ميركل: أزمة اليورو «ستطغى» على كل القضايا في اجتماع قمة الـ20

وسط ارتفاع الفائدة على السندات الإيطالية والإسبانية وخفض التصنيفات

صورة أرشيفية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو بعد تفجر أزمة اليونان في قمة العشرين بمدينة كان الفرنسية (رويترز)
TT

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الخميس إن أزمة الديون الأوروبية ستهيمن على قمة مجموعة العشرين للاقتصادات المتقدمة والصاعدة البارزة في العالم الأسبوع المقبل بالمكسيك. ودافعت ميركل في كلمة أمام البرلمان قبيل يومين من انعقاد القمة عن نهجها في التصدي للأزمة وقالت إن الاضطراب في منطقة اليورو «سيطغى على كل الموضوعات الأخرى». وذلك حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقالت إن تعزيز النمو الاقتصادي يجب أن يمضي جنبا إلى جنب مع ترشيد الميزانية، مضيفة للنواب أنه «يتعين علينا مقاومة الإغراءات لتمويل النمو مجددا عبر ديون جديدة».

كما دافعت عن نهجها «المتدرج» الذي تعرض لانتقادات شديدة في التصدي للاضطراب المالي في أوروبا مع قول الكثير من المحللين والمراقبين إن هناك حاجة لاتخاذ إجراء أكثر قوة وليس خطوات حذرة من جانب ميركل.

وفي كلمتها، حددت ميركل أيضا موقف حكومتها بشأن أزمة ديون منطقة اليورو مشددة على أنه منذ القمة الأخيرة لمجموعة العشرين في كان العام الماضي، تم اتخاذ خطوات كبيرة لحل الأزمة. وتبدو مجموعة العشرين التي تأسست في عام 2008 مع تفجر الأزمة المالية العالمية بأنها منتدى مركزي للتصدي للمشكلات العالمية.

وإلى جانب القوى الصناعية الكبرى في العالم مثل الولايات المتحدة واليابان وفرنسا، تضم مجموعة العشرين أيضا الاقتصادات الصاعدة البارزة مثل الصين والبرازيل والهند وإندونيسيا.

إلى ذلك خفضت مؤسسة «موديز إنفستورز سرفيس» تصنيفها للدين الحكومي الإسباني ثلاث درجات إلى Baa3 من A3 قائلة إن خطة منطقة اليورو التي تمت الموافقة عليها في الفترة الأخيرة لمساعدة البنوك الإسبانية ستزيد من عبء الدين على البلاد. وعزت مؤسسة التصنيف الائتماني قرارها يوم الأربعاء إلى أن قدرة الحكومة الإسبانية «محدودة للغاية» على دخول سوق الدين الدولية وإلى ضعف الاقتصاد الوطني. وأضافت «موديز» أن التصنيف يخضع للمراجعة لاحتمال خفضه بدرجة أكبر خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

وقالت كاثرين مويلبرونر المحللة لدى «موديز» في لندن «سنأخذ في الاعتبار بالتأكيد كذلك التفاصيل التي ستتضح عن حجم وشروط خطة المساعدة كما سنأخذ في الاعتبار ما يحدث في منطقة اليورو ككل».

وأعلنت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني كذلك خفض تصنيف قبرص درجتين في ضوء الغموض الذي يحيط بمستقبل عضوية جارتها الكبرى اليونان في منطقة اليورو.

وقد أعلنت المؤسسة الدولية مساء أمس خفض التصنيف الائتماني لقبرص من بي.إيه1 إلى بي.إيه3. ويذكر أن قبرص انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في 2004 وإلى منطقة العملة الأوروبية الموحدة عام 2008.

وذكرت «موديز» أن خفض تصنيف قبرص جاء بسبب المخاوف من احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو وهو ما يزيد احتمالات حاجة قبرص إلى المساعدات المالية الخارجية لمساعدة نظامها المصرفي. ومن المقرر أن تشهد اليونان يوم الأحد المقبل انتخابات عامة ستحدد نتيجتها بدرجة كبيرة مستقبل أثينا في منطقة اليورو على خلفية الانقسام بين الأحزاب السياسية حول مدى الالتزام ببرامج التقشف التي اتفقت عليها اليونان سابقا مع الاتحاد الأوروبي مقابل حصولها على مساعدات مالية دولية ضخمة.

كانت «موديز» قد أعلنت مساء أمس أيضا خفض التصنيف الائتماني لسندات الخزانة الإسبانية ثلاث درجات من إيه إيه إيه إلى بي إيه إيه3 بسبب اعتزام إسبانيا اقتراض ما يصل إلى 100 مليار يورو (125 مليار دولار) من آلية الاستقرار المالي الأوروبية لتمويل عملية إعادة رسملة البنوك الإسبانية والصعوبات التي تواجهها مدريد في الاقتراض من الأسواق المالية العالمية.

وقالت المؤسسة إن قدرة الحكومة الإسبانية على الاقتراض من الأسواق المالية العالمية محدودة للغاية وهو ما ظهر من لجوئها إلى آلية الاستقرار المالي الأوروبية للاقتراض منها لتمويل عملية إعادة رسملة قطاعها المصرفي.

وفي أسواق المال تراجع سعر اليورو أمام الدولار أمس الخميس مع ارتفاع عائدات السندات الإسبانية والإيطالية مما يلقي الضوء على خطر انتقال الأزمة في منطقة اليورو قبيل انتخابات اليونان المقررة يوم الأحد المقبل والتي قد تؤدي إلى خروج البلاد من منطقة اليورو. وقد يظل اليورو ضعيفا بعد أن بلغت عائدات السندات الإسبانية لأجل عشر سنوات نسبة سبعة في المائة اليوم الخميس وهو المستوى الذي دفع دولا أخرى في منطقة اليورو مثل اليونان وآيرلندا إلى طلب مساعدات إنقاذ دولية إذ إنه يعتبر مستوى مرتفعا للغاية في الأجل الطويل. ونزل سعر اليورو إلى أدنى مستوياته خلال الجلسة عند 2542.‏1 دولار منخفضا خلال أمس بعد أن سجل أعلى مستوياته خلال الجلسة عند 25894.‏1 دولار. وسجل في أحدث تداول عليه 2560.‏1 دولار. وأمام الين تراجع اليورو 1.‏0 في المائة إلى 55.‏99 ين منخفضا عن ذروته الليلة الماضية عند 11.‏100 ين. وسجل الدولار 39.‏79 ين منخفضا عن أعلى مستوياته الذي سجله يوم الاثنين عند 92.‏79 ين.