«هيونداي» تدخل بقوة السوق العالمية بمبيعات تصل إلى 361 مليون سيارة

الشركة الكورية العملاقة توسع شبكتها في العالم عبر 5 مصانع

TT

بعد نجاحها في قيادة تاريخ صناعة السيارات في كوريا الجنوبية وتمكنها من الانضمام لصفوف الشركات العالمية للسيارات واحتلالها المركز الثامن في ترتيب الشركات العاملة في صناعة السيارات على مستوى العالم، وتحقيقها نموا لافتا حتى في ظل التحديات الاقتصادية العالمية التي شهدها عام 2010م الذي يعد عام التحديات الجديدة، بدأت شركة «هيونداي موتورز» الكورية توجها نحو العالم عبر ثقافة جديدة تتناسب مع صورة الشركة العالمية التي وصلت مبيعاتها إلى 361 مليون سيارة في السوق العالمية. وشدد تشانغ مونغ كو، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة العملاقة على أن شركة «هيونداي موتورز» سوف تقف في طليعة صناعة السيارات العالمية من خلال عدد من المبادرات الجديدة والمتمثلة في تعزيز إدارة الجودة وضمان التفوق والتنافس، والتقنية الأساسية مع الإدارة البيئية وتوسيع نطاق البحث والتطوير، مع الاستثمار في المركبات الصديقة للبيئة.

وأبلغ وفد صحافي يمثل عددا من المطبوعات العربية من بينها «الشرق الأوسط» زار العاصمة الكورية مؤخرا بدعوة من مجموعة «المجدوعي» وكلاء سيارات «هيونداي» في المنطقة الشرقية من السعودية الحاصلة على أكبر موزع مبيعات في المنطقة.. أبلغ رسالة كشف فيها أن الشركة قادت صناعة السيارات في بلاده، لافتا إلى أن عام 2010م يعد عام التحديات الجديدة حيث حققت الشركة حتى في ظل التحديات الاقتصادية العالمية نموا ملحوظا لتصل مبيعات السيارات إلى 361 مليون سيارة في السوق العالمية، وتمكنت من احتلال مكانتها بوصفها شركة عالمية حيث سجلت المرتبة الـ65 في أكبر 100 علامة تجارية مع قيمة العلامة التجارية التي تبلغ نحو 5 مليارات دولار، لافتا إلى أن الشركة شهدت نموا متزايدا حتى في الأسواق الناشئة، موضحا أنه في الصين التي تعد أكبر سوق للسيارات في العالم سجلت «هيونداي» مبيعات قياسية، وتمكنت في روسيا من إكمال إنشاء مصنع جديد وإنشاء هيكل إنتاج، وحققت مبيعات قوية في السوق العالمية.

واعتبر أن الشركة سجلت في الولايات المتحدة مهد صناعة السيارات رقما قياسيا، حيث بلغت السيارات المبيعة من إنتاج شركته 500 ألف سيارة، وذلك لأول مرة في تاريخها. من جانبه، أبلغ نائب الرئيس الأعلى التنفيذي لمجموعة شركات «هيونداي في العالم»، سيونغ تاك كم، الوفد الصحافي العربي في مصنع السيارات العملاق في أطراف العاصمة الكورية أن السوق السعودية تحتل 48 في المائة من حجم المبيعات في الشرق الأوسط، بمعدل 100 ألف سيارة سنويا، موضحا أن الشركة لا تعتزم إنشاء مصنع لها في السعودية أو دول الخليج نظرا لعدم وجود ضرائب على الصناعة، في حين أكملت الشركة توسيع نطاق أعمالها في العالم من خلال إنشاء مصنع في روسيا بقدرة إنتاج تصل إلى 150 ألف سيارة سنويا، وهي نقطة الانطلاق بمشروع أكبر لتوسيع أعمال الشركة في الأسواق الأوروبية، في حين تم البدء في مصنع ثالث للشركة في الصين تبلغ قدرته الإنتاجية السنوية 400 ألف سيارة، مكملا المصنعين الأول والثاني اللذين تبلغ قدرتهما الإنتاجية 600 ألف سيارة، في حين سيكون مصنع البرازيل الذي يتوقع أن يتم اكتمال إنشائه هذا العام مركزا يعزز موقف «هيونداي» في سوق أميركا اللاتينية.

وأشار إلى أن الشركة في أميركا هزت سوق السيارات، حيث تجاوز حجم المبيعات 500 ألف سيارة سنويا، وفي الصين والهند أدى الإفراج عن نماذج مخصوصة للسوق المحلية إلى مبيعات 700 ألف و600 ألف سيارة على الترتيب.

