«زين» الكويتية تتعهد بالاكتتاب بكامل حصتها في وحدتها السعودية بأسهم حقوق الأولوية

293 مليون دولار تخصصها «زين» السعودية للاستثمار في تحسينات الشبكة وتطوير أعمالها وخدماتها

سعود البواردي خلال المؤتمر الصحافي الذي كشف فيه عن توجهات شركة «زين» السعودية خلال الفترة المقبلة (تصوير: خالد المصري)
TT

في خطوة تتطلع فيها شركة «زين» السعودية لدعم موقفها في قطاع الاتصالات، دعت الشركة مساهميها، المقرر مشاركتهم غدا في اجتماع الجمعية العمومية غير العادية، إلى دعم خطط الشركة بالاكتتاب بأسهم حقوق الأولوية التي يستحقونها بالكامل.

وقال سعود البواردي الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري بـ«زين» السعودية، إن الخطة التفصيلية للانطلاقة الجديدة لشركة «زين» تستند على المرونة المالية وفرص الاستثمار اللتين ستوفرهما عملية إعادة هيكلة رأس المال، التي ستشهد إطفاء معظم خسائر الشركة المتراكمة، وخفض مستويات الدين إلى أقصى حد ممكن، وتخفيف أعباء تكاليف خدمة الدين التي انعكست آثارها على الأداء المالي لـ«زين» السعودية خلال السنوات الماضية.

وأضاف أن تلك الخطة ستوفر مبلغا نقديا يزيد على 1.1 مليار ريال (293 مليون دولار)، للاستثمار في تحسينات الشبكة وتطوير أعمالها وخدماتها، مشيرا إلى أن إعادة هيكلة رأس المال تعتبر من الخطوات الجيدة للشركة وعملائها.

وشركة «زين» السعودية هي المشغل الثالث للهاتف الجوال في المملكة، وبدأت عمليات التشغيل، ودعت الشركة المساهمين في بيان وزع خلال المؤتمر الصحافي أمس، لدعم خطط الشركة لخفض رأس مالها ثم زيادته أثناء انعقاد الجمعية العامة غير العادية غدا، مما يفتح المجال أمام أشخاص غير مساهمين حاليا للانضمام إلى مساهمي الشركة من خلال شرائهم لأسهمها قبل انعقاد الجمعية العامة غير العادية.

وأشارت الشركة إلى أنه عند موافقة الجمعية العامة غير العادية، سيتم خفض رأس مال «زين» السعودية فورا من 14 مليار ريال (3.73 مليار دولار) إلى 4.801 مليار ريال (1.2 مليار دولار)، مؤكدة أنه لن يكون لهذا الخفض لرأس المال أي أثر سلبي على رساميل الشركة في السوق، وسيكون الأثر الرئيسي هو انخفاض عدد الأسهم مقابل ارتفاع قيمة السهم.

ووفقا للبواردي، فإن الفرق في تخفيض رأس المال سيتضمن تحويل مبالغ. وأشارت «زين» السعودية إلى أنه بالنسبة للمساهم الفرد، فإن خفض رأس المال لن يؤثر على القيمة الإجمالية لأسهمه في «زين»، حيث إنه بعد خفض رأس المال سيمتلك المساهم عددا أقل من أسهم «زين»، ولكن بسعر أعلى للسهم، لتبقى قيمة الأسهم التي يملكها ثابتة، لها جميعا، مؤكدة على أن التغيير هو تغيير فني فقط، ولكنه في غاية الأهمية بالنسبة لـ«زين» السعودية لأنه يمكنها من شطب معظم خسائرها المتراكمة في قائمة المركز المالي لديها.

وأضافت أنه سيعقب موافقة الجمعية العامة غير العادية بعد نحو أسبوع طرح أسهم حقوق الأولوية لـ«زين» السعودية لزيادة رأس مالها بمقدار 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) خلال فترة الاكتتاب، مشيرة إلى أن معظم طروحات حقوق الأولوية في السعودية كانت بسعر 10 ريالات (2.6 دولار) للسهم، وبالتالي لن يكون مفاجئا بالنسبة للسوق إذا ما قررت الجمعية العامة غير العادية لمساهمي الشركة التصويت لصالح طرح أسهم حقوق الأولوية بسعر 10 ريالات (2.6 دولار) للسهم.

