السعوديون ينفقون 40 مليار دولار سنويا على المواد الغذائية

يستهلكون بقيمة 10 مليارات دولار في رمضان وحده

تشهد الأسواق السعودية إقبالا متزايدا في رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

قدر متعاملون في صناعة المواد الغذائية أن السعودية تستهلك ما مقداره 10 مليارات دولار في شهر رمضان المبارك سنويا لتقفز كأكثر الدول عالميا استهلاكا للمواد معتبرين أن متوسط استهلاك العائلة على المواد الغذائية يصل لألفي دولار وبفارق زيادة 7 في المائة عن العام المنصرم.

وبحسب خالد المعيبد، صاحب أسواق المدينة للمواد الغذائية والتموين، فإن فترة الـ45 يوما الآنفة، تعتبر من أعلى المعدلات دوليا، وتستهلك كل أسرة سعودية ما يعادل 2000 دولار، عازيا ذلك الارتفاع لما وصفه بافتقار معظم الأسر إلى الثقافة الصحية.

وقال المعيبد، إن الأسر السعودية تعتبر ذات تجاوب جيد لقائمة العروض الرمضانية، وإن 40 في المائة منهم يندفعون نحو شراء المواد الغذائية المخفضة بغض النظر عن مدى التأثر الصحي الناتج عن تأخر بعض أنواع المواد الغذائية التي لم يستطع مالكو المتاجر الغذائية تصريفها على امتداد عام كامل.

وحذر المعيبد أن بعض أنواع المواد الغذائية خاصة «المعلبات» تعتبر غير مؤهلة للاستخدام البشري متى ما اقتربت من فترة الشهرين الأخيرين، ناصحا المستهلكين بعدم الاقتراب منها نتيجة ما قد تتسبب به من مشكلات صحية نظير اقتراب الموعد المعلن لانتهائها، وأن كثيرا من مالكي المتاجر الغذائية يعمدون نحو القيام بحملة ترويجية كبيرة وواسعة مدعومة بالبروشورات لاقتناص المستهلك من أول وهلة.

من جهته، أفاد حامد هوساوي، مدير قسم المشتريات في مجموعة العنود للمواد الغذائية، أن حجم استهلاك المواد الغذائية على امتداد العام الكامل يتخطى حاجز 40 مليار دولار، ربعها فقط في شهر رمضان المبارك، وهو أمر يدفع بأقسام المشتريات في المتاجر والمحال التجارية إلى الاستعداد مبكرا لخلق نمطية غذائية واسعة، حيث تتم عمليات تدوين واسعة لأكثر المواد الغذائية استهلاكا وذلك بشكل تدريجي.

وعمد هوساوي للقول، بأن تلك المحال التجارية لا تتورع أبدا في إيجاد قاعدة بيانات متكاملة ترمي نحو إعادة تسويق المنتجات التي لم تلق رواجا واسعا في خضم 12 شهرا فارطة، معتبرا أن طريقة عرض المنتوجات في المحال التجارية أمر استراتيجي ويحتاج لخبرة تسويقية لسحب أنظار المستفيد والمستهلك.

وفي العاصمتين المقدستين في السعودية، تهدف المحال التجارية إلى مضاعفة كميات المواد الغذائية المطلوبة، نظير توافد 5 ملايين ونصف معتمر سنويا، حيث يمثل هذا الرقم خروجا على التوقعات بفضل مدى الحاجة الفاعلة لأكثر من 1000 فندق تعج بها العاصمتان المقدستان، حيث يعتمد توريد الغذاء لهم أسلوبا متكاملا من جميع الأصناف والوجبات بما يتواءم مع حاجة الجنسيات المختلفة لذلك.

وذكر متعاملون في سوق الغذاء أن هناك بعض الأصناف تكون قريبة جدا من احتياجات المشتري السعودية اليومية، مثل الألبان والمواد المعلبة المكونة لصناعة الحلويات، والعصائر، حيث شهدت مصانع تلك العصائر عالميا طلبا واسعا بزيادة الأعداد تحسبا لسحب أعداد كبيرة من الأسواق.

وبرر المتعاملون بأن ظاهرة الشراء المكثف للسلع الاستهلاكية تعتبر أمرا طبيعيا خلال شهر رمضان المبارك في جميع دول العالم الإسلامي عامة وفي المملكة خصوصا، حيث حجم الإنفاق على المأكل والمشرب خلال العام الماضي بما يربو على 30 مليار دولار عن العام المنصرم، بما يعادل زيادة 7 في المائة لهذا العام، ومن المتوقع أن يشهد حجم الإنفاق ارتفاعا مطردا ليكسر حاجز 50 مليار دولار في 2016.