«الطيار» تستحوذ على 36% من استثمارات شركة «مثمرة» العقارية بمكة المكرمة

الأمير سلطان بن محمد: عدد المعتمرين والحجاج ينمو بشكل سريع ولا بد من مواكبته

الأمير سلطان بن محمد وإلى جانبه الدكتور المشعل خلال توقيع الاتفاقية (تصوير: سعد العنزي)
TT

في خطوة جديدة نحو استثمار الفرص الجديدة في قطاع الفنادق بمدينة مكة المكرمة، أبرمت مجموعة «الطيار للسفر والسياحة» عقد استحواذ ما نسبته 36 في المائة من مشاريع شركة «مثمرة للاستثمار العقاري»، وذلك مقابل مبلغ 300 مليون ريال تمثل زيادة في رأسمال الشركة وأصولها.

ووقع الاتفاقية مساء أول من أمس بالعاصمة السعودية «الرياض»، كل من الأمير سلطان بن محمد بن سعود رئيس مجلس إدارة «مجموعة الطيار للسفر والسياحة» من جهة، ورئيس مجلس إدارة شركة «مثمرة للاستثمار العقاري» الدكتور عبد الله بن حمد المشعل من جهة أخرى.

وأكد الأمير سلطان بن محمد بن سعود عقب توقيع الاتفاقية، في حديثه للصحافيين، أن عدد الزوار في مكة المكرمة ينمو بشكل سريع، مما دفع الحكومة السعودية إلى مواكبة هذا النمو بضخ مزيد من المشاريع التنموية.

وقال رئيس مجلس إدارة «مجموعة الطيار للسفر والسياحة»: «توقيع هذه الاتفاقية يأتي متوافقا مع الجهود الكبيرة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده في سبيل تطوير منطقة مكة المكرمة، في ظل نمو عدد المعتمرين والحجاج من عام لآخر»، متوقعا في الوقت ذاته أن تعود هذه الاتفاقية بالنفع على مساهمي الشركتين، وقال: «توقيع اتفاقية الشراكة هذه يتماشى مع سياسة الحكومة في هذا الجانب».

وأكد الأمير سلطان أن «أعداد المعتمرين والحجاج تزداد بشكل كبير، ونلاحظ الآن التوسعات في منطقة مكة سواء في محيط الحرم أو مكة المكرمة بأكملها، كما أن هنالك تسارعا كبيرا في حجم المشاريع التي نفذت أو يعمل على تنفيذها أو حتى المشاريع التي تمت الموافقة على إطلاقها».

وأضاف الأمير: «أود أن أقول إن شركة (مثمرة) موجودة في مكة المكرمة منذ زمن بعيد، وشركة (الطيار) يجب أن تساعدها على مواكبة التطور الكبير في مكة المكرمة، وهو بالتالي عمل تكاملي بين شركتي (مثمرة) وشركة (الطيار) سواء في مجال الإدارة أو التسويق أو الإنشاء، وشركة (مثمرة) لديها الآن عدة مشاريع، منها فنادق تحت الإنشاء».

وأكد الأمير سلطان أن مشاريع الشركة الفندقية التي تم الاستحواذ على جزء منها أمس، من المتوقع أن تعطي قيمة مضافة لعدد من الفرص الوظيفية للشباب السعودي ومعرفة نسبة تشغليهم، مضيفا «يعتبر هذا الأمر واجبا ملقى على شركتي (مثمرة) و(الطيار) وعلى أي شركة وطنية وهو أحد الواجبات التي نرجو أن نحققها».

وأوضح الأمير سلطان أنه سيتم الانتهاء من أول المشاريع الفندقية في مكة المكرمة قريبا، وقال: «المشاريع المتبقية سيتم الانتهاء منها خلال فترة السنة ونصف السنة المقبلة، إلا أنه خلال السنة ونصف السنة وقبل اكتمال هذه المشاريع سوف تستجد أفكار ومشاريع أخرى».

