ارتفاع أسعار الأغنام بالسوق السعودية يشعل جدلا واسعا بين تجار القطاع والمستهلكين

مطالب بتدخل وزارة «الزراعة» لتنظيم القطاع وكبح جماح ارتفاع الأسعار

30% زيادة في أسعار الأغنام بالسوق السعودية مع اقتراب شهر «رمضان» (تصوير: إقبال حسين)
TT

أشعل ارتفاع أسعار الأغنام في السوق السعودية بنسبة 30% خلال الأيام القليلة الماضية، جدلا واسعا بين تجار القطاع والمستهلكين في البلاد، إذ طالب هؤلاء في حديثهم لـ«الشرق الأوسط» أمس، وزارة الزراعة بسرعة إنهاء إجراءات تأسيس شركة عملاقة تهتم بتنظيم القطاع، ومحاربة ارتفاعات الأسعار المتكررة.

وأشار التجار خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» أمس إلى أن أسعار الأغنام في السوق السعودية لم تعد مرضية للتجار والمستهلكين على حد سواء، وقالوا «ارتفاع الأسعار يقلل من مستويات الطلب بشكل كبير، لذلك الهامش الربحي للتجار ينخفض، وارتفاع الأسعار يأتي كنتيجة طبيعية لانخفاض مستوى المعروض».

وأمام هذه التصريحات من قبل التجار، أكد مستهلكون التقتهم «الشرق الأوسط» في إحدى أسواق الأغنام المتخصصة بالرياض أن الأعذار التي يقدمها التجار غير مقنعة على وجه الإطلاق، وقالوا «منذ متى كان التجار يتضررون من ارتفاع الأسعار، بالعكس هم مستفيدون من ذلك بكل تأكيد»، إلا أنه اتفق كل من التجار والمستهلكين على ضرورة المسارعة في تأسيس شركة عملاقة تهتم بتنظيم قطاع الأغنام في السوق السعودية، مشيرين إلى أن وزارة الزراعة في البلاد هي التي من المفترض أن تقوم بهذه الخطوة.

وقال رميح الحربي وهو أحد تجار الأغنام في الرياض لـ«الشرق الأوسط»: «ارتفاع أسعار الأغنام تجاوز الحد المعقول، والأسعار تتجاوب كثيرا مع معدلات التضخم في البلاد، مع حجم المعروض في السوق».

وأشار الحربي إلى أن فترات زيادة أسعار الأغنام في السوق السعودية غير متوافقة من حيث الفصول السنوية، وقال: «من خصوصية السوق السعودي هي أنه إذا زاد العرض في السوق تستقر الأسعار دون أي ارتفاع، فيما أن شهر رمضان الذي ترتفع فيه الأسعار بنسبة 30%، ويعود ذلك إلى ارتفاع معدلات الطلب، مع انخفاض مستوى المعروض».

وأشار الحربي إلى أن العمالة الوافدة تشكل منافسة كبيرة في سوق الأغنام المحلية، مضيفا «ارتفاع أسعار الأعلاف يؤثر على أسعار الأغنام، كما أن الأسعار تقفز بجنون في حالة انقطاع الأعلاف عن السوق لأي فترة كانت».

من جهة أخرى ذكر سالم عطوان وهو أحد تجار الأغنام أن أسعار الأغنام تشهد ارتفاعا ملحوظا في وقت إجازة الصيف في البلاد، «في هذا الفصل تكثر المناسبات العامة، وهو أمر يقود إلى ارتفاع الأسعار بنسب تصل إلى 30%، خصوصا إذا ما اقتربنا من دخول شهر رمضان المبارك».

من جانبه أرجع محمد الشمري وهو أحد المستثمرين في تجارة الأغنام أسباب زيادة أسعار الأغنام إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، مضيفا «كما أن زيادة أجور الأيدي العاملة في تربية المواشي، وتقلبات السوق، ساهما بشكل كبير في ارتفاع مستويات الأسعار».

إلى ذلك قال محمد العبيد وهو أحد تجار قطاع الأغنام في البلاد: «ارتفاع الأسعار يقلل من مستويات الطلب بشكل كبير، لذلك الهامش الربحي للتجار ينخفض، وارتفاع الأسعار يأتي كنتيجة طبيعية لانخفاض مستوى المعروض»، مشيرا إلى أنه من الأهمية أن تسارع وزارة الزراعة في البلاد بإنهاء إجراءات تأسيس شركة عملاقة تهتم بتنظيم القطاع ومحاربة ارتفاعات الأسعار المتكررة.

من جهة أخرى تراوحت أسعار الأغنام في العاصمة السعودية «الرياض» أمس بين مستويات 1200 ريال إلى 1800 ريال (320 دولار إلى 480 دولارا )، وهي أسعار تزيد بنسبة 30% عما كانت عليه قبل شهرين من الآن.

فيما قال يوسف المطيري وهو مستهلك سعودي التقته «الشرق الأوسط» في إحدى أسواق الأغنام المتخصصة بالرياض: «الأعذار التي يقدمها التجار غير مقنعة على وجه الإطلاق، ومنذ متى كان التجار يتضررون من ارتفاع الأسعار، بالعكس هم مستفيدون من ذلك بكل تأكيد»، مطالبا بضرورة وجود شركة عملاقة تقوم بتنظيم القطاع وتكبح جماح ارتفاع الأسعار.

يشار إلى أنه كان قد أكد مسؤول سعودي رفيع المستوى عن عزم صندوق التنمية الزراعي السعودي على إيجاد خطة جديدة لتحسين مستوى إنتاج الأغنام في السوق المحلية، مبينا أن الخطة الجديدة ترتكز على انتخاب الأغنام الجيدة من حيث مقاومة الأمراض، وعدد مرات الولادة، والاستفادة منها في موضوع تحسين وإكثار الماشية، معترفا في الوقت ذاته بتضخم أسعار اللحوم الحمراء في بلاده.