استطلاع: المديرون التنفيذيون في الشرق الأوسط متفائلون بمعدلات النمو في المنطقة

أشار إلى أن الشركات فيه تعتمد على اقتحام الأسواق الجديدة

TT

أبدى 60 في المائة من الرؤساء التنفيذيين بمنطقة الشرق الأوسط ثقتهم في تحقيق الأعمال والاستثمارات نموا خلال العام الحالي رغم الصعوبات التي تواجه اقتصاد الدول في المنطقة بسبب التوترات السياسية إلى جانب أزمة اليورو التي تلقي بظلالها على العالم كله. وفقا للاستبيان العالمي للرؤساء التنفيذيين السنوي الـ15 الذي نشر في ملحق «بي دبليو سي - الشرق الأوسط»، فقد أكد 60 في المائة من الرؤساء التنفيذيين عن تفاؤلهم بشأن تحقيق النمو للشركات والمؤسسات في المنطقة خلال العام الحالي مقارنة بـ40 في المائة على الصعيد العالم.

وعلى الرغم من عدم استقرار الاقتصادات العالمية، فإن الرؤساء التنفيذيين، الذين تم استطلاع آرائهم، لديهم شعور بالاطمئنان تجاه الاقتصادات المحلية، حيث يتوقع ثلثا رؤساء الأعمال العالميين نمو أعمالهم في الشرق الأوسط على مدار الـ12 شهرا القادمة. وتركز الشركات الشرق أوسطية بشكل كبير على الدخول في الأسواق الجديدة، ويعتقد 83 في المائة من الرؤساء التنفيذيين بالشرق الأوسط أن الاقتصادات الناشئة تعد ذات أهمية رئيسية لمستقبل شركاتهم مع التركيز على المصالح في المناطق المجاورة مثل تركيا والهند وأفريقيا، مما يعد إشارة إلى تطلعات المنطقة لتحويل موقعها الجغرافي في مفترق 3 قارات إلى ميزة تنافسية.

وقال وريك هنت، الشريك الإداري لمنطقة الشرق الأوسط في «بي دبليو سي»، إن قادة القطاعين العام والخاص يدركون أن أمامهم الكثير لتحقيقه. فالتنافس على الصعيد العالمي في قطاعات وأسواق أكثر تنوعا يحتاج إلى مزيد من القيادة ومزيد من الابتكار. وقبل أي شيء آخر، فإن ذلك يعني تطوير المواهب المناسبة لتعزيز قدرات مؤسساتهم.

وبالإضافة إلى الأسواق الناشئة، فقد نوه الاستبيان بأن المواهب لها أهميتها الحيوية بالنسبة لقادة الأعمال، حيث رأى 63 في المائة من الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط أن أي قيود تفرض على المواهب تعتبر من المخاطر المحتملة التي تواجه نمو الأعمال في الشركات. وأشار الخبراء إلى أنه من المتوقع للقوى العاملة في الشرق الأوسط مواصلة النمو في العقود المقبلة، حيث تصل مناطق أخرى إلى ذروتها أو تبدأ في الانخفاض، مما سيعمل على توفير موارد وفيرة من القوى العاملة. ويضيف وريك هنت قائلا: «إن الرؤساء التنفيذيين يدركون أن النمو المستدام للأعمال يقتضي العمل بشكل وثيق مع السكان والحكومات وشركاء الأعمال المحليين، وكذلك الاستثمار في المجتمعات المحلية. وهو ما يعني خلق برامج التدريب المهني والمساعدة على إدارة القيود المفروضة على الموارد».

من جانبه يرى فؤاد علاء الدين، الشريك الإداري في «بي دبليو سي - الشرق الأوسط» ورئيس الأسواق أن الشرق الأوسط ما زال يشكل معتركا لاستقطاب المواهب. ومع ذلك، فالشركات العالمية لديها مناهج معينة وطبيعة محلية متفردة للتنافس في هذا المعترك. ويضيف علاء الدين أن «الشركات التي تدار بشكل سليم تستشرف الفرص. فهي قد احتضنت العمالة المحلية واستثمرت في برامج التدريب. وهذه الجهود يمكن أن تؤتي ثمارها من خلال منحهم إمكانية الوصول إلى الأعداد الهائلة للشباب في الشرق الأوسط التي تبدأ حاليا في الدخول لسوق القوى العاملة».

وبالنظر إلى التوسع في الأسواق والقوى العاملة، فإن الحكومات قد شددت مؤخرا على الاستثمار في البرامج المحلية بدءا من التعليم إلى شبكات الأمان الاجتماعي إلى البنية الأساسية، كما أن الشركات تستجيب أيضا لذلك ففي الشرق الأوسط، تخطط 63 في المائة من الشركات لزيادة استثماراتها في السنوات الـ3 المقبلة للمساعدة في الحفاظ على قوتها العاملة.

وقد تضمن «ملحق الشرق الأوسط» بعنوان «استشراف المستقبل: تحقيق النمو والقيمة»، ما تم جمعه من آراء خلال المقابلات التي أجريت مع 1258 مسؤولا تنفيذيا في 60 دولة من بينهم 30 مسؤولا من منطقة الشرق الأوسط. وألقى الضوء على الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط على عنصرين رئيسيين باعتبارهما أمرين جوهريين لدفع عجلة النمو؛ وهما: الأسواق الناشئة، وحشد المواهب.