أخبار غير سارة عن شركة «زينغا» مخترعة لعبة «المزرعة السعيدة»

تواجه صعوبة متنامية في جذب انتباه مستخدميها وتوسيع قاعدتهم

TT

تذبل الشركة المطورة للألعاب الاجتماعية «زينغا» بسرعة تفوق ذبول محصول الذرة المهمل في لعبة «المزرعة السعيدة» ذائعة الصيت التي اخترعتها.

فقد أدت النتائج المالية الضعيفة للربع الثاني من العام والتوقعات الأسوأ للفترة المتبقية من العام، إلى هبوط قيمة أسهم الشركة المتراجعة بالأساس في آخر عملية تداول يوم الأربعاء الماضي إلى أكثر من الثلث، لتصل إلى 3.18 دولار للسهم.

وقد اعتبرت هذه الأنباء غير المتوقعة بمثابة نذير شؤم لشركة موقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيس بوك» التي تربطها صلة وثيقة بشركة «زينغا» وسوف تصدر تقرير أرباحها الأول كشركة مساهمة يوم الخميس، فقد هبطت قيمة أسهم «فيس بوك» بنسبة 8 في المائة في آخر عملية تداول.

بالنسبة لشركة «زينغا»، التي تعتبر محبوبة في وادي السليكون والتي يبدو أن طرح أسهمها للاكتتاب العام في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فقد أعلنت عن موجة من النجاح التقني، في وقت كان يسير فيه كل شيء على النحو الخاطئ في البداية.

قائمة مختصرة: أدخل موقع «فيس بوك» تغييرات على منصة الألعاب خاصته، مما شكل عقبة أمام عملاء «زينغا» الدائمين. تم تأجيل إطلاق لعبة جديدة مهمة، هي «المزرعة»، كما خلص المسؤولون التنفيذيون إلى أن لعبة جديدة أخرى هي «حروب المافيا 2»، لم تحقق النجاح المطلوب. وقد ثبت أن لعبة «درو سامثينغ»، التي أثيرت ضجة كبيرة حولها والتي تم الاستحواذ عليها في مارس (آذار)، حققت قدرا أكبر من الشهرة من الألعاب الأخرى القديمة؛ فقد فقدت بعض الألعاب القديمة قدرا من جاذبيتها.

قال جون سكابيرت، الرئيس التنفيذي للعمليات، في مؤتمر هاتفي مع محللين: «لقد أجرى موقع (فيس بوك) عددا من التغييرات في هذا الربع من العام». وأضاف: «هذه التغييرات تحيزت لألعاب جديدة. مستخدمونا لا يظلون منشغلين ولا يعودون مرة أخرى كالمعتاد».

بلغ عائد الربع الثاني 332 مليون دولار، وهو ما يعتبر أدنى من توقعات المحللين التي قدرته بـ343 مليون دولار. يذكر أن الشركة خسرت 22.8 مليون دولار، أو 3 سنتات لكل سهم في هذا الربع، على الرغم من أنه باستثناء البنود غير المتكررة، فإننا نجد أنها حققت ربحا نسبته 1 في المائة، وهي نسبة ما زالت أقل من التوقعات.

غير أن المشكلة الوحيدة كانت هي أن شركة «زينغا» خفضت التوقع لبنودها المقيدة - عائد أقل على الرسوم التي تدفعها لموقع «فيس بوك» - إلى 1.15 مليار دولار لعام 2012، من 1.47 مليار دولار.

كان مؤتمرا هاتفيا شرسا إلى حد ما. أخبر أحد المحللين، وهو ريتشارد غرينفيلد من «بي تي آي جي»، مارك بينكوس الرئيس التنفيذي لشركة «زينغا»، أنه قام ببيع أسهم بقيمة 12 دولارا للسهم بعد وقت قصير من الطرح للاكتتاب العام. ولم يرد بينكوس بشكل مباشر بخلاف قوله: «نحن نؤمن بالفرصة المتاحة للألعاب الاجتماعية لكي تصبح نشاط سوق واسعة النطاق، مثلما أصبحت بالفعل».

بعد المؤتمر، قام غرينفيلد بخفض تصنيف سهم «زينغا» إلى «محايد» من «سهم شراء» في تقرير حمل عنوان: «نأسف ونشعر بالحرج بسبب الخطأ الذي وقعنا فيه».

وفي مقابلة، قال غرينفيلد: «الآن، كل شيء يسير على النحو الخاطئ بالنسبة لشركة (زينغا). وفي عالم الإنترنت سريع التغير، ينتقل التأثير بسرعة، بحيث من الصعوبة بمكان الثقة في أن هذه الأمور عارضة».

معظم ألعاب «زينغا» مجانية. وتحقق الشركة مكاسب من عدد محدود من المستخدمين المخلصين الذين يشترون سلعا افتراضية، مثل الجرارات في لعبة «المزرعة السعيدة». وخلال العام الماضي، انخفض متوسط قيمة المبلغ اليومي الذي حصلت عليه شركة «زينغا» من هؤلاء المستخدمين الرئيسيين بنسبة 10 في المائة، حتى مع زيادة إجمالي عدد المستخدمين.

وقال مايكل غارتنبرغ من «غارتنر»: «لقد تمثل التحدي الذي تواجهه شركة (زينغا) في دفع الجهود الرامية للاستمرار في جذب انتباه مستخدميها وتوسيع قاعدتهم، وهو الأمر الذي حققته بالفعل، لكنهم الآن بحاجة إلى حملهم على السداد». وأضاف: «زيادة عدد اللاعبين لا تعني أنك تجني المال منهم».

وأضاف غارتنبرغ فكرة من شأنها أن تسعد أي مسؤول بشركة «زينغا»، قائلا: «في نهاية اليوم، ربما لا تكون السلع الافتراضية استراتيجية عمل قابلة للتطبيق؛ فالناس يمتنعون في نهاية المطاف من إنفاق الأموال على السلع الافتراضية ويفضلون إنفاقها على سلع حقيقية».

إن شركتي «زينغا» و«فيس بوك» تربطهما صلة وثيقة؛ فحتى وقت قريب، لم يكن من الممكن تشغيل ألعاب «زينغا» إلا على «فيس بوك»، ومقابل كل دولار ينفقه المستخدمون على شراء الألعاب الافتراضية، كان موقع «فيس بوك» يستحوذ على 30 سنتا، وهي قناتها الرئيسية لجني المال بعد الإعلان.

وقد استمرت الشراكة. تملك شركة «زينغا» سبعة من بين أهم عشر ألعاب على «فيس بوك». وفي تجربة خضعت لمراقبة شديدة بدأ موقع «فيس بوك» في تقديم إعلانات لمستخدميه على موقع «Zynga.com». وتعتبر تلك هي المرة الأولى التي ينشر فيها موقع «فيس بوك» إعلانات خارج حوائطه.

ما زالت جهود شركة «زينغا» لإنشاء منصة ألعاب خاصة بها مستقلة عن «فيس بوك» في مراحلها الأولى. ورفض متحدث باسم موقع «فيس بوك» التعليق.

* خدمة «نيويورك تايمز»