميركية حسنت وضعها المالي بنسبة كبيرة للغاية خلال السنوات الأخيرة.. ورغم ذلك فإن الموقف في أوروبا يمثل مخاطر كبيرة على النظام المالي والاقتصاد الأميركي ويجب مراقبته عن كثب».