«أوبك» تبقي على سقف الإنتاج وترجئ اختيار الأمين العام

قالت إن عوامل جيوسياسية ساهمت في قلق الأسواق

وزير البترول السعودي علي النعيمي يتحدث للصحافة قبل بدء اجتماع «أوبك» في فيينا أمس (أ.ب)
TT

قرر وزراء منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في ختام اجتماعهم أمس بفيينا الإبقاء على سقف الإنتاج دون تغيير عند 30 مليون برميل يوميا مع حث الدول الأعضاء على التقيد بسقف الإنتاج المتفق عليه. غير أن الاجتماع فشل في الاتفاق على اختيار أمين عام جديد للمنظمة بديلا للأمين الحالي عبد الله سالم البدري الذي تنتهي ولايته في نهاية العام. وقال عبد الله البدري في مؤتمر صحافي، إن اختيار الأمين العام الجديد سيحسم في اجتماع المنظمة المقبل في ديسمبر (كانون الأول). ويذكر أن 4 دول تقدمت بمرشحين لمل منصب الأمين العام وهي المملكة العربية السعودية والعراق وإيران الإكوادور. إلى ذلك، أشار بيان للمنظمة إلى أن عوامل خارجية أهمها أسباب جيوسياسية زادت من قلق الأسواق ورفعت حدة المضاربات في أسواق النفط، مما أدى إلى اضطراب الأسواق النفط بعيدا عن أسس العرض والطلب.

قال وزراء نفط منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أمس (الخميس)، إن توقيت خفض معروضهم من النفط بأكثر من اللازم بالأسواق العالمية لم يأت بعد، إذ إنهم لا يرغبون في الإضرار بنمو الاقتصاد العالمي. وقال وزير النفط الكويتي هاني عبد العزيز حسين للصحافيين قبل فترة وجيزة من بدء وزراء نفط 12 دولة أعضاء في «أوبك» اجتماعهم الصيفي الدوري في فيينا، إننا «لا نريد إعطاء صدمات غير مناسبة للأسواق».

وكان يشير إلى إمكانية أن خفضا رسميا لسقف إنتاج «أوبك» البالغ 30 مليون برميل في اليوم، يمكن أن يدفع الأسعار للارتفاع في وقت تتخوف فيه الأسواق من وتيرة نمو الاقتصاد العالمي وأزمة منطقة اليورو.

وتنتج «أوبك» أكثر من 5.‏1 مليون برميل في اليوم فوق مستواها المستهدف وانخفضت الأسعار دون 100 دولار للبرميل في يونيو (حزيران). وقال وزير النفط الإماراتي محمد الهاملي، إنني أعتقد أن الأزمة الأوروبية جزء من المشكلة لأن حالة الاقتصاد، كما هو الآن، تنذر بالخطر تماما. كما أن أسعار النفط تعكس ذلك الوضع. وقال نظيره القطري محمد السادة، إن السوق بها معروض يفيض عنها بشكل طفيف، لكنه أضاف «إننا نتوقع أن يكون الطلب أقوى في الربعين الثاني والثالث»، معربا عن أمله في أن يساعد الطلب على تحقيق توازن للمعروض.

من جانبه، كان هاني حسين، وزير النفط الكويتي، قد شدد في معرض ردوده على أسئلة صحافية على أن «الأوبك» لا تحدد أسعارا ولا تأخذ إجراءات تسهم سلبيا في الأسواق، كما أنها لا تنظر لمصلحة مستعجلة بما يعود بالضرر على الأسواق مستقبلا.

وفيما يتعلق بالأسعار أشار إلى أنها قد انخفضت قليلا عن المستويات السابقة التي وصفها بالمريحة، وفي إجابته عما يقصد بـ«المريحة» قال «تلك التي كانت تتراوح في حدود المائة دولار للبرميل»، مضيفا أن ذلك كان سعرا ملائما، مواصلا أن «أوبك» تعمل ضد التقلبات، وأنها حريصة على أن تظل الأسواق متوازنة من حيث الإنتاج والاستهلاك والمخزون.

وردا على سؤال من «الشرق الأوسط» عن أي تنسيق بين الدول الخليجية أعضاء «الأوبك» لشغر ما سيطرأ من فراغ بسبب الحظر المتوقع على النفط الإيراني، قال الوزير الكويتي، إن العلاقات فيما بينهم كخليجيين ليست لها علاقة بإيران، مؤملا ألا تحدث صدامات تضر بمصلحة أي من الدول أعضاء «الأوبك»، مختتما بأن إنتاجهم في الكويت ظل ثابتا منذ فترة. وبدوره، نفى محمد بن ظاعن الهاملي، وزير النفط الإماراتي، أي تنسيق خليجي فيما يختص بقضية حظر النفط الإيراني، مضيفا أنهم في هذا الشأن يتعاملون كـ«أوبك»، وأن المواضيع الخاصة بـ«أوبك» يناقشونها في إطارها.

من جانبها، لم تر ديزاني إليسون مادوكي، وزيرة النفط النيجيرية، أي داع لدبلوماسية في معرض إجابتها بأنه كان بمقدور بلادها المساهمة بضخ المزيد، مؤكدة أن من الطبيعي أن تسعى دول المنظمة لسد أي فجوة إنتاجية تحدث كرد فعل للحظر الأوروبي على النفط الإيراني الذي حدد له مطلع الشهر المقبل، مشيرة إلى أن نيجيريا لو استدعى الأمر وإن كانت هناك حاجة بمقدورها مستعدة أن تضخ المزيد، وكان رئيس «أوبك» عبد الكريم لعيبي، وزير النفط العراقي، قد أشار في بيانه الافتتاحي إلى أنهم يجتمعون والأسواق تعاني من هشاشة نتيجة لكثير من التداعيات، لا سيما مشاكل منطقة اليورو واحتمال انعكاسه على قطاعات أخرى ومنها أسواق ناشئة، لكن اليورو واحد من العملات الرئيسية، هذا بالإضافة لبطء ملحوظ في نسبة نمو دول كالصين والهند والولايات المتحدة، مما يضاعف من حالات عدم اليقين وقلق من تقلب الأسعار، رغم أن الأسواق لا ينقصها إمداد كاف.

وهبط سعر خام برنت أمس عن 97 دولارا مع إحجام المستثمرين والمتعاملين عن تعزيز مراكزهم قبل اجتماع «أوبك» الذي عقد أمس (الخميس) وانتخابات يونانية تجرى مطلع الأسبوع المقبل. ويترقب المتعاملون أي تغير في سياسة إنتاج «أوبك» نظرا لأن البعض يرى أن السوق بها إمدادات فائضة، بينما من المنتظر أن توضح نتيجة الانتخابات اليونانية ما إذا كانت اليونان ستبقى في منطقة اليورو. وتراجع خام برنت 23 سنتا إلى 90.‏96 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:11 بتوقيت غرينتش. ونزل الخام الأميركي الخفيف سنتا واحدا إلى 61.‏82 دولار بعد أن سجل أمس أدنى إغلاق له منذ السادس من أكتوبر (تشرين الأول).