أوباما ينتقد خطة رومني «غير الواقعية» للتخفيضات الضريبية

قال إنها ستساهم في زيادة ثروة منافسه.. بينما تتحمل أعباءها الطبقة الوسطى

TT

انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس خطة المرشح الجمهوري ميت رومني «غير الواقعية» بنظره للتخفيضات الضريبية، معتبرا أنها ستساهم في زيادة ثروة منافسه بينما تتحمل أعباءها الطبقة الوسطى.

ورد فريق رومني الذي استأنف حملته الانتخابية بعد جولة متعثرة في الخارج بانتقاد السياسة الاقتصادية «المتصلبة» لأوباما، وذلك قبل ساعات من نشر بيانات أساسية حول إنشاء وظائف في الاقتصاد المتباطئ.

وقال أوباما في دعاية تتضمن هجوما شخصيا على رومني وتعرض في الولايات المتنازع عليها، إن «رومني سيزيد الضرائب على الأسر التي لديها أطفال بألفي دولار لتسديد نفقات خطته للضرائب التي بلغت قيمتها 5 تريليونات دولار، التي سيستفيد منها الأثرياء بشكل خاص».

وجاء في الدعاية التي يظهر فيها رجل يعمل وراء مكتب وامرأة تقارن بين أسعار معلبات في أحد محلات السوبر ماركت «تعمل بكد وتقتصد في كل قرش».

ويضيف صوت المعلق «إلا أنه من المرجح أنك تدفع ضريبة أكثر منه»، بينما تظهر صورة لرومني مبتسما على الشاشة.

وتتابع الدعاية: «لقد جمع رومني 20 مليون دولار في العام 2010، لكنه دفع 14 في المائة فقط من الضرائب، ربما أقل منك». وتلخصت الدعاية مقاربة رومني بالقول «هو يدفع أقل وأنت تدفع أكثر».

ويستغل فريق أوباما الوضع المالي لرومني ورفضه الكشف عن ملفاته الضريبية لأكثر من عامين وحساباته المعقدة في الخارج لإبرازه في صورة شخص بعيد عن المشاغل اليومية للطبقة العاملة.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية ركز أوباما هجومه على إحصاء نشره معهد «بروكينغز أنستيتيوشن» وأشار فيه إلى أن الخطط الشبيهة بتلك التي اقترحها رومني لخفض معدلات الضرائب ستؤدي إلى «تخفيضات ضريبية على نطاق واسع للأسر ذات الدخول العالية، وستزيد العبء على الأسر ذات الدخول المتوسطة أو المتدنية».

وربط أوباما بين خطة رومني، وخطط إدارة جورج بوش السابقة التي حملها مسؤولية الأزمة الاقتصادية.

وقال أوباما خلال جولة انتخابية في ولاية فرجينيا التي لم تحسم أصواتها بعد، «لقد حاولوا في السابق أن يقنعونا بهذه السياسة غير الواقعية للتخفيضات الضريبية».

وأضاف: «لكننا سبق ورأينا ذلك. وهذه الخطة لم تنجح آنذاك ولن تنجح الآن. إنها ليست خطة لإيجاد وظائف وليست خطة لخفض العجز».

وكان رومني في ولاية أوهايو التي لم تحسم خيارها أيضا؛ حيث كشف عن تقرير أفاد بأن أوباما فشل في كثير من إجراءاته الاقتصادية، وانتقد نسبة البطالة البالغة 8 في المائة وتراجع أسعار المنازل والرواتب.

وقال رومني أمام ألفي شخص تقريبا في غولد على مشارف دنفر إن «كل الإجراءات التي حددها ذهبت في الاتجاه الخاطئ». وانتقد أداء أوباما «المأساوي» و«الفاشل أخلاقيا» لجهة إيجاد وظائف.

وقال رومني الحاكم السابق لماساتشوستس «سياسته لم تنجح». وأضاف: «سياساتي ستنجح وأنا واثق من ذلك، لأنها نجحت في السابق».

وتابع رومني في مقابلة لاحقة مع شون هانتي المحافظ: «المساعدة آتية»، وذلك بعد أن اقترح خطة للطبقة الوسطى وركز على المهارات وإنتاج الطاقة والتجارة وتقديم مساعدات للشركات الصغيرة وتخفيضات العجز. واقترح رومني خفض معدلات الضرائب على الدخل بـ20 في المائة وإلغاء الضريبة على عائدات الاستثمار وضريبة العقارات وخفض معدل ضريبة الشركات.

واستبعد فريق رومني خلاصة دراسة معهد بروكينغز، إذ اعتبر أن معديها منحازون وأن الدراسة أخذت في الاعتبار فقط نصف خطة رومني الضريبية في الاعتبار.

إلا أن الدراسة شكلت أحد محاور حملة أوباما القائمة على أن رومني وفي حال انتخابه سيزيد من انحياز الاقتصاد نحو الأسر الأميركية الثرية على حساب الطبقة الوسطى التي لا تزال تعاني آثار الأزمة الاقتصادية.

وبينما توجه أوباما الخميس إلى فلوريدا، تناقل الديمقراطيون الصفحة الأولى لصحيفة «تامبا باي تايمز» التي حملت عنوان «خطة رومني ستستهدف الطبقة الوسطى».

وبحسب الملفات الضريبية التي كشفها، فإن معدل الضريبة التي دفعها رومني في العام 2010 بلغ 13.9% لأن عائداته من الاستثمارات اعتبرت من مكاسب رأس المال بدلا من أن تفرض عليها ضريبة عالية بصفتها رواتب.