وزادت «بالنسبة للمساهمين، فإن قرارهم في ما إذا أرادوا الاكتتاب في أسهم حقوق الأولوية المستحقة لهم أو حتى الاكتتاب بأكثر منها، سيعتمد بالدرجة الأولى على أداء سعر سهم الشركة خلال فترة الاكتتاب».

من جهتها، قالت شركة «السعودي الفرنسي كابيتال» إنه يتعين على المستثمرين أن يأخذوا في اعتبارهم كذلك الأداء المالي والتشغيلي للشركة، حيث إنه قد بدا من الواضح أن «زين» السعودية جادة في اتخاذ خطوات عملية لمعالجة وضع ديونها، وتقوية فريق الإدارة العليا لديها، والتركيز على استراتيجية واضحة وفعالة، ولا يوجد أمام «زين» السعودية أي أعذار في تراجع أداء الشركة، مؤكدة أن إدارة الشركة تدرك ذلك وتركز على المهام المستقبلية الملقاة على عاتقها من دون أن تتحمل أعباء وتكاليف المديونية الضخمة الملقاة على كاهل الشركة.

وتابعت أنه يمكن للمساهمين كذلك الاقتداء بخطوة مجموعة «زين» والاكتتاب بعدد أكبر من أسهم حقوق الأولوية المستحقة لهم، حيث إنه في حال لم يشارك بعض المستثمرين، فسيتم توزيع الأسهم التي يستحقونها والتي لم يكتتبوا بها على المساهمين الذين اكتتبوا بأكثر من الأسهم التي يستحقونها.

وبالعودة إلى البواردي، فقد أشار إلى أن سوق الهواتف الجوالة في السعودية تشكل ما دون الـ50 في المائة من سوق البيانات على الهواتف المتحركة، مشددا على أن تركيز الشركات في الوقت الراهن على البرامج المساندة لعمليات نقل البيانات، والتي تقل بدورها على المكالمات عبر الصوت للمستخدمين.

وقالت الشركة في المؤتمر الذي حضره مدير الاكتتاب والمستشار المالي بشركة «السعودي الفرنسي»، إن عمليات الخفض تأتي بالتزامن مع زيادة رأس مالها من 4.8 مليار ريال (1.2 مليار دولار) إلى 10.8 مليار ريال (2.8 مليار دولار)، أي بمقدار 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) تكون منقسمة على جزأين: الأول نقدي يقدر بـ3.5 مليار ريال (933 مليون دولار) و2.5 مليار ريال (666 مليون دولار) تتحول من ديون إلى أسهم، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن طرحها سيحدد خلال الفترة المقبلة.

وشددت الشركة على أن التفاوض مع البنوك الدائنة يأتي من أجل إعادة تمويل المرابحة والذي يقدر بـ9.7 مليار ريال، بينما أوضحت أنه تمت الموافقة المبدئية على إعادة التمويل بشروط أفضل من قروض المرابحة الحالية.

وكشفت الشركة عن أن القيمة السوقية تبلغ 13 مليار ريال (3.4 مليار دولار) بحسب تقييم الأسبوع الماضي، لافتة في الوقت ذاته إلى أن التركيز في خطط الشركة المستقبلية يأتي بالاستثمار في التوسعة والنمو بشبكتها.

وأكد الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري أن شركته تراهن خلال الفترة المقبلة على تقنية الجيل الرابع، حيث اعتبرها عامل الحسم وهو المتعلق بانتقال العملاء، لافتا إلى أن السوق المحلية لا تتحمل دخول مشغل رابع في البلاد، مبينا أن نسب الاختراق تبلغ 200 في المائة في الوقت الراهن.

وكشفت «زين» السعودية عن أنها ستعمل على تحسين صافي الربح للشركة عبر الاستثمار بالشبكات لتحسين الإرادات، إضافة إلى تخفيض المديونية، وتخفيض تكلفة تمويل المرابحة.

وذكرت الشركة أن قيمة الخسائر المتراكمة عليها بلغت 9.5 مليار ريال (2.5 مليار دولار)، كما تهدف «زين» إلى خفض نسب الديون إلى 2.5 مليار ريال (666 مليون دولار)، وتوقعت أن يتجاوز سعر السهم بعد تخفيض رأس المال النسب المطلوبة من قبل الجهات الرسمية، مشيرة إلى أن ذلك سيساعدها على رفع رأس المال.