ماذا يعني سلمان وليا للعهد؟

سعود الأحمد

TT

لا شك أن العالم وخصوصا ساسة الاقتصاد وصناع الأسواق المالية وأسواق النفط العالمية والمستثمرين ورجال الأعمال، كل هؤلاء ينظرون إلى الوضع السياسي للمملكة باهتمام بالغ. وذلك من منطلق تأثير وثقل المملكة على الساحة الاقتصادية العالمية، وأخذا بالاعتبار أهمية الدور الاقتصادي السعودي الذي تضطلع به على الساحة الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية، وأن المملكة أهم لاعب في أسواق النفط العالمية وعضو في مجموعة دول العشرين.

ولا شك (أيضا) أن الغوص في بحر الحديث عن مناقب سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، قد لا يأتي بالدرر منه كل غواص. فالمتابع لما حفلت به تغطيات مختلف وسائل الإعلام السعودية وبعض الأجنبية عن الأمير سلمان، على لسان بعض ممن جالسوا الأمير أو عملوا معه، يجد المجال واسعا للحديث عن هذه الشخصية المعروفة بين مختلف الأوساط، وبالأخص بين طبقات المثقفين والإعلاميين. لكنني أجدها مناسبة لمناقشة هذا القرار من منظور دعم وتعزيز الاستقرار السياسي وعلاقة ذلك بالشأن الاقتصادي.. ولعل في ذلك واحدا من أهم معاني تقليد الأمير لهذا المنصب.

فمما عرف عن الأمير سلمان.. أنه رجل دولة من الطراز الفريد وقيادي فذ وشخص يتمتع بالحنكة والخبرة.. تقلد الكثير من المهام الحساسة وله منجزات تاريخية حافلة بالنجاحات. وأهم ما في الأمر أن هناك إجماعا في أوساط الرأي العام على أن هذا الاختيار من شأنه دعم الاستقرار والنمو الاقتصادي وتعزيز خطط رجال الأعمال والمستثمرين المحليين والأجانب. ويمكن ملاحظة ذلك من رسائل تهاني رموز وزعماء العالم والمنظمات الرسمية والشعبية بتعيينه وليا للعهد.. سواء من الرئيس الأميركي أو قادة الدول الأوروبية والقادة العرب عن دوره الدولي والإقليمي، وغيرهم من بقية دول المنطقة والعالم العربي والإقليم الخليجي. ويتوقع المحللون أن تعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد يعطي مؤشرا على أن السياسة السعودية تسير على نفس الثوابت الراسخة التي وضعها المؤسس الملك عبد العزيز (رحمه الله) وسار عليها من بعده أبناؤه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (أطال الله عمره).

كما عرف عن الأمير سلمان أنه ذو اطلاع واسع بمجريات الأمور وأنه منغمس في خضم أهم الأحداث والمناسبات. وقد لعب الأمير سلمان أدوارا سياسية عدة ورأس وفود المملكة في عدة اجتماعات مهمة، وكان رئيسا في استقبالات وتوديع زعماء العالم الزائرين للمملكة ومسؤولا عن ملفات خارجية كثيرة. هذا على الرغم من أنه لم يشغل منصبا سياسيا أو اقتصاديا رسميا يوازي ثقله في التأثير على القرارات، إلا أنه كان حاضرا في خضمّ الأحداث ودوائر صناعة القرار بخبرة تزيد على نصف قرن.. كان فيها قريبا من إخوانه الملوك الراحلين سعود وفيصل وخالد وفهد ثم بمعية الملك عبد الله (حفظه الله). وهو قارئ فطن في جميع التخصصات التي يستدعيها المنصب، وبذلك فهو خبير إداري جاهز للمنصب وجدير بذلك بكل المعايير المتاحة.

* كاتب ومحلل مالي