رئيس وزراء كوسوفو يزور بيت التجار في جدة لتسويق الاستثمار في بلاده

قال إن قوة إرادة الشعب أعادت بناء الدولة الأوروبية القديمة وقضت على آثار دمار الحرب

أمين الغرفة التجارية في جدة لدى تكريمه رئيس وزراء كوسوفا في مقر الغرفة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

في زيارة تعد الأولى من نوعها على مستوى الغرف السعودية، عقد رئيس مجلس الوزراء بجمهورية كوسوفو هاشم تاتشي، والوفد المرافق له، اجتماعا في الغرفة التجارية السعودية «بيت التجار في جدة»، بحضور أمين عام الغرفة عدنان مندورة.

ونظرا لموقف المملكة العربية السعودية مع كوسوفو، من خلال اعترافها باستقلاليتها، تقديرا منها للروابط الدينية والثقافية، دعا رئيس مجلس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي أصحاب الأعمال السعوديين إلى بناء استثمارات وتعاونات تجارية مع بلاده، من خلال التحدث عما تملكه جمهورية كوسوفو من أراض خضراء غنية بالمواد الخام.

وأبان رئيس مجلس وزراء كوسوفو أن النمو الاقتصادي لدولته في العام الماضي تعدى الـ5 في المائة، مشيرا إلى أن هذا النمو سيتيح الكثير من الفرص لطالبي الاستثمار داخل كوسوفو. وعلى الرغم من الدمار الذي خلفته الحرب على الاقتصاد في السنوات الماضية، فإن قوة إرادة الشعب الكوسوفي بدأت في إعادة بناء الاقتصاد بعد عام 2000. ولفت إلى أن أهم مشكلتين واجهتا جمهورية كوسوفو بعد الحرب هما بناء الدولة وبناء المؤسسات، إلا أن كوسوفو الآن في طريقها للتنمية. وطمأن أصحاب الأعمال السعوديين أثناء اجتماعه بهم أمس على أن الدولة وضعت قوانين واضحة لحماية المستثمرين الأجانب.

وأثناء حديثه، أوضح هاشم تاتشي أن كوسوفو حددت أقل نسبة ضريبة أرباح مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، مشيرا إلى أن المستثمر لن يدفع سوى 10 في المائة فقط ضريبة أرباح للدولة، معتبرا هذه القيمة هي الأقل مقابل دول أوروبا، التي تفرض ضريبة أرباح تتراوح ما بين 20 و40 في المائة.

ودعا أصحاب الأعمال السعوديين إلى زيارة كوسوفو الدولة الأوروبية القديمة، التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإمبراطورية الرومانية، وهى ذات تقاليد وثقافة غنية جدا، وكانت من أوائل الدول الأوروبية قبولا للإسلام، حيث تبلغ نسبة المسلمين فيها 97 في المائة. واستعرض بعض الفرص المتاحة للمستثمرين السعوديين في دولة كوسوفو من خلال حديثه عن الأراضي الكوسوفية التي تغلب عليها السهول الخضراء المحاطة بالجبال والتلال، موضحا أن 79 في المائة من مساحة كوسوفو زراعية، غنية بالمواد الخام، وصالحة لتوليد الكهرباء من خلال الفحم، إضافة إلى أنها غنية بالمعادن مثل الرصاص والزنك والفضة والكروم والحديد والنيكل والفحم الحجري، حيث يمكن الاستثمار في مجال التعدين والبنية التحتية والزراعة والتجارة والاتصالات والبنية التحتية. وأشار إلى إقدام الدولة على خصخصة شركة الاتصالات «تليكوم»، معتبرا تخصيص الشركة فرصة استثمارية جيدة لأصحاب الأعمال السعوديين.

وعبر أمين عام غرفة جدة عن أمله في تحقيق كوسوفو، العضو في الصندوق والبنك الدولي، كامل الاعتراف الدولي بها، وحصولها على عضوية الأمم المتحدة، وتخطيها لعقباتها الاقتصادية، ووصولها إلى مراكز متقدمة في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية، وأن تتقرر مثل هذه الزيارات التي توجد آفاقا رحبة للتعاون المثمر والبناء بين أصحاب الأعمال في البلدين، وإيجاد تبادل تجاري مميز في المستقبل.

يشار إلى أن كوسوفو نالت استقلالها في عام 2008 بعد سنوات من الحرب والدمار. وتوجد أكثر من 30 سفارة لكوسوفو في معظم دول العالم، فضلا عن بعض المكاتب والقنصليات. وقد اعترفت باستقلالها 91 دولة في العالم. وهي تقع جنوب شرقي أوروبا، وتحدها جمهورية مقدونيا من الجنوب الشرقي، وصربيا من الشمال الشرقي، والجبل الأسود من الشمال الغربي، وألبانيا من الجنوب. وعاصمتها بريشتينا، ويبلغ عدد سكانها مليونين وثلاثمائة ألف نسمة، ومساحتها 10577 كيلومترا مربعا.

وضم الوفد المرافق لرئيس مجلس الوزراء بجمهورية كوسوفو هاشم تاتشي نائب رئيس مجلس الوزراء بهجت باسولي، والقائم بأعمال سفارة جمهورية كوسوفو لدى السعودية الدكتور رجب بويا، ومدير الموظفين برئاسة مجلس الوزراء بكين تشولاكو، ومستشار دولة رئيس مجلس الوزراء إسماعيل سولا.