«سار» السعودية توقع عقدين بـ 356 مليون دولار لربط الجبيل بالخط الحديدي وبناء المحطة الرئيسية في الرياض

الرميح لـ«الشرق الأوسط»: نسابق الزمن لإنجاز أكبر بنية تحتية للخطوط الحديدية في المنطقة

رسم تخيلي للمحطة المزمع إنشاؤها في العاصمة السعودية الرياض («الشرق الأوسط») ود. رميح الرميح
TT

كشف مسؤول رفيع في «الشركة السعودية للخطوط الحديدية» (سار)، لـ«الشرق الأوسط» أمس عن توقيع الشركة عقدين بـ1.337 مليار ريال (356.5 مليون دولار)، وذلك لربط مدينة الجبيل بمدينة رأس الخير التعدينية وبناء المحطة الرئيسية ومقر الشركة في العاصمة الرياض.

وأوضح الدكتور رميح الرميح الرئيس التنفيذي لشركة «سار» أن الشركة أنهت ترسية إنشاء السكة الحديدية رأس الخير - الجبيل بخط يبلغ طوله 85 كيلومترا ضمن مشروع مدة تنفيذه 30 شهرا على «مجموعة بن لادن للمقاولات» بقيمة إجمالية قدرها 665 مليون ريال (177.3 مليون دولار).

وكان المشرع قد تم طرحه على 10 تحالفات تم تأهيلها مسبقا للمشروع، وأكد الرميح أن تنفيذ ربط مدينة الجبيل بالخط الرئيسي للشركة الذي يمتد من حزم الجلاميد حتى مدينة رأس الخير بطول يصل إلى 1392 كيلومترا يأتي تنفيذا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين المتضمن تكليف «الشركة السعودية للخطوط الحديدية» بتنفيذ الوصلة التي تربط رأس الخير بمدينة الجبيل الصناعية وبالموانئ وبمدينة الدمام ضمن مشروع شبكتها للخطوط الحديدية. وفي ذات الإطار أكد الدكتور الرميح قيام الشركة في نفس سياق القرار بطرح إنشاء خط الجبيل - الدمام وترسية إعداد تصاميم الشبكة الداخلية للجبيل الصناعية على شركة «إس إن سي ليفلين»، حيث تمهد حاليا لطرح مشروع إنشائها عند اكتمال اعتماد التصاميم. وكانت «سار» قد بدأت الإعلان عن حزمة مشاريعها لربط ثلاثة موانئ سعودية على الخليج العربي في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2011، وذلك عبر ربط الدمام بالجبيل ورأس الخير عبر ربط موانئ المدن الثلاث لتوزيع حركة تدفق البضائع من وإلى الموانئ من دون إحداث تكدس.

كما شدد الدكتور الرميح في جانب آخر إلى أن الشركة أنجزت ترسية مشروع إنشاء محطة الركاب والمقر الرئيسي للشركة وورشة صيانة قطارات الركاب بالإضافة إلى محطة التزود بالوقود ضمن مشاريع الشركة لمنطقة الرياض، وتأتي هذه الخطوة في إطار استكمال الشركة لمشاريعها الرئيسية. وبلغت تكلفة المشروع 672 مليون ريال (179.2 مليون دولار) على شركة «الراشد»، وأوضح الرميح أن الشركة كانت قد طرحت المشروع أمام 11 تحالفا تم تأهيلهم مسبقا لبناء المحطة الرئيسية ومقر الشركة.

وتبلغ مدة التنفيذ 24 شهرا حيث من المقرر أن تدخل المحطة حيز التشغيل خلال النصف الثاني من عام 2014، بالتزامن مع اكتمال باقي عناصر المشروع التي تشمل مد السكة الحديدية وتصنيع وتوريد قطارات الركاب، وسيقام المشروع على مساحة 750 ألف متر مربع.

وأكد أن الشركة حرصت عند إعداد تصاميم محطة الركاب على الجمع بين جمال التصميم وكفاءة التشغيل. وتبلغ مساحة مبنى المحطة 49 ألف متر مربع ويتكون من صالتين منفصلتين لكل من الوصول والمغادرة.

وسيحوي المبنى ساحة للمطاعم ومنطقة خدمات تضم مجموعة من المحال التجارية ومكاتب للخدمات السياحية وتأجير السيارات ومكتبا للبريد، كما يوجد بالمحطة رصيفان للركاب بمساحة 20 ألف متر مربع.

ويقع مقر المحطة في الجنوب الشرقي لمطار الملك خالد الدولي حيث تم تحديد الموقع بالتنسيق مع إمارة منطقة الرياض وهيئة الطيران المدني والجهات ذات العلاقة، وسيشمل مبنى المقر الرئيسي للشركة المكون من ثلاثة طوابق جميع الأقسام الفنية والإدارية والمركز الرئيسي لإشارات التحكم لكامل الشبكة الحديدية.

وستكون محطة الرياض المحطة الرئيسية لخط الركاب في السكة الحديدية لـ«سار» الممتد من القريات شمال السعودية إلى الرياض، وكان الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة قد وقع في يناير (كانون الثاني) الماضي عقودا لإنشاء خمس محطات في كل من القريات والجوف وحائل والقصيم والمجمعة بقيمة بلغت حينها 1.572 مليار ريال (419.2 مليون دولار).

وقال الرميح إن قطار «سار» سيشكل عند تشغيله وسيلة نقل مريحة وآمنة للمواطنين والمقيمين إضافة إلى إسهامه المباشر والفعال في تخفيف العبء على الطرق بين المدن وخفض استهلاك الوقود، مشيرا إلى أن الشركة تسعى لإنجاز مشروع يعتبر بكامل أجزائه أكبر شبكة للخطوط الحديدية بالمنطقة يبلغ مجموع طولها 2750 كيلومترا تمر بست مناطق إدارية.

وأشار إلى أهمية مشروع ربط مدينة الجبيل بخط الشركة الرئيسي، مما سيحقق عوائد اقتصادية ضخمة أخذت في الحسبان عند التخطيط لإنشاء هذه الشبكة بين كل من رأس الخير والجبيل باعتبارهما من مناطق الصناعات التعدينية والبتروكيماوية الرئيسية في السعودية، وما سيحققه ربطهما بموانئ الجبيل والدمام لأغراض التصدير والاستيراد. وزاد «يضاف إلى ذلك دعم الصناعات الوطنية حيث سيسهل ربط شبكة (سار) بالخط الحديدي التابع للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية وصول منتجات الشركات من المواد الأولية في هاتين المدينتين إلى باقي المدن الاقتصادية والصناعية في مختلف مناطق المملكة من جهة، ومن جهة أخرى فتح أسواق جديدة لمنتجات القطاع الصناعي في مختلف المناطق بواسطة هذا الربط المباشر مع الموانئ».

ولفت إلى أن ما يزيد في قيمة نوعية الخطوط الحديدية لهذا القطاع كفاءتها في نقل الكميات الضخمة، وما توفره من معدلات اعتمادية عالية إضافة إلى جوانب الأمان والسلامة.

يذكر أن الشركة التي تعود ملكيتها بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية لوزارة المالية، قد بدأت خلال شهر مايو (أيار) من عام 2011 تشغيل خطها لنقل المعادن، حيث أعلنت مؤخرا تجاوز الكمية التي نقلتها من الفوسفات الخام من مناجم حزم الجلاميد في منطقة الحدود الشمالية إلى مجمعات الصناعات التحويلية التابعة لشركة «معادن» في ميناء رأس الخير على الخليج العربي، حاجز المليون طن عبر خط يبلغ طوله 1392 كيلومترا.