هُبَل الأسواق

علي المزيد

TT

الأسواق ذكية وتصحح نفسها وغير ذلك من الأوصاف الجميلة للسوق وكلها تركز على حصافة الأسواق ودهائها، وعلى الرغم من ذلك لا تزال الأسواق تعتمد الذهب كمعيار تعامل ومكمن قوة لمن يملكه. ولا أعرف على أي أساس اعتمد ذلك.. هل هو على ندرة الذهب؟ أم لأنه استخدم للتجميل؟ الحقيقة لا أعرف ولكني أعرف أن العالم استخدم البهارات والملح كأسس معيارية لتقييم العملة أو ما يعرف في الماضي بقوة الدولة ولكن بعد أن اكتشف أن الملح والبهارات غير نادرة توجه الناس للذهب والفضة!! والحقيقة أن استخدامات الذهب قليلة ويتركز معظمها في الزينة وأقول لك إن مناجم الذهب في أفريقيا، وسأسألك أيها القارئ الكريم هل ترغب أن تعيش في دولة أفريقية لديها مخزون ذهب عالٍ ولكن ليس لديها اتصالات أو طرق أو صحة، باختصار لا يوجد بنية تحتية تربطك بالعالم؟

أم ترغب العيش في دولة بها طرق وصحة واتصالات وبنية تحتية تربطك بالعالم بمعنى دولة أنفقت ذهبها في بناء البنية التحتية؟ الجواب لا يحتاج لتفكير فالعاقل سيختار المدينة الثانية.

في فترة معينة من فترات الدولة العثمانية فكرت الدولة العثمانية ببناء قصر للخليفة عبد المجيد في اسطنبول وبدأ بناء القصر وهو قصر فخم وجميل وأثناء ذلك برزت نقطة خلاف هل يجعل القصر بسيطا أم مبهرا؟

اجتمع أركان الدولة للتشاور وقرروا أن يجعلوا القصر مبهرا وأن يخصصوا لتزيينه 40 طن فضة و30 طن ذهب والسبب حتى ينبهر الدبلوماسيون المترددون على عاصمة العثمانيين بعظمة التطور فيخشوا الدولة.

وفعلا تم بناء القصر بشكل مبهر ويقول المؤرخون إن بناء هذا القصر كان أحد أسباب سقوط الدولة العثمانية إذ يرى المؤرخون أن هذا الذهب والفضة لو أنفق على جيوش الدولة بتطوير السلاح وتجهيز الجيش أو لو وزع على الولاة المنتشرين في مناطق نفوذ الدولة لإنفاقه على الرعية لبقيت الدولة، فهل ما زال الذهب هُبَل الأسواق؟ وأنه يشبه هُبَل مكة الذي عبدته قريش على الرغم من أنه حجر ودمتم.

* كاتب اقتصادي