جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية

سعود الأحمد

TT

أود التأكيد على أهمية مراعاة الجانب الاقتصادي في مشاريع تأهيل المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وجعلها الفيصل في قرارات مشاريع البناء والتطوير في هذا المجال. من منطلق أن المفترض لهذه المشاريع أن تضيف لبنة أساسية للناتج القومي المحلي. كما أن الحديث بلغة الاقتصاد المؤسس على الأرقام يوصل في معظم الأحيان إلى قناعات أقرب من غيرها للدقة والموضوعية. وحديثي اليوم قد لا يخلو من الإشادة بجمعية إبصار وخدمة الإعاقة البصرية، باعتبارها الكيان المشرف على كثير من مشاريع تأهيل ذوي الإعاقة البصرية. وإن كنت أعلم أن الغالبية (وربما هذه ثقافتنا) لا تميل إلى قراءة أي مقال فيه إطراء وتستحسن النقد وإبراز العيوب والملاحظات.

إلى أنني وبقراءة معطيات هذا المشروع، تمنيت له أن يُتبنى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، أو على مستوى الدول العربية. وأن تتلاقح الأفكار بين المتخصصين في الدول المشاركة (كل بمجهوده وخبراته)، عوضا عن المجهودات الفردية التي تتم في بعض الدول على مستوى مؤسساتي وأحيانا فردي! فالضرير شخص لا ينقصه إلا من يدله على المكان الذي يعمل فيه، وتعلم الطريقة المناسبة لممارسة العمل وطريقة الإنتاج. وهو جاهز لتطوير قدراته لتبوؤ المكانة الملائمة له في سوق العمل وتطوير قدراته وهو على رأس العمل. وواقع غالبية المعاقين أنهم بحاجة إلى استغلال ما لديهم من إمكانات ومواهب وقدرات واكتشاف ما هو مميز منها لتوظيفه لمصلحة إنتاجية هذه الفئة وللمساهمة في الناتج المحلي للاقتصاد الوطني.

وبهذا الصدد.. فقد استوقفني خبر مشروع مصنع يديره مكفوفون في السعودية وتشرف عليه «جمعية إبصار وخدمة الإعاقة البصرية».. على طريق دعم مستقبل الصناعة للمكفوفين في المملكة الذي تقوم عليه الجمعية بمشاركة فريق مجموعة «نورث ستار فجن» (Star vision) والهيئة الصناعية للمكفوفين بنيويورك ومجلس «توافق» بوزرة العمل، والشركة الاستشارية لوزارة العمل (كي بي إم جي) بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة.. ويهدف إلى نقل التجربة الأميركية إلى المملكة العربية السعودية كحل عملي يساعد على توفير وتحسين ظروف التوظيف للمعاقين بصريا، لتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم ماديا، بما يحقق قفزة نوعية في مجال رعاية وتأهيل المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية.. بالإضافة إلى تشجيع واحتضان المتخصصين والعاملين في هذا المجال كنموذج عملي للتنمية المستدامة. وأعجبني (أيضا) شعار هذه الجمعية الذي يصور يدين تحتضنان من الخلف عينا غير مبصرة.. فما أجمله من تعبير تصويري لهذا الشعار! والجانب الاقتصادي يتمثل في توظيف وفتح المجال لفرص التدريب والتأهيل لهذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا، ليصبحوا من أفراد (ربما) كان يعولهم أقاربهم أو يعتمدون على المعونات الحكومية إلى أشخاص منتجين يعتمدون (بعد الله) على أنفسهم. ولا ننسى العائد من مثل هذه الطاقات الإنتاجية، كونها في الحقيقة تعتبر لبنات لا يستهان بها تضاف إلى كيان الناتج المحلي والدخل القومي السعودي. ثم إن لـ«جمعية إبصار» نشاطات كثيرة، منها العمل على رفع مستوى الأطباء المتخصصين في العناية بحالات ضعف البصر والعناية الإكلينيكية بمختلف حالات ضعف البصر المحتاجة للعناية الطبية المتخصصة.

* كاتب ومحلل مالي [email protected]