صناعة «كرة القدم» السعودية توفر فرصا استثمارية بقيمة 2.6 مليار دولار

المدلج رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي: القطاع الكروي لا يزال بكرا

ينتظر أن ينمو الاستثمار في كرة القدم السعودية بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة («الشرق الأوسط»)
TT

قدر مسؤول في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حجم الفرص الاستثمارية التي يمكن أن توفرها صناعة كرة القدم السعودية بنحو 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار) كحد أدنى، مشيرا إلى أن الاستثمار الحالي يتراوح ما بين مليار ريال (266 مليون دولار) و1.5 مليار ريال (400 مليون دولار).

وقال الدكتور حافظ المدلج رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي إن الاستثمارات الحالية في صناعة كرة القدم السعودية تتضمن رعايات الأندية والنقل التلفزيوني والإعلانات، إضافة إلى المنشآت، مشيرا إلى أن هذا الحجم من الاستثمار يعتبر خجولا، كون هذه الصناعة تعتبر صناعة بكرا، لافتا إلى أن الطريق أمام الكرة السعودية للتحول إلى صناعة لا يزال طويلا.

وتضم السعودية - أكبر اقتصاد عربي - نحو 153 ناديا يضم فرقا لكرة القدم، في الوقت الذي يبلغ فيه عدد اللاعبين المسجلين نحو 14.643 ألف لاعب كرة قدم، إضافة إلى 1349 مدربا و738 حكما، خلال آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة في عام 2011. وبالعودة إلى الدكتور المدلج الذي كان يتحدث في أمسية بمركز الأمير سلمان لشباب الأعمال بالعاصمة السعودية الرياض، حول الاستثمار في الرياضة يوم أول من أمس، أشار إلى أن التحديات التي تواجه صناعة كرة القدم تتمثل في القوانين التي بحاجة إلى أن تصاغ بطريقة أفضل، إشارة إلى بعض الأفكار القديمة التي توقف عددا من المشاريع التطويرية في كرة القدم السعودية. وأكد أن التطور الحاصل في صناعة كرة القدم العالمية ومواكبة كل أطراف صناعة كرة القدم السعودية لذلك التطور من إعلام وصناع وغيرهم سيسهم بشكل كبير في تغير الوضع الحالي في قطاع الاستثمار الرياضي في كرة القدم السعودية.

وأشار رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي إلى أنه في السابق لم يتضمن قطاع كرة القدم وجود لوائح وقوانين تحمي المستثمرين في المجال الرياضي، أما الآن فقد شكلت لجان لهذا، وشهد العمل في هذا الجانب تطورا كبيرا خلال الفترة الماضية، موضحا أن الوقت قد حان للاستثمار في عدد من الجوانب الرياضية التي تتضمن فرصا قد تبدأ من 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار).

وتسيطر شركات الاتصالات الكبرى في السعودية على أكبر العقود من الفرق والمنتخبات السعودية، في الوقت الذي شهد الاستثمار الرياضي السعودي مشاركة من شركات إقليمية كـ«طيران الإمارات»، واستثمارات عالمية كرعاية شركة «جنرال موتورز» للمنتخب الوطني في المملكة.

واستشهد المدلج بأحد فرق الدوري الياباني، حيث ذكر أن فريق يوكوهاما الياباني لكرة القدم يضم 64 راعيا، يتضمن الراعي الرئيسي وهي شركة «نيسان» لصناعة السيارات، في الوقت الذي يقدم عدد من الرعاة من شركات تقنية ومشروبات وألبسة رياضية رعايتها عن طريق تقدم خدماتها.

ولفت إلى أنه اقترح عددا من المشاريع للاستثمار الرياضي، التي من الممكن أن تقوم بها الأندية، كتأسيس مجلة رياضية باسم النادي أو إصدار مجلة أسماء وصور لاعبي النادي أو بناء ملعب للنادي يكون باسم ملعب شركة معينة، تستفيد من إطلاق اسمها على الملعب كما هو حاصل في الدوري الإنجليزي عندما أطلقت شركة «طيران الإمارات» اسمها على ملعب الآرسنال بعقد طويل المدى. كما كشف عن خطوة لإنشاء مناطق مخصصة للاستثمار من قبل شركات التغذية والمطاعم في الملاعب السعودية. وزاد: «هذا العصر هو عصر الاستثمار الرياضي، وأتمنى أن أرى شركة سعودية تستثمر في الرياضة بشكل كبير بدلا من الشركات الأجنبية»، وأكد أن المنافسة مفتوحة للجميع، كما استشهد بفرص الاستثمار السريعة كمباريات الاعتزال وتكريم اللاعبين.

وحدد الدكتور حافظ المدلج مع فهد الثنيان وعدنان الخلف أعضاء مركز الأمير سلمان لشباب الأعمال خطة عمل لبحث إمكانية إدخال شباب الأعمال في الاستثمار بقطاع كرة القدم السعودية، حيث تم الاتفاق على إعداد ورش عمل بين الطرفين للوصول إلى أفضل السبل لإدخال الشباب في هذا القطاع.

يذكر أن دوري الدرجة الممتازة يضم نحو 14 فريقا، يشارك منها 4 في بطولات آسيوية، وزادت مصاريف الأندية السعودية مؤخرا بعد اشتداد المنافسة على المستوى المحلي والقاري من خلال مطالبات بشراء لاعبين محليين، وسجلت صفقة اللاعب محمد السهلاوي المنتقل من فريق القادسية بمدينة الخبر في شرق البلاد إلى فريق النصر أعلى صفقة بقيمة 33 مليون ريال (8.8 مليون دولار)، في حين بلغت أعلى صفقة لاعب أجنبي للمغربي يوسف العربي الذي انتقل من فريق كان الفرنسي إلى الهلال السعودي بقيمة تصل إلى 7.5 مليون يورو.