رفض إسباني شديد لخطة التقشف يعزل الحكومة عن الشارع

استطلاع: غالبية الألمان يرفضون مساعدة البنوك الإسبانية

موظفون في العاصمة الاسبانية مدريد أمس يتظاهرون ضد الاجراءات التقشفية التى اتخذتها الحكومة (رويترز)
TT

بدت الحكومة الإسبانية على نحو متزايد معزولة أمس (الجمعة) بسبب سياسات تقشف قيمتها 65 مليار يورو (80 مليار دولار)، بعد أن نزل إلى الشوارع مئات الآلاف من المتظاهرين، بما في ذلك السياسيون اليساريون، وذلك حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

واستمرت احتجاجات متفرقة أمس، مع تنظيم عشرات من عمال المناجم مسيرة، وأقاموا حاجزا لقطع الطريق في منطقة أستورياس شمال البلاد، وتظاهروا احتجاجا على خفض الدعم لقطاع التعدين. ونظم مئات الآلاف من الناس في نحو 80 مدينة إسبانية يوم الخميس مسيرات احتجاجا على خفض الإنفاق بعد ساعات من موافقة البرلمان عليه.

وتم تمرير حزمة إجراءات فقط بأصوات حزب الشعب المحافظ الذي يتزعمه رئيس الوزراء ماريانو راخوي، حيث يتمتع بالأغلبية المطلقة في البرلمان.

وشارك سياسيون من المعارضة اليسارية وفنانون مشهورون في مسيرات يوم الخميس والتي تمت الدعوة إليها من جانب أكبر اتحادين نقابيين هما «سي سي أو أو» و«يو جي تي».

واتهم المتظاهرون الحكومة بـ«تدمير البلاد» بسياسات تقشف مفرطة تشل الاقتصاد وتجعل أعدادا كبيرة من الناس تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة.

وتشمل حزمة التقشف زيادة ضريبة القيمة المضافة، وإلغاء منح موظفي القطاع العام في عيد الميلاد، وخفض الضرائب على أصحاب الرهن العقاري، إضافة إلى التخفيضات في إعانات البطالة.

وتحولت المسيرات إلى مسيرات عنيفة في مدريد؛ حيث أضرم محتجون النيران في صناديق القمامة، وأطلقت الشرطة الرصاص المطاطي في الهواء.

ووفقا لبيانات قدمتها الشرطة أمس، فقد تم اعتقال خمسة عشر شخصا، في حين تلقى تسعة وثلاثون شخصا، بينهم اثنان من ضباط الشرطة، العلاج الطبي لإصابات طفيفة. واعتقل شخص واحد على الأقل في برشلونة.

وتعهد منظمون بالدعوة لتنظيم مزيد من الاحتجاجات. وجاءت المسيرات عقب مظاهرات أصغر كانت مستمرة في الأيام الأخيرة. وتدرس النقابات أيضا تنظيم إضراب عام ثان بعد إضراب أول في مارس (آذار).

ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الإسباني بنحو 2 في المائة هذا العام، في حين أن 24 في المائة من القوى العاملة عاطلة عن العمل.

وتصر الحكومة على أنه ليس لديها خيار آخر سوى خفض الإنفاق إذا كانت تريد تحقيق الاستقرار في الاقتصاد وتفادي طلب برنامج إنقاذ دولي.

إلى ذلك، كشف استطلاع للرأي صدرت نتائجه أمس أن شخصا ألمانيا من كل اثنين تقريبا يرفض حزمة الإنقاذ المزمعة من أوروبا للبنوك الإسبانية المتعثرة.

أجرت الاستطلاع شركة «إنفراتيست ديماب» لاستطلاعات الرأي لصالح قناة «إيه آر دي» التلفزيونية الحكومية.

وأظهر الاستطلاع أن 52 في المائة من الألمان يعارضون حصول إسبانيا على الأموال من صندوق إنقاذ اليورو، بينما ساند الخطوة 38 في المائة ممن شملهم الاستطلاع. وكان البرلمان الألماني قد أقر الخميس الخطة الأوروبية لإقراض البنوك الإسبانية المتعثرة بما يصل إلى 100 مليار يورو (123 مليار دولار) للمساعدة في إعادة رسملتها. ووافق مجلس النواب الألماني على الخطة بأغلبية 473 عضوا مقابل رفض 97 عضوا وامتناع 13 عن التصويت.