الصين تعتزم إقراض أفريقيا 20 مليار دولار خلال 3 سنوات

أصبحت الشريك التجاري الأول للقارة

TT

أعلن الرئيس الصيني هو جينتاو الخميس أن بلاده ستقدم للقارة الأفريقية قروضا جديدة بقيمة 20 مليار دولار مما يؤكد على العلاقات المتزايدة الأهمية بين الصين وأفريقيا، بينما وافقت شركات صينية على العمل بشكل أكثر مسؤولية في القارة الغنية بالموارد.

وخلال السنوات الـ15 الماضية ضخت بكين مبالغ كبيرة في أفريقيا في مسعى للاستفادة من مواردها الطبيعية الهائلة لتصبح بكين أكبر شريك تجاري للقارة الأفريقية في عام 2009. إلا أن مساعيها المكثفة للاستفادة من القارة الأفريقية تسببت في احتكاكات مع السكان المحليين حيث اشتكى بعضهم من أن الشركات الصينية تجلب معها عمالها وتنتهك قوانين العمل وتسيء معاملة الموظفين المحليين.

وجاء الإعلان عن القروض الجديدة التي تضاعف تلك التي وافقت الصين على منحها إلى أفريقيا في عام 2009، في المؤتمر الوزاري الخامس للصين وأفريقيا الذي افتتحه هو جينتاو بحضور رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما ورئيس بنين والاتحاد الأفريقي بوني يايي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وتغطي هذه القروض السنوات الثلاث المقبلة.

وقال الرئيس الصيني إن القروض ستركز على دعم البنى التحتية والزراعة والصناعات وتطوير الشركات المتوسطة والصغيرة.

وأضاف أن «مصير الصين وأفريقيا مرتبط بشكل وثيق، كما أن الصداقة الصينية - الأفريقية متجذرة بعمق في قلوب الناس من الجانبين».

وتابع أن «الصين تدعم بإخلاص الدول الأفريقية في سعيها على طريق التنمية وستساعد الدول الأفريقية على تعزيز قدراتها على التطور بشكل مستقل».

كذلك أعلن الرئيس الصيني أن بلاده ستواصل زيادة مساعداتها لأفريقيا، ولا سيما من خلال تدريب 30 ألف شخص وتقديم منح لـ18 ألف طالب وإرسال 1500 من عاملي الفرق الطبية إلى القارة.

وشكر زوما الصين على معاملة الدول الأفريقية «على قدم المساواة»، إلا أنه حذر من السماح باستمرار العلاقات التجارية غير المتكافئة التي تقوم من خلالها أفريقيا بشكل خاص بتزويد الصين بالمواد الخام. وقال في المؤتمر إن «هذا النمط التجاري غير مستدام على المدى الطويل».

وأضاف أن «تجارب أفريقيا الاقتصادية السابقة مع أوروبا تقضي بضرورة توخي الحذر عند الدخول في شراكات مع اقتصادات أخرى».

وتابع «نحن مسرورون بشكل خاص في علاقتنا مع الصين، فإننا متساوون كما أن الاتفاقات التي نبرمها تحقق مكاسب للجانبين».

وتعد الموارد الطبيعية السلعة الرئيسية التي تصدرها أفريقيا إلى الصين التي تحتاج إليها لتغذية نموها الاقتصادي الهائل، بينما تستورد القارة الأفريقية بشكل خاص المنتجات الميكانيكية والكهربائية من الصين.

وبلغ حجم المبادلات التجارية بين الصين والقارة الأفريقية العام الماضي 166.3 مليار دولار بزيادة 83 في المائة عن عام 2009 بحسب أرقام وزارة التجارة الصينية التي أعلنت أن الصين أصبحت الشريك التجاري الأول لأفريقيا.

ويقول خبراء إن الصين التي كان ينظر إليها على أنها تهتم فقط باستخراج الموارد الطبيعية والاستثمار في البنى التحتية، بدأت تحول اهتمامها إلى الاستثمار في المؤسسات والحكومات الأفريقية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في المؤتمر إن التعاون مع الصين «يخلق فرصا للدول الأفريقية لتنويع اقتصاداتها وخلق الوظائف وتحسين الرعاية الصحية والتعليم فيها». إلا أن مشاعر المعاداة للصين بحسب وكالة الصحافة الفرنسية تزايدت في السنوات الأخيرة، وقد استغلها رئيس زامبيا الحالي للفوز بالرئاسة في عام 2011، أي بعد عام من إطلاق اثنين من المديرين الصينيين النار على 11 عاملا محليا كانوا يحتجون على ضعف الرواتب وسوء ظروف العمل.

ووقع الخميس عدد من الأجهزة الحكومية الصينية العاملة في أفريقيا إعلانا حول المسؤولية الاجتماعية تعهدت فيه باحترام التقاليد المحلية ودفع مزيد من الضرائب وحماية البيئة، وغير ذلك من الإجراءات. ومن بين المؤسسات والأجهزة التي وقعت على الإعلان بنك التنمية الحكومي وصندوق التنمية الصيني - الأفريقي ومجموعة «الصين للمعادن».

وقال يو بينغ نائب رئيس مجلس الصين لترويج التجارة الدولية، إن «الشركات الصينية العاملة في الدول الأفريقية تولي مزيدا من الاهتمام لممارسة مسؤولياتها الاجتماعية إلى جانب تحقيق الأرباح والحصول على عائدات اقتصادية».