شباب سعوديون يفضلون العمل على وسادة النوم صيفا

من خلال الانخراط في وظائف الطلاب الصيفية المؤقتة

طالب يباشر أمس في الرياض خدمة زبائن أحد المطاعم ضمن مهام وظيفته الصيفية المؤقتة (تصوير: خالد الخميس)
TT

بعد مضي أسبوعين من بدء الإجازة الصيفية، والتي يتمتع بها حاليا طلاب التعليم العام والعالي بالسعودية بعد عناء عام دراسي كامل، يتجه البعض من الشباب السعوديين لاكتساب مهارات جديدة تتمثل بالانخراط في وظائف مؤقتة تتيحها لهم الكثير من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، عبر ما يعرف محليا بالتوظيف الصيفي للطلاب. وتتيح مثل تلك الوظائف للشباب فرصة لاستثمار أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالفائدة، من خلال اكتساب مهارات وظيفية والدخول في سوق العمل بشكل تجريبي، لتتكون لديهم محصلة معرفية حول طبيعة العمل ومتطلبات المهنة في المستقبل.

ومن خلال استطلاع رأي أجرته «الشرق الأوسط» لعدد من الشباب السعودي ممن يشغلون عددا من الوظائف الصيفية يرى سعود عبد الله، وهو شاب سعودي يعمل في أحد المطاعم بالعاصمة الرياض، أن فكرة التوظيف الصيفي كانت تراوده قبل الاختبارات النهائية. وأفاد بأن الدافع لتلك الوظيفية بالنسبة إليه نابع من رغبة في التعرف على الطريقة التي يتم من خلالها إعداد الوجبات الغذائية بالمطاعم، لافتا إلى أنه تمكن من الحصول على وظيفته الحالية بعد خضوعه لدورة تدريبية يقيمها المطعم الذي يعمل حاليا به. وأكد على أنه استطاع خلال فترة بسيطة من اكتساب المهارات اللازمة لوظيفته بالمطعم، موضحا أن آلية العمل أكسبته مهارات جديدة تتمثل في القدرة على مواجهة الجمهور والتمكن من إجراء العمليات الحسابية لباقي نقود عملاء المطعم.

من جانبه ذكر محمد هليل الذي يعمل محاسب صندوق في أحد متاجر الرياض أن والده هو من قام بتشجيعه لاستثمار فترة الإجازة الصيفية من خلال الالتحاق بعمله الحالي، مشيرا إلى أنه قرر الالتحاق بإحدى الشركات التي تستقطب الشباب السعودي هذه الأيام لإلحاقهم بوظائف خلال فترة الصيف.

ولفت إلى أن اتخاذه لهذه الخطوة عاد عليه بالفائدة الشخصية، لكون وظيفته تؤمن له دخلا ماليا مستقلا، ودونما أي تأثير على التزاماته اليومية مع أقرانه الذين يقضي معهم بقية يومه بعد انقضاء فترة عمله اليومي.

إلى ذلك يقول محمد بكري موظف استقبال في أحد المطاعم الراقية بالرياض «إن الذي شجعني أكثر على العمل في الفترة الصيفية، عدم وجود ما أستغل به الإجازة، وأيضا من الأمور التي شجعتني أكثر بعد التحاقي الابتسامة والمعاملة الطيبة من مرتادي المطعم، وهذا أكسبني أيضا تكوين الصداقات ومعاملات كل من الجنسين وأسعى لكسب خبرة أكثر في هذا المجال».

ويرى عبد الرحمن الرحيل شاب سعودي يعمل محاسبا لصندوق أحد مراكز التسوق أن الوظائف الصيفية فرصة لاستثمار الشباب أوقات الإجازة بشيء نافع لهم، مشيرا إلى أن الالتحاق بالعمل خلال فترة الإجازة يمكنه من الاستيقاظ باكرا ليحقق له استثمارا أفضل لبقية يومه. وأوضح أن الفضل لالتحاقه بوظيفته الصيفية يعود لأحد أصدقائه حيث قدم له النصح بالالتحاق بالوظائف الصيفية التي تقدمها الشركات المحلية للطلاب خلال موسم إجازة الصيف.

وذكر الرحيل أن وظيفته ساعدته للتعرف على طرق الكسب المالي، ويضيف «نجمع المال بأنفسنا ونصرفه بما ينفع، وهذه تجربتي الأولى في حياتي»، ومؤكدا عزمه على تكرار التجربة في العام المقبل إن سنحت له الفرصة مجددا.

يشار إلى أن الكثير من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص بالسعودية تقدم خلال فترة الإجازة الصيفية عددا من الوظائف المؤقتة للشباب السعودي من الجنسين، ضمن برامج تعد لاستثمار أوقات الشباب خلال موسم الصيف، وبما يعود عليهم بالفائدة واكتساب مهارات التعامل الوظيفي.