شركة «واعد» المملوكة لـ«أرامكو السعودية» تتطلع لنتائج إيجابية في تحفيز المشاريع الشبابية

توقعت أن يحتل شرق البلاد المركز الأول في التجارة الإلكترونية بالشرق الأوسط

المهندس فهد السماري العضو المنتدب لـ«شركة مركز (أرامكو السعودية) لريادة الأعمال المحدودة (واعد)» خلال حديثه في ملتقى إعلامي نظمته «أرامكو» مساء أول من أمس (تصوير: عمران حيدر)
TT

قال المهندس فهد السماري، العضو المنتدب لـ«شركة مركز (أرامكو السعودية) لريادة الأعمال المحدودة» (واعد)، إن المشاريع التي تدعمها شركة «واعد» المملوكة بالكامل لشركة «أرامكو السعودية» ستنتج عنها آثار محفزة في مجال التطوير والابتكار.

وأضاف السماري أن نجاح هذه المشاريع سيؤثر على تشجيع عدد كبير من جيل الشباب للتقدم بأفكارهم، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تعزيز ريادة الأعمال التجارية في السعودية، إلى جانب دورها في خلق مزيد من فرص العمل للسعوديين، وأنه ستكون الفوائد غير المباشرة للمنشآت التي تمولها شركة «واعد» كبيرة أيضا. وقد تم تدريب ما يزيد على 700 متدرب؛ 30 في المائة من الشابات، وسيتم تدريب 1200 خلال السنة المقبلة.

وكان السماري يتحدث خلال ملتقى إعلامي نظمته شركة «أرامكو السعودية» في منتجع «شاطئ الغروب» في الخبر شرقي السعودية مساء أول من أمس.

وتوقع السماري أن تحتل المنطقة الشرقية في السعودية خلال الخمس إلى العشر سنوات المقبلة المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط في التجارة الإلكترونية، وقال: «المنطقة تتوفر فيها العديد من الإمكانات المساهمة في تطور هذه الصناعة من جامعات وكليات تقنية، وهي من أكبر المناطق الصناعية بالإضافة للعديد من المميزات الأخرى».

وقال: «البيئة مناسبة لخدمة هذه الصناعة، وهناك توجه وتطور كبير في التجارة الإلكترونية، فإذا لم نواكب هذا التوجه ونسعى لدعم المنشآت من الناحية المادية والإدارية والتسويقية، فسنجد أنفسنا قد فوتنا مجالا سيساهم في إيجاد فرص مناسبة للشباب السعودي».

وطالب السماري بمضاعفة الجهد في إيجاد حاضنات للأعمال، خاصة في ما يتعلق بتشجيع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وقال: «المنطقة العربية والشرق الأوسط يفتقران إلى العدد الكافي من حاضنات الأعمال التي من شأنها تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي لا تتجاوز 25 حاضنة، بينما في أميركا الشمالية فقط توجد 2000 حاضنة».

وأضاف: «هذا الفارق الكبير يؤكد الحاجة الماسة لإنشاء حاضنات أعمال تساهم في تنمية وتمويل قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة. كما أن تكلفة البدء في أي مشروع متوسط أو صغير في المنطقة العربية تبلغ عشرة أضعاف التكلفة عما إذا أقيم في شرق آسيا أو أوروبا».

وأوضح السماري أن الاعتماد الأكبر في العالم لاستحداث الوظائف المناسبة للشباب هو لصالح المنشآت الصغيرة والمتوسطة على حساب الشركات الكبيرة، وقال: «وجدنا من خلال البحث والدراسة أنه في السنوات القليلة الماضية والحالية أصبحت الشركات العملاقة هي التي تسعى إلى تقليص عدد الموظفين بين فترة وأخرى، بينما هناك ازدياد في الطلب الوظيفي من جانب المنشآت الصغيرة والمتوسطة وبرواتب مميزة ومنافسة. كما أن النسبة العظمى بين شباب الوطن العربي تفضل الوظيفة الحكومية، وهذا ما سبب تراجع الرغبة في العمل في القطاع الخاص».

يذكر أن شركة «واعد» أنشئت عام 2011 للمساهمة في تنمية وتمويل قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة في السعودية، وهي شركة مملوكة بالكامل من «أرامكو السعودية»، وتمثل إحدى خططها الساعية إلى تعزيز الاقتصاد السعودي، وجزءا من برنامجها الطموح للتحول الاستراتيجي، الذي يعتني في أحد جوانبه بالتركيز على زيادة المحتوى المحلي والمساعدة على إيجاد فرص وظيفية للشباب السعودي.

وتعد شركة «واعد» مصدر تمويل مهما، ومركزا لريادة الأعمال في السعودية لدعم الشباب، والإسهام في نشر ثقافة العمل الحر بين رواد الأعمال من خلال منظومة اقتصادية تم التخطيط لها لسنوات عدة مقبلة.

وكان مجلس إدارة شركة «أرامكو السعودية» قد أعلن عن تأسيس شركة «واعد الاستثمارية» لتنمية وتعزيز قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة في السعودية، بتمويل يبلغ 750 مليون ريال (200 مليون دولار) للمشاريع الاستثمارية.

وستقوم «واعد الاستثمارية» بتمويل المشاريع سواء على مستوى الأفراد أو الشركات، ولكن ليس بطريقة الإقراض كما في شركة «واعد» الأم، وإنما «بالشراكة» من خلال شراء حصص في تلك المشاريع.

ويتيح «مركز واعد» للشاب أو الشابة السعوديين التقدم بفكرة مشروع، عبر تعبئة نموذج إلكتروني في موقع «واعد» على الإنترنت، ثم يتم تحليل فكرة المشروع المراد تمويله، والنظر في مطابقتها الشروط والأحكام التي تنص على أن تكون فكرة المشروع حاملة للصبغة الابتكارية والإبداعية، وأن توفر هذه الفكرة فرصا وظيفية للسعوديين.

وكانت «أرامكو السعودية» وضعت خطة لإنشاء منظومة اقتصادية بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ضمنها إنشاء حاضنة مشاريع في الجامعة خلال العام الحالي، وتأتي هذه الخطة في ظل الحضور القوي للاختراعات والابتكارات التي يقدمها الطلاب الجامعيون الواعدون، التي تتميز باختلافها وقابليتها لأن تكون صروحا استثمارية منتجة ومعززة لاقتصاد المملكة.

ولذلك جاءت هذه المبادرة لاحتضان الأفكار الخلاقة التي تحقق الأهداف المنشودة من خلال إدراج منهج ريادة الأعمال ضمن المقررات في قائمة المواد التعليمية بالجامعة. وستتم دعوة الرواد الناجحين من رجال الأعمال محليا وعالميا لإلقاء محاضرات وإقامة ندوات من أجل إثراء ونشر ثقافة العمل الحر في المجتمع.