أسبوع حاسم لصناعة السيارات الفرنسية

«بيجو ستروين» و«تويوتا» تعلنان اتفاقا لإنتاج حافلة

TT

أعلنت شركتا السيارات «بيجو ستروين» الفرنسية و«تويوتا موتور يوروب» التابعة لشركة «تويوتا» اليابانية أمس عن اتفاق تعاون تقوم بمقتضاه الشركة الفرنسية بإنتاج سيارات نقل خفيف (فان) تحمل العلامة التجارية «تويوتا» لبيعها في أوروبا.

جاء في بيان مشترك للشركتين أنه اعتبارا من عام 2013. ستتولى «بيجو ستروين» توريد الحافلات متوسطة الحجم اعتمادا على الطرازات الموحدة حاليا من «بيجو» و«ستروين»، كما ستتعاون الشركتان في إنتاج سيارات جديدة من جانب «بيجو ستروين».

كانت «بيجو ستروين» تتطلع إلى شريك ليحل محل شركة «فيات» في مصنعها في سيفرلنورد بشمال فرنسا بعد أن انسحبت الشركة الإيطالية من اتفاق لإنتاج حافلات مشابهة لتلك المعلن عنها أمس.

يأتي الإعلان في أسبوع حاسم بالنسبة لصناعة السيارات الفرنسية.

وأزعجت ثاني أكبر منتج للسيارات في أوروبا الحكومة الاشتراكية الجديدة بإعلانها عن خطط لشطب 8 آلاف وظيفة وإغلاق أحد مصانعها في باريس.

وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخطة بأنها «غير مقبولة» وطالب بالتفاوض بشأنها. من المقرر أن تعرض «بيجو ستروين» غدا الأربعاء تفاصيل الخطة على نقابات العمال إذ ستحدد بالضبط الأماكن التي سينالها الشطب.

وفي الوقت نفسه، تعتزم الحكومة تقديم خطة لدعم صناعة السيارات.

وتكشف مجموعة ««بيجو ستروين»» الأربعاء تفاصيل مشروعها لإلغاء 8 آلاف وظيفة في فرنسا وحجم خسارتها نصف السنوية، الأمر الذي يتابع باهتمام من قبل الحكومة التي ستعلن في اليوم نفسه خطتها لدعم صناعة السيارات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية ووضعت مجموعة صناعة السيارات على جدول أعمال لجنة مركزية طارئة للمؤسسة ستنعقد في مقرها الباريسي مشروع إعادة تنظيم الأنشطة الصناعية وخفض عدد العاملين.

وذلك يتضمن إغلاق مصنع «أولني - سو - بوا» شمال باريس، وخفض نشاط مصنع رين (غرب)، وخطة لتخفيض عدد العاملين خارج القطاع الإنتاجي لتطبيقها في جميع المواقع الأخرى.

وإعلان هذه الخطة في 12 يوليو (تموز) كان له وقع القنبلة وأثار غضب النقابات رغم أنه كان متوقعا منذ سنة.

وتطالب اليوم بتعيين خبير لتقييم ملاءمة المشروع تبعا للوضع المالي للمجموعة. ودعت نقابات عدة للتظاهر أمام مقر المجموعة خلال انعقاد اللجنة المركزية.

وسيعرف المزيد عن وضع المجموعة عند تقديم هذه النتائج في اليوم نفسه. وقد سبق وحذرت الشركة الفرنسية الأولى لصناعة السيارات، والثانية على الصعيد الأوروبي، أنها تكبدت خسائر كبيرة في النصف الأول من العام.

أما الحكومة فتشكك من جهتها في الصعوبات التي تمر بها المجموعة التي تعاني من تدهور مبيعاتها في أوروبا سوقها الرئيسية.

واتهم الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند إدارتها بـ«الكذب» وبأنها أرجأت إعلان مشروعها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية. واعتبر أن هذه الخطة الاجتماعية غير مقبولة بصيغتها الحالية ويريد طرحها للنقاش مجددا.

وكلف خبير حكومي باستجلاء وضع شركة صناعة السيارات وتقديم استنتاجاته الأولية أواخر الشهر.

وذهب وزير تشجيع الإنتاج، أرنو مونتبور إلى حد الحديث عن «مريض وهمي». وانتقد استراتيجيتها والتحالف الأخير الذي أبرمته مع شركة «جنرال موتورز» الأميركية العملاقة.

وقد سنحت الفرصة أمام مونتبور لتوضيح موقفه الأربعاء الماضي مع رئيس مجلس إدارة مجموعة «بيجو سيتروين» فيليب فاران بعد يوم من اجتماعه بالنقابات.

وفي 26 يوليو سيلتقي مونتيبور، رئيس مجلس المراقبة تييري بيجو.

لكن أسرة «بيجو» لم تنتظر هذا اللقاء للدفاع عن نفسها.

وقال بيجو إن «هناك كلمات تكررت لا أستسيغها؛ كذب، وتمويه. نحن مستعدون لقبول الانتقاد، لكن هناك حدودا»، معبرا عن قلقه أيضا من تدهور الأسعار في البورصة.

وفي موازاة ذلك تكثف الحكومة المشاورات قبل عرض تدابيرها بشأن المساعدات لقطاع السيارات الذي حظي أصلا بدعم كبير خلال السنوات الأخيرة. وستعرض هذه التدابير الأربعاء أمام مجلس الوزراء.

ويوم الجمعة استقبل مونتيبور مسؤولين كبارا من مجموعة «بيجو سيتروين» و«رينو» كما سيستمع مجددا الأسبوع المقبل لنقابات «بيجو» كلا بدوره هذه المرة.

والاثنين سيستقبل رئيس الوزراء جان مارك إيرولت فاران، والأربعاء سيستقبل رئيس شركة «رينو» كارلوس غصن.

وخطة الدعم هذه يفترض أن تمر عبر دعم مكثف للسيارات المبتكرة والنظيفة، مقابل تعويضات. وقد جعلت «رينو» السيارة التي تعمل بالكهرباء محورا أساسيا لتنميتها، فيما تركز مجموعة «بيجو ستروين» على السيارة الهجين.