أكبر شركة سيراميك في مصر تقرر تصفية أعمالها

بعد تعرضها لخسائر جاوزت 23 مليون دولار

TT

وافق مجلس إدارة مجموعة «كليوباترا» التي تعمل في إنتاج السيراميك بالإجماع على تصفية الشركات التابعة لها، ودعوة الجمعية العمومية غير العادية لعرض قرارات مجلس الإدارة عليها وتحديد المصفي، وقال رئيس مجلس إدارة المجموعة محمد أبو العينين أمس إن القرار يهدف إلى تطهير المجموعة من العمال الذين تسببوا في تصعيد أزمة المصانع، والوصول إلى الوضع الحالي.

ويطالب عمال شركة «كليوباترا» بزيادة الأجور وبدل المخاطر ونسبة من الأرباح التي تحققها الشركة، إلا أن أبو العينين قال في مؤتمر صحافي أمس إن مطالب العمال غير منطقية وغير قانونية، وأكد أن مطالبات العمال جاءت بسبب بعض المحامين ممن يلقبون أنفسهم بالنشطاء السياسيين، للحصول على دعم من الخارج كلما تتصاعد الأزمة، بحسب وصفه.

ويقول رئيس مجلس إدارة الشركة إن المجموعة تضم 25 ألف عامل بينما من يقودون الحركة الاحتجاجية لا يتعدون 50 عاملا فقط من الذين تم تعيينهم قبل الثورة مباشرة، بينما توقف المصنع عن العمل منذ 20 يونيو (حزيران) الماضي، ولم يخرج منه أي إنتاج سواء للسوق المحلية أو التصدير بحسب تعبيره، مشيرا إلى أن خسائرها تجاوزت 140 مليون جنيه (23 مليون دولار)، بسبب تلك الإضرابات.

وأوضح أبو العينين أن مصر تضم 40 مصنع سيراميك، وتعد رواتب العاملين بمجموعة «كليوباترا» الأعلى في السوق، كما تم رفع أجور جميع العاملين بعد الثورة بواقع 500 جنيه رغم أن الطاقة الإنتاجية للمصنع لا تتعدى 40% كما لم يتم الاستغناء عن عامل واحد بالمجموعة.

وطالبت الشركة في بيان لها أمس بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتسببين «أعضاء النقابة» في الخسائر التي لحقت بالشركات، وتحميلهم مسؤولية التلفيات والخسائر التي يسفر عنها الجرد، وتفويض المكتب المصري للمحاماة والاستشارات القانونية لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية، وأشارت الشركة إلى أنه سيتم تشكيل لجان من مديري الشركات والمصانع لتحديد الخسائر الفعلية، وحصر الخامات والمنتجات، ووضع تقرير بحالة المصانع والمعدات، وجرد شامل مع مطابقته بتقرير أول مدة.

وضم اجتماع مجلس إدارة المجموعة كلا من شركة «سيراميكا فانسي» و«كليوباترا للإسمنت» (جالاريا) و«شركة سيراميكا كليوباترا غروب» و«شركة الدورادو» لصناعة السيراميك والأدوات المنزلية، وأوصى الاجتماع بعدم التزام الشركات بأي مبالغ مالية مقررة بالاتفاقيات والقرارات التي تم توقيعها خلال الفترة الماضية من قبل رئيس مجلس الإدارة تحت الضغط والإكراه، وانتظار أحكام القضاء، وإلزام أفراد الأمن والأمن الصناعي بالتواجد والحفاظ على المصانع، وألا يسمح بتواجد أي من العمال المفصولين داخل المصنع.

وقال خبراء: إن الأزمة الحالية التي تمر بها شركة «كليوباترا» ستؤثر على أدائها المالي بشدة كما أن تأثيرها قد يمتد إلى بعض المصانع الأخرى في البلاد.

وقال بنك الاستثمار سي آي كابيتال: إن إضرابات عمال «سيراميكا كيلوباترا» للحصول على مزايا وزيادة أجورهم لن تؤثر على الشركة فقط بل ستمتد إلى شركات أخرى تعمل في نفس المجال وتشجعهم على أن يحذو حذوهم ويطالبون بزيادة الأجور.

ورفض أبو العينين صرف مستحقات العمال إلا بعد عودة المصنع للعمل، وبيع الإنتاج والوفاء باحتياجات الوكلاء محليا وللتصدير وتحصيل جزء من المستحقات.

وبدأت المجموعة في العمل عام 1980 وأقامت مصنعا للسيراميك، ثم تحولت بعد ذلك إلى أكبر شركة لإنتاج السيراميك في الشرق الأوسط، كما ساهمت في سد الفجوة المحلية، وتقليص حجم الاستيراد من الخارج.

وتصدر الشركة إنتاجها إلى دول كثيرة، مثل اليابان والسعودية والإمارات العربية المتحدة ولبنان.