«بيجو» تعلن تسريح 8 آلاف عامل وإغلاق مصنع

في إطار خطة لإعادة تنظيم الإنتاج

TT

أعلنت شركة صناعة السيارات الفرنسية «بيجو ستروين» تسريح ثمانية آلاف عامل وإغلاق مصنع تجميع لمواجهة خسائر متزايدة، في خطوة ربما تعجل بموجة من إعادة الهيكلة في غرب أوروبا، وذلك حسب وكالة «رويترز».

وقالت «بيجو» أمس الخميس إن مصنع «أولناي» قرب باريس، والذي يضم أكثر من ثلاثة آلاف عامل، سيتوقف عن الإنتاج في 2014 في إطار خطة لإعادة تنظيم الإنتاج في مصانع الشركة غير المستغلة بالكامل في فرنسا. وسيكون هذا أول مصنع لصناعة السيارات يتوقف عن الإنتاج في فرنسا منذ 20 عاما، وهو ما يشكل تحديا للرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يسعى لإنعاش الإنتاج الصناعي.

وقالت الحكومة إنها تدرس إغلاق المصنع، لكنها لم تستهجنه، مما أثار غضب «سي جي تي» أكبر نقابة لعمال المصانع في فرنسا. ووعد رئيس الوزراء جان مارك ايرو، في بيان، بضمان أن تساعد «بيجو» العمال المسرحين من مصنع «أولناي» في العثور على وظائف جديدة. وقال إن الوزراء سيقدمون خطة أشمل لدعم صناعة السيارات في 25 يوليو (تموز).

وسيستغني مصنع ثان في رين عن 1400 من عماله البالغ عددهم 5600 لخفض العمالة في مواجهة تراجع الطلب على السيارات الكبيرة مثل طراز «بيجو 508» و«ستروين سي 5». كما سيجري إلغاء نحو 3600 وظيفة في غير أنشطة التجميع بمختلف إدارات الشركة.

وقال الرئيس التنفيذي فيليب فارين في بيان «أدرك تماما خطورة ما أعلناه اليوم». وأضاف «عمق واستمرار الأزمة التي تؤثر على أنشطتنا في أوروبا يجعلان مشروع إعادة التنظيم لا غنى عنه الآن». وقالت «بيجو» إنها ستسجل خسارة صافية في النصف الأول وخسارة تشغيلية قدرها 700 مليون يورو (857.5 مليون دولار) للأنشطة الأساسية المتمثلة في صناعة السيارات. وقالت الشركة إن عمليات التصنيع تستهلك 200 مليون يورو شهريا، وليس من المتوقع تحقيق تدفقات نقدية إيجابية قبل 2015.

وقال إيريك هاوزر، محلل قطاع السيارات في «كريدي سويس» بلندن «لم يكن أحد يتوقع أن يستهلكوا السيولة بهذا المعدل المثير للقلق لهذه الفترة الطويلة». وأعلنت «بيجو» الأسبوع الماضي تراجع مبيعاتها 13 في المائة في النصف الأول إلى 1.62 مليون سيارة خفيفة، في حين أعلنت «رينو» تراجعا أقل بلغ 3.3 في المائة، وزادت مبيعات «فولكس فاغن» 10 في المائة.

وقال محللون إن من بين المصنعين الآخرين الذين يدرسون إعادة الهيكلة أو بدأوا فيها بالفعل «رينو» و«فيات» و«أوبل» الذراع الأوروبية المتداعية لـ«جنرال موتورز»، إذ يكافح قطاع السيارات الأوروبي في ظل تخمة مزمنة في المعروض في سوق تقلصت بنسبة 20 في المائة منذ 2007. وأعلنت الشركة عزمها تحويل موقع «أولناي» لأنشطة أخرى، والسعي لتعيين نحو نصف عماله في وظائف أخرى بالمجموعة.

إلى ذلك أصيب سياسيون ونقابات عمالية في فرنسا بحالة من الفزع أمس بعد إعلان «بيجو ستروين» خططا لشطب 8 آلاف وظيفة. وقال رئيس مجلس إدارة بيجو فيليب فارين للصحافيين إن «المجموعة في مركز تسونامي». واستبعد أن تقوم الدولة بشراء الشركة كما فعلت الحكومة الأميركية مع شركة جنرال موتورز عام 2009. وأضاف أن «ضخ أموال في المجموعة ليس هو الشيء الذي سيشغل مصانعنا». من جانبه وصف بيرنارد تيبولت الأمين العام لنقابة «سي جي تي» الإعلان بأنه «زلزال».

وعبر رئيس الوزراء جان مارك أيرول عن «صدمة حقيقية» ووعد بأن الحكومة ستضع خطة عمل لصناعة السيارات بنهاية الشهر الحالي. لكن المعارضة انتقدت بشدة سياسة الحكومة الاشتراكية بشأن قطاع الصناعة قائلة إنه ليس لدى الحكومة خطة لجعل سوق العمل أكثر تنافسية. واعترفت ستروين بيجو بأنها تنافس بصعوبة مع شركات تصنيع تقوم بتجميع سياراتها في أسواق متدنية التكلفة وبخاصة في سوق السيارات الصغيرة. وكانت الشركة أعلنت بالفعل عن شطب 6 آلاف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال جان فرانسوا كوب زعيم الاتحاد من أجل حركة شعبية من يمين الوسط لراديو «فرانس إنفو» إن «القدرة على المنافسة هي المفتاح. انظروا إلى ألمانيا». وأوصى كوب بخفض تكاليف العمالة لدى أرباب العمل من خلال تحويل جزء من مساهماتهم للتأمين الاجتماعي للمستهلكين عبر زيادة ضريبة المبيعات. واستبعدت الحكومة مثل تلك الخطوة قائلة إنها ستضر بالقوة الشرائية للفقراء. ومن المتوقع أن يهز إغلاق المصنع وما يتبعه من فقدان الوظائف الاقتصاد الفرنسي الذي يعاني في الوقت الراهن من عدة صعوبات.