بعد ساعات قليلة من قرار «جنرال موتورز» المفاجئ بإقالة كارل فريدريش شتراكه، من منصب الرئيس التنفيذي لشركة «أوبل» الأسبوع الماضي، بدأ مراقبو الصناعة يتساءلون إن كان الوقت قد حان لكتابة نعي الوحدة الأوروبية للشركة. فمنذ أن تجاوزت «جنرال موتورز» محنة الإفلاس قبل ثلاثة أعوام، تكبدت «أوبل» خسائر في الأنشطة الأساسية قدرها 5.3 مليار دولار بسبب انكماش سوق السيارات الأوروبية واتساع قاعدة التكاليف الثابتة.
غير أنه في الأسابيع الأربعة الماضية بعثت الإدارة والعمال بإشارات تقدم واعدة؛ إذ وافقوا على خطة عمل متوسطة الأجل، وعلى وقف الإنتاج في مصنع ألماني عام 2017 بوصفه أساسا لمفاوضات إعادة الهيكلة. بل إن المحللين في «مورغان ستانلي» بدأوا يحولون اهتمامهم من مشكلات «أوبل» التابعة لـ«جنرال موتورز» إلى مشكلات «فورد» في أوروبا.
لكن كل ذلك تبدل وأصبحت الشركة مجددا في مهب الريح على ما يبدو، وتواجه احتمالات؛ من بينها وقف استخدام علامتها التجارية على الرغم من أن مصادر في الشركة تقول: «رحيل شخص واحد ليس له تأثير كبير». ولم تعلق «جنرال موتورز» و«أوبل» علنا على أسباب إقالة شتراكه، وقالتا فقط إنه «سيتولى مهمات خاصة» في «جنرال موتورز».
وقال أحد المراقبين إن دان إكيرسون، الرئيس التنفيذي لـ«جنرال موتورز»، يأخذ بنصيحة جاك وولش، الإداري المخضرم والرئيس السابق لـ«جنرال إليكتريك»، الذي قال يوما إنه إذا لم ترتق شركة إلى مستوى التوقعات، فالخيارات الوحيدة هو «إصلاحها أو بيعها أو إغلاقها».
وقال فرديناند دودنهوفر، الأستاذ في مركز أبحاث السيارات في دويسبورغ بألمانيا: «ستكون هذه آخر محاولة من نوعها تحت رئاسة إكيرسون. ولأن (جنرال موتورز) لم تتمكن من بيع (أوبل) في المرة الماضية، فستغلقها إذا لم تستطع إصلاحها».