الرئيس الإقليمي لـ«هواوي» الصينية: المنطقة العربية من أهم الأسواق الواعدة بالنسبة لنا

قال لـ«الشرق الأوسط»: أجهزتنا تنافس عالميا.. ومبيعاتنا تجاوزت 7 مليارات دولار العام الماضي

إي شيانغ
TT

أكدت عملاق حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصيني «هواوي» أنها تسعى لتحقيق نتائج متميزة في منطقة الشرق الأوسط، خلال النصف الثاني من 2012، مشيرة إلى أن عائدات الشركة في المنطقة شهدت ارتفاعا بنسبة 20 في المائة، في العام الماضي، مع توقع نتائج مماثلة لعام 2012، لافتة إلى أنها تركز على مجموعات أعمالها الثلاث لتدخل عالم المنافسة في أجهزة الهاتف الجوال والمشاريع (إنتربرايز) إضافة إلى مجموعة أعمالها لشبكات الاتصالات (تيليكوم) التي حققت «هواوي» من خلالها شهرة واسعة على المستوى العالمي، متوقعة تحقيق نمو ثابت بنسبة تقارب 20 في المائة عبر كل عملياتها التجارية الإقليمية إجمالا خلال عام 2012.

وقال إي شيانغ، رئيس الشركة في منطقة الشرق الأوسط: «نتائج (هواوي) المالية لعام 2011 التي أعلنت عنها الشركة مؤخرا، والتي حققت من خلالها نموا ثابتا لعائدات مبيعاتها العالمية بنسبة 11.7 في المائة كانت متوافقة تقريبا مع التوقعات المرسومة لأداء الشركة، ولكن ثمة أسباب أدت إلى الانخفاض السنوي في صافي الأرباح، كان من أبرزها ارتفاع قيمة العملة الصينية (يوان)، وما نتج عنه من خسارة إجمالية بلغت 4.876 مليار يوان صيني في سوق تداول العملات الأجنبية في 2011 (مقارنة مع 1.367 مليار يوان صيني في 2010). ونتيجة لذلك، أقامت الشركة نظاما أكثر متانة لإدارة تعرض العملة للبورصة، يضم كثيرا من أساليب التحوط للحد من المخاطر الناجمة عن حيازة عملات أجنبية»، لافتا إلى أن من بين هذه الأساليب «مطابقة نوع العملة مع المبيعات والمشتريات، وموازنة التدفقات النقدية الداخلة والخارجة للعملات الأجنبية، واختيار أدوات التحوط المالية المناسبة والمتوافقة مع استراتيجية الشركة لإدارة المخاطر».

واعتبر شيانغ في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه على الرغم من انخفاض أرباح الشركة نتيجة الاضطرابات الاقتصادية العالمية ورفع قيمة العملة الصينية وما نتج عنه من خسائر في البورصة وارتفاع التكاليف، فإن شركته لم تتوقف عن السعي لتحقيق أفضل النتائج في عام 2012، لا سيما في مناطق مهمة للشركة مثل الشرق الأوسط حيث الحضور القوي للشركة في 10 بلدان ينتشر فيها أكثر من 3500 موظف؛ منهم ما يقارب حاليا 62% من مواطني المنطقة.

ويؤكد شيانغ أن مبيعات العقود الإقليمية لـ«الشرق الأوسط» بلغت خلال العام الماضي 3.22 مليار دولار، محققة زيادة ملحوظة بنسبة 20 في المائة عن العام الذي سبقه، الذي سجل بدوره زيادة سنوية بنسبة 18.1 في المائة عن العام الذي سبقه. وكان هذا التقدم بمثابة حافز قوي لفرق عمل «هواوي» المحلية لتجاوز توقعات «هواوي» الأولية وتطوير قنوات أعمال جديدة.

وعلى سبيل المثال، حققت مجموعة أعمال «هواوي» الإقليمية للمشاريع (إنتربرايز) نموا سنويا مذهلا بنسبة 85 إلى 90 في المائة، وسجلت عائدات بلغت نحو 300 مليون دولار.

