مصانع مصرية تشكو من انقطاع التيار الكهربائي المتكرر وتصف خسائرها بـ«الكارثية»

مسؤول بوزارة الكهرباء لـ «الشرق الأوسط»: زيادة الاستهلاك ونقص الوقود أهم أسبابها

TT

شكت مصانع في مصر من انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، والذي بات ظاهرة تؤرق المصريين خلال الأسبوعين الماضيين. ووصفت تلك المصانع خسائرها الناتجة عن انقطاع الكهرباء المتكرر بـ«الكارثية». وعزا مسؤول بوزارة الكهرباء أسباب انقطاع التيار الكهربائي إلى زيادة الاستهلاك، إلى جانب الاستهلاك غير الرشيد من قبل القطاع الصناعي، ونقص ضخ الوقود في محطات توليد الكهرباء، بالإضافة إلى تأخر دخول طاقات جديدة.

وقالت أكبر شركة لصناعة الألمنيوم في مصر التابعة للحكومة إن خسائرها منذ بدء قطع التيار الكهربائي في منتصف مايو (أيار) الماضي وحتى الآن بلغت نحو 100.8 مليون جنيه (16.5 مليون دولار).

وإلى جانب المصانع يعاني المواطنون أيضا من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر في المنازل والمؤسسات الحكومية والخاصة لفترات تصل إلى ست ساعات يوميا.

واستغاثت شركة صناعة الألمنيوم بالدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، والمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، للتدخل الفوري لدى الشركة المصرية لنقل الكهرباء التابعة لوزارة الكهرباء لوقف ما وصفته بالمهازل التي تحدث يوميا من تخفيض الأحمال الكهربائية عنها.

وقالت الشركة، في بيان لها إن انقطاع الكهرباء قد يؤدي إلى انهيار الشركة تماما وتشريد العاملين بها والبالغ عددهم 9 آلاف عامل. وأضافت أن تخفيض الأحمال يتم بصفه يومية منذ 13 مايو (أيار) الماضي لمدة تتراوح من ساعتين إلى ست ساعات يوميا مما أدى إلى خسائر مباشرة تقدر بنحو 96 مليون جنيه.

وهددت الشركة أنه في حال تكرار تخفيض الأحمال سيقوم العاملون وعددهم يتجاوز خمسين ألف فرد باعتصام مفتوح اعتبارا من اليوم (السبت).

وألزمت وزارة الكهرباء المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة تخفيض استهلاكها خلال فتره الذروة دون 100 ميغاوات لمنع تكرار أزمات انقطاع الكهرباء في الصيف، وهو ما وصفه مصنعون بأنه سيؤدي إلى عواقب كارثية على مصانعهم وعلى إنتاجهم.

وأكد مدير عام غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية المهندس محمد حنفي لـ«الشرق الأوسط» أن تصاعد الخلافات بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء ومصانع الألمنيوم والحديد والصاج من شأنه تعريض هذه المصانع للتوقف الجزئي والكلي إذا استمر قطع التيار وتخفيض الأحمال بنسبة كبيرة جدا مما يحدث خللا كبيرا داخل خطوط الإنتاج.

وأشار إلى أن المصانع حققت خسائر فادحة خلال الفترة الماضية مما ينذر بكارثة خطيرة وهو اللجوء إلى تسريح العمالة وتخفيض أعدادها للحد من زيادة الخسائر التي ستواجه المصانع. لافتا إلى أنه أجرى اتصالات بوزارة الكهرباء لحل المشكلة إلا أنه لم يتوصل إلى أية حلول.

وقال وكيل أول وزارة الكهرباء ومتحدثها الرسمي الدكتور أكثم أبو العلا لـ«الشرق الأوسط» إن الانقطاع المتكرر خلال الصيف الحالي في مصر سببه زيادة استهلاك المصانع والمنازل.

ويرى أبو العلا أن هناك مشكلة تتعلق بضعف ضخ الغاز في محطات توليد الكهرباء إلى جانب عدم توفر السولار والمازوت اللازمين لتشغيل بعض المحطات الأخرى وهو ما يؤدي إلى ضعف في توليد التيار الكهربائي.

وأضاف أنه كان من المقرر إضافة نحو 2400 ميغاوات من خلال محطات توليد كهرباء جديدة، إلا أن بعض الأمور عاقت إضافة 1800 ميغاوات مما كان مقررا توليده، حيث تعثر تشغيل مشروعي أبو قير الجديدة بقدرة 1300 ميغاوات، وغرب دمياط بقدرة 500 ميغاوات، حيث كان من المقرر تشغيلهما، أوائل الصيف الحالي، إلا أن الانفلات الأمني ومبالغة الأهالي في طلب التعويضات لإنشاء خطوط الطاقة المولدة من هذين المشروعين أدى إلى تأخر إنتاجهما.

وأكد أبو العلا أن وزارته طلبت من المصانع تعديل أوقات التشغيل لتفادي أوقات الذروة التي تمتد إلى ساعتين بعد غروب الشمس، إلا أنهم لم يعيرونا أي انتباه ومضوا في خططهم، لافتا إلى أنه لا يوجد أي خطط بديلة تحول دون انقطاع التيار عن المصانع سوى تفادي ساعات الذروة، مشيرا إلى أن أغلبية خطوط الإنتاج بالمصانع منخفضة الكفاءة وتستهلك الكهرباء بشكل أكبر من نظيرتها في العالم.