وتعكس نجاحات الشركة العملاقة وحضورها في السوق العالمية، التي انطلقت قبل 45 عاما وخطت إلى الأمام بروح التحدي لتفتح صفحات جديدة وتأخذ مكانتها على خارطة صناعة السيارات في العالم، واقع الاقتصاد الكوري الجنوبي، فعلى مدار العقود الأربعة الماضية، كان النمو الاقتصادي المشهود لكوريا جزءا مما أطلق عليه «المعجزة الشرق آسيوية»، فالنمو الاقتصادي المكثف جعل كوريا تقفز إلى المرتبة الثانية عشرة بوصفها أكبر اقتصاد وشريك تجاري على مستوى العالم، وكان هذا النمو مدفوعا بمعدلات عالية من الادخار والاستثمار والتعليم المكثف الذي أدى إلى زيادة معدل الملتحقين بالجامعات، بحيث أصبح المعدل الكوري واحدا من أعلى المعدلات العالمية (82.1% في عام 2005). وخلال هذه السنوات، حدثت تحولات هائلة في البنية الصناعية لكوريا، وتنوعت الصناعات الرئيسية، لتنضم إليها صناعات السيارات والبتروكيماويات والإلكترونيات وبناء السفن وصناعة النسيج ومنتجات الصلب، وارتفع معدل النمو في الناتج القومي الإجمالي من 4.3% في عام 2005 إلى 5% في عامي 2006 و2007، وبفضل ارتفاع الناتج القومي الإجمالي مدفوعا بقوة الصادرات وزيادة الاستثمارات في المصانع والمنشآت، تمكنت كوريا الجنوبية من اعتلاء المرتبة الثانية عشرة بين كبرى الدول الأكبر اقتصادا، بعد أن بلغ الناتج القومي الإجمالي الكوري في عام 2005 نحو 791.3 مليار دولار، وارتفع إلى 887.5 مليار دولار في عام 2006. وارتفعت الصادرات الكورية إلى 371.5 مليار دولار بعد تطبيق قاعدة الإعفاء الجمركي في عام 2007، ومثلت هذه الزيادة نحو 17.1% عن معدل الصادرات في عام 2006، حيث كانت الصادرات 325.5 مليار دولار فقط، وفي الوقت نفسه، ارتفعت الواردات بنسبة 15.3% لتصل إلى 356.8 مليار دولار، وحققت كوريا فائضا تجاريا في عام 2007 وصل إلى 14.6 مليار دولار. وارتفعت صادرات كوريا من تقنية المعلومات والاتصالات إلى 124.9 مليار دولار في عام 2007، بينما سجلت الواردات 67.8 مليار دولار، بحيث حققت كوريا فائضا تجاريا بلغ 57.1 مليار دولار في هذا القطاع، وهو ما يمثل ما يقرب من أربعة أضعاف الفائض التجاري الإجمالي. وتضم الصادرات الرئيسية من صناعات تقنية المعلومات الكورية: أشباه الموصلات، والتليفونات الجوالة، وشاشات العرض الكريستالية السائلة (LCD)، وشاشات وأجهزة التلفزيون الرقمية، وأجهزة التسجيل، وأجهزة استقبال القنوات الفضائية، وأجهزة الذاكرة اللاسلكية، في حين تشتمل الواردات الرئيسية على الأرشيف الإلكتروني، والناقلات السلكية، وأجهزة الكومبيوتر الشخصية والجوالة، وأجهزة التسجيل. وهناك ثلاث فئات أساسية تقود الصادرات الكورية في مجال تقنية المعلومات هي: أشباه الموصلات، والهواتف الجوالة، وشاشات العرض المسطحة. وشهدت صناعة أشباه الموصلات في كوريا تطورا كبيرا على مدار العشرين عاما الماضية، وتحتل كوريا في الوقت الراهن المرتبة الثالثة عالميا من حيث الإنتاج الإجمالي العالمي لأشباه الموصلات، وأصبحت كوريا أكبر دولة مصنعة لشرائح «دي رام» على مستوى العالم منذ عام 1998، واحتلت المرتبة الأولي عالميا من حيث الإنتاج الإجمالي لأشباه موصلات الذاكرات التي تشكل فيها شرائح «دي رام» العنصر الأبرز. وبلغت حصيلة العائدات التي حققتها صادرات كوريا من أشباه الموصلات عام 2007 نحو 39 مليار دولار، وهو ما يعزز من مكانة أشباه الموصلات التي تحتل المرتبة الأولي في قائمة الصادرات الكورية منذ عام 1992. كما تحتل كوريا - أكبر دولة مصنعة لأجهزة التلفزيون - المرتبة الأولى عالميا في مجال إنتاج شاشات العرض الكريستالية السائلة (إل سي دي)، وقد بدأت كوريا تصديرها عام 1995، ومنذ عام 1999، وصادراتها تحقق زيادة سنوية نسبتها 30%، وحققت الشركات المصنعة لشاشات العرض الكريستالية زيادة سنوية في عام 2007 بلغت 31%، بعد أن حققت مبيعاتها 31.5 مليار دولار. وواجهت المنتجات الكورية من الإلكترونيات وتقنية المعلومات بعض الصعوبات مع دخول المنتجات الصينية الرخيصة إلى الأسواق منذ مطلع عام 2000، ولكن بفضل الجهود الساعية إلى تعزيز تنافسية المنتجات الكورية، تمكنت المنتجات الكورية من الثلاجات والغسالات وأجهزة التكيف من اكتساح السوق العالمية. أما بالنسبة لصادرات كوريا من السيارات، فقد بلغت مبيعاتها في عام 2005 نحو 2586088 سيارة، في حين بلغت 2648028 سيارة عام 2006، وفي عام 2007 بلغت 2478138 سيارة. وفي مجال صناعة السفن، احتلت كوريا المرتبة الأولي عالميا في عام 2005 بصادرات بلغت قيمتها 17.7 مليار دولار، وبحجم تصنيع يوازي 9.3 مليون طن، وفي عام 2006 حققت الصادرات الكورية من السفن 22.1 مليار دولار، لتحتل بذلك المرتبة الأولي وبمعدل تصنيع يوازي 10.90 مليون طن، وفي عام 2007 حازت أيضا المرتبة الأولي بصادرات بلغت 27.6 مليار دولار وبمعدل تصنيع بلغ 11.20 مليون طن. وبلغت حصيلة احتياطي كوريا من النقد الأجنبي في عام 2001 مبلغ 102.8 مليار دولار، وبلغت 121.4 مليار دولار في عام 2002، وفي عام 2003 ارتفع الرقم إلى 155.4 مليار دولار، وفي عام 2004، قفز احتياطي كوريا من النقد الأجنبي إلى 199.1 مليار دولار، وهو ما يمثل المرتبة الرابعة على مستوى العالم، وبنهاية عام 2005 بلغ الاحتياطي الأجنبي 210.39 مليار دولار، وفي عام 2006 ارتفع إلى 238.96 مليار دولار، وفي عام 2007 ارتفع إلى 262.22 مليار دولار. وسجلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في كوريا 10.5 مليار دولار في عام 2007، وذلك مع زيادة الكثير من الشركات الأجنبية حجم استثماراتها في المشروعات التنموية الكورية والصناعات الخدمية، كما عززت الشركات الأوروبية واليابانية من استثماراتها في كوريا، وحققت الاستثمارات الأجنبية المباشرة داخل كوريا ما يربو على 10 مليارات دولار على مدار السنوات الأربع الماضية.

