هبوط تاريخي في بورصة الكويت

محللون: ضعف التداول ربما يتواصل طوال الأسبوع المقبل

TT

توقع محللون أن تشهد سوق الكويت للأوراق المالية تداولات ضعيفة خلال الأسبوع المقبل بالتزامن مع وقف تداول عدد كبير من الأسهم بسبب تأخر الشركات عن تقديم بياناتها المالية الفصلية بالإضافة إلى أجواء نهاية شهر رمضان.

وأغلق مؤشر «كويت 15» أمس الخميس عند مستوى 72.‏949 نقطة هابطا بمقدار 78.‏0 نقطة تمثل 1.‏0 في المائة عن إغلاق الخميس الماضي.

وأغلق المؤشر السعري الأوسع نطاقا أمس عند مستوى 36.‏5699 نقطة هابطا بمقدار 25.‏24 نقطة تمثل 42.‏0 في المائة عن مستوى إغلاق الخميس الماضي. وقال مثنى المكتوم مساعد المدير في شركة الاستثمارات الوطنية الكويتية إن الشركات التي أعلنت نتائجها للربع الثاني من العام الحالي لم تتجاوز 40 في المائة من إجمالي الشركات المدرجة وهو ما يعني أن 60 في المائة من الشركات ينبغي عليها أن تعلن نتائجها قبل يوم الأربعاء المقبل. وأضاف أن هذا صعب للغاية.

وتنتهي المهلة التي يمنحها القانون للشركات المدرجة لتقديم بياناتها المالية في 15 أغسطس (آب) الجاري وسيتم وقف تداول أسهم الشركات المتأخرة.

وقال المكتوم «كيف نتوقع أن تنجز نتائج كل هذه الشركات في الأيام القليلة المقبلة.. الإيقاف سيكون عاملا مهما» وسيؤدي لضعف نسبة السيولة المتداولة يوميا. وتوقع أن يؤدي ذلك إلى تراجع السوق.

وقال المحلل المالي نايف العنزي إن كثيرا من الشركات المتأخرة في تقديم بياناتها المالية ستفاجئنا بتقديمها في اليوم الأخير وهو ما يدعو «للريبة والشك».

وأرجع العنزي تأخر الشركات في تقديم بياناتها المالية إلى رغبتها في عدم إخضاع هذه البيانات لعمليات تدقيق وفحص مكثفة من قبل موظفي هيئة أسواق المال والدخول في أسئلة واستفسارات من قبل هؤلاء الموظفين بشأن البيانات. وقال العنزي إن هذه الشركات تفضل أن تضغط على الهيئة وموظفيها من خلال تقديم البيانات في آخر موعد حتى لا يكون هناك مجال للمزيد من الأسئلة والاستفسارات.

وذكر المكتوم أن قيم التداول اليومية في حالة متدنية منذ فترة طويلة بسبب هبوط البورصة وغياب الحوافز لكن هذه القيم تراجعت بشكل أكبر خلال شهر رمضان حيث اقتصرت فترة التداول على ساعتين فقط بينما كانت قبل ذلك ثلاث ساعات ونصفا. ومن المرتقب أن تقل حركة التداولات الأسبوع المقبل بسبب تأثير العشر الأواخر من رمضان حيث يفضل غالبية المتداولين البقاء في منازلهم للعبادة أو للراحة لا سيما في ظل درجات حرارة تتخطى الخمسين درجة مئوية في بعض الأيام. وتوقع العنزي أن تقل قيمة التداول اليومي عن عشرة ملايين دينار لأن غالبية المستثمرين الصغار يفضلون عدم التداول خلال العشر الأواخر من رمضان. لكن المكتوم قال إن السوق حاليا في قمة الكساد وبالتالي لن يكون هناك مزيد من الكساد سواء بسبب رمضان أو غير رمضان.

وتعيش الكويت أزمة سياسية حادة في الوقت الحالي بعد أن فشل مجلس الأمة (البرلمان) المعروف بـ«مجلس 2009» للمرة الثانية هذا الأسبوع في عقد جلسته الأولى بعد أن قضت المحكمة الدستورية ببطلان قرار حله الصادر في العام الماضي وأعادته مرة أخرى في سابقة هي الأولى من نوعها في الحياة السياسية والدستورية في البلاد.

وقضت المحكمة في يونيو (حزيران) الماضي بحل مجلس الأمة الذي انتخب في فبراير (شباط) 2012 وكانت تسيطر عليه المعارضة الإسلامية وإعادة برلمان 2009 الموالي للحكومة.

ولم يتمكن مجلس 2009 من عقد أولى جلساته يوم الثلاثاء الماضي للمرة الثانية لرفض النواب العودة للبرلمان إلا في حال تأكدهم من عدم حله مرة أخرى وهو ما عطل الحكومة عن أداء القسم ما يعني استمرارها كحكومة تسيير أعمال. وقال العنزي إن بورصة الكويت لم تشهد هذا الهبوط التاريخي من قبل مؤكدا أن «الوضع السياسي السيئ» وعدم الاهتمام بالملف الاقتصادي يقف وراء المناخ المتشائم الذي تعيشه البورصة حاليا.