وقال: «تأتي هذه الشراكة منسجمة مع التوجه الاستراتيجي لـ«مجموعة الطيار» في مجال توسيع استثماراتها العقارية والسياحية في مكة المكرمة التي تعتبر أهم مناطق الجذب على مستوى العالم»، مشيدا خلال تصريحه بالمشاريع التجارية والفندقية التي شملتها اتفاقية الشراكة والتي تقع ضمن مواقع متميزة في مكة المكرمة وعلى مسافات قريبة من الحرم المكي الشريف، مؤكدا أن جميعها مبان حديثة تحت الإنشاء وتتلاءم مع متطلبات حجاج بيت الله الحرام ومعتمريه.

ووصف رئيس مجلس إدارة «مجموعة الطيار للسفر والسياحة» المشاريع التي استحوذت «الطيار» على حصص كبرى فيها بالفرص الاستثمارية الأفضل في السوق العقاري بمكة المكرمة، نظرا لكونها تغطي شرائح متعددة من العملاء المستهدفين لتلك المنشآت الفندقية ذات الأربعة نجوم، مبينا أن السوق العقارية في مكة المكرمة تفتقر إلى أسلوب تقديم هذه الخدمة عبر عمل مؤسسي محترف.

من جانبه، قال الدكتور عبد الله المشعل، رئيس مجلس إدارة شركة «مثمرة للاستثمار العقاري»، في أول تعليق له عقب توقيع العقد: «الشركة تقوم حاليا بإنشاء 8 مشاريع عقارية كبرى في مكة المكرمة، هي عبارة عن فنادق ومكاتب ومحلات تجارية، وتسير مراحل البناء والتشييد وفقا للجداول الزمنية المعتمدة؛ حيث ستدخل معظم هذه المشاريع الخدمة في مدة تتراوح بين عام وعام ونصف العام، إذ بلغت نسبة الإنجاز لعدد من المشاريع ما نسبته 90 في المائة».

وأضاف الدكتور المشعل: «بدأت شركة (مثمرة للاستثمار العقاري) مشاريعها العقارية وخطواتها الأولى في مكة المكرمة قبل خمسة عشر عاما، وامتلكت خلالها شركة (مثمرة) خبرة عريضة في المجال العقاري والفندقي، واستطاعت خلالها إنجاز وتشغيل كثير من الفنادق والمراكز التجارية».

وتوقع الدكتور المشعل زيادة زوار مدينة مكة المكرمة من الحجاج والمعتمرين خلال السنوات المقبلة، مع ارتفاع معدلات العمرة سنويا، وقال «من المتوقع ارتفاع عدد المعتمرين من 5 ملايين معتمر سنويا، إلى 13 مليون معتمر سنويا خلال السنوات الـ10 المقبلة، خصوصا عقب الانتهاء من مشاريع التوسعة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين والتي تعتبر الأكبر عبر التاريخ، بالإضافة إلى الانتهاء من مشاريع الطرق وتوسعة مطار الملك عبد العزيز بجدة، وشبكة القطارات، وهي العوامل التي ستسهم في تسهيل أداء فريضة الحج والعمرة».

من جانبه، أوضح نائب رئيس مجلس إدارة «مجموعة الطيار»، الدكتور ناصر الطيار، عقب توقيع الاتفاقية، أن هذه المبادرة التي تقوم بها «مجموعة الطيار» هي إحدى المبادرات التي ستؤدي إلى التوسع في مجالات عمل المجموعة، وقال: «كما أنها ستؤدي إلى تطور نوعي في مصادر الدخل وتعددها وتتكامل مع خدمات المجموعة في قطاع السياحة».

وأشار الدكتور الطيار إلى أن العائد الاستثماري لشركة «مثمرة» للاستثمار العقاري عند إنهاء مشاريعها الحالية يتوقع أن يصل إلى ما يزيد على 120 مليون ريال سنويا، مبينا أن عدد الغرف الفندقية لمشاريع الشركة سيبلغ نحو 2160 غرفة.