وعلى مدار الأربعين عاما الماضية تمكنت كوريا الجنوبية بصورة لافتة للانتباه من تعزيز تنافسيتها في مجال العلوم والتقنية بفضل الجهود المتواصلة من قبل الحكومة الكورية، ويعزى النمو غير المسبوق للاقتصاد الكوري إلى تنمية العلوم والتقنية. وشهدت كوريا، بصفة خاصة طفرة متواصلة في القدرات التقنية والعلمية منذ ثمانينات القرن الماضي، فقد كانت أنشطة البحث والتطوير الديناميكية المتطورة بمثابة القوة الدافعة الرئيسية للنمو الاقتصادي السريع، فقد تضاعفت الاستثمارات في مجال البحث والتطوير 66 مرة لتصل إلى 28.62 مليار دولار في عام 2006، بعد أن كانت 420 مليون دولار في عام 1981، وخلال الفترة نفسها، ارتفعت نسبة الزيادة التي حققتها أعمال البحث والتطوير للناتج المحلي الإجمالي من 0.62% إلى 7.23%، كما زاد عدد الباحثين ليصل إلى 256.589 ألف باحث في عام 2006، بعد أن كان عددهم 18500 في الثمانينات من القرن الماضي. وساهم هذا النمو في زيادة عدد الرسائل والأبحاث العلمية وبراءات الاختراع، فعلي سبيل المثال في عام 2006 ارتفع عدد الرسائل العلمية الكورية المسجلة في فهرس المراجع العلمية إلى 23286 رسالة وبحثا، لتحتل كوريا بذلك المرتبة الثالثة عشرة عالميا في هذا المجال، فيما بلغت تطبيقات براءات الاختراعات، وفقا لاتفاقية التعاون في مجال الاختراعات، 5935 تطبيقا. وبالنسبة لمؤشر التنافسية على المستوى الوطني الذي يقيسه المعهد الدولي للإدارة في سويسرا، احتلت كوريا في عام 2007 المرتبة السادسة في مجال التنافسية التقنية، والمرتبة السابعة في مجال التنافسية العلمية من بين 55 دولة. وتقدم شركة «هيونداي موتورز» تشكيلة متنوعة من المنتجات المتنافسة على مستوى العالم من خلال أكثر من 6 آلاف من شبكات المبيعات، و32 من المراكز الخارجية للإنتاج والمبيعات في نحو 180 بلدا حول العالم، وتملك مركزا للأبحاث يعمل به 10 آلاف باحث في صناعة السيارات.