وتوفر «هواوي» مجموعة واسعة من المنتجات والحلول والخدمات الاستشارية المصممة وفقا لاحتياجات مشغلي الاتصالات، ويشمل ذلك الاتصالات اللاسلكية والشبكات الرئيسية والتطبيقات والبرمجيات والشبكات الثابتة والأجهزة الطرفية والأجهزة بأنواعها إضافة إلى الخدمات المتخصصة،كما توفر «هواوي ديفايس» منتجات تغطي طيفا واسعا من القطاعات، وتشمل الهواتف الجوالة وأجهزة الاتصالات المتنقلة عريضة النطاق الترددي (برودباند) والأجهزة المنزلية.

ولعل الأبرز في نشاط الشركة التوسعي هو تركيزها على أجهزة الهاتف الذكية وتعتبر أنها ستدخل المنافسة بقوة، وبحسب شيانغ فإن «هواوي ديفايس» تعمل على ابتكار أجهزة ذكية باتت تنافس الأكثر نفوذا في العالم، تتسم بتجربة استخدام فائقة السهولة والفعالية من خلال الإنترنت عبر الأجهزة المتنقلة، لافتا إلى أن «هواوي» سجلت مبيعات عالمية مذهلة في أجهزتها الاستهلاكية بلغت أكثر من 7 مليارات دولار في العام الماضي، أي بزيادة تجاوزت 44 في المائة عن العام الذي سبقه، مضيفا أن «هواوي» أطلقت هذه المجموعة «ديفايس» المتخصصة بصناعة الأجهزة في عام 2003، بهدف أساسي يتمثل في توفير الملحقات لشبكات الجيل الثالث للخدمات المتنقلة، ولأول عامين، انصب تركيز «هواوي» على توفير مستلزمات الأنظمة، مثل أنظمة الهواتف المنزلية والمحطات الثابتة للاتصالات الجوالة المعروفة باسم CDMA. وبعد مرور عامين، سنحت للشركة الفرصة لدخول سوق أجهزة النطاق العريض المتنقلة، وبمرور الوقت واكتساب مزيد من الخبرات بفضل التركيز على البعد الابتكاري والاستثمارات الكبيرة في مجال البحث والتطوير، أصبحت «هواوي» اليوم تحتل موقع الصدارة العالمية في عدد لا بأس به من المنتجات، مثل سوق بطاقات البيانات، كما أننا الرواد عالميا في إنتاج كثير من أجهزة المودم عبر منافذ «USB»، في منطقة الشرق الأوسط.

ويشرح شيانغ أنه استنادا إلى القاعدة المتينة التي أسستها الشركة في مجالات التوزيع والبحث والتطوير وتنمية قدراتها في مجال البحث والتطوير على وجه الخصوص، حيث شهدت استثماراتها في هذا المجال ارتفاعا هائلا لتصل إلى 3.76 مليار دولار خلال العام الماضي، بزيادة مقدارها 34 في المائة عن العام السابق، «بدأت (هواوي) عام 2010 بإطلاق العنان لأحدث الإمكانيات المتطورة للأجهزة المتنقلة من خلال طرح مجموعتها الخاصة من الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية في الأسواق، وبدأت علامة (هواوي) التجارية تكتسب شعبية كبيرة بين الكثير من الناس».

ولعل من أبرز إنجازات الشركة في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الماضي (2011)، بحسب رئيسها، استحواذها على قسم أنظمة دعم الأعمال لمجموعة «أنظمة الكومبيوتر المتكاملة العالمية» (ITS)، وتطبيقها شبكة الاتصال متعددة النقاط بالمايكرويف عبر بروتوكول الإنترنت الأولى من نوعها في الكويت بالتعاون مع الشركة الوطنية للاتصالات كما أطلقت «هواوي» شبكات LTE التجارية بالتعاون مع شركة الاتصالات السعودية، إضافة إلى «خدمة الإنترنت اللاسلكي عريض النطاق باستخدام تقنية HSPA+ بالتعاون مع شبكة اتصالات (زين) الأردنية، كما طبّقت (هواوي) تقنيات شبكة الجيل الثالث (3G) في لبنان بالتعاون مع شركة MTC - touch. إلى جانب أول شبكة تجارية TDD - LTE بالمنطقة في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع شركة (موبايلي)، اعتمادا لتقنية SingleRAN من (هواوي). كما وقعت الشركة عقدا تجاريا مع شركة اتصالات لتطبيق أول شبكة FDD - LTE في الإمارات العربية المتحدة.