انخفاض في أسعار الحواسيب مقابل ارتفاع الطلب على الهواتف الذكية في السعودية

تحول واضح في اتجاه المستهلكين للأجهزة اللوحية

TT

شهد سوق الحاسب الآلي في السعودية انخفاضا واضحا في مبيعات الربع الثاني هذا العام، وذلك بنسبة قدرت بـ16 في المائة مقارنة بالعام الماضي، ويتوقع خبراء السوق التقنية استمرار هذا الانخفاض إلى الربع الثالث من 2012.

وأوضح المهندس عبد العزيز بن خميس، محلل أبحاث الأجهزة التقنية في «آي دي سي» للأبحاث في السعودية، أن إقبال المستهلكين على شراء الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية يعد سببا رئيسيا لنزول مبيعات سوق الحاسب الآلي في السعودية، مشيرا إلى أن هذا الانخفاض متوقع استمراره في الربع الثالث بسبب تزامنه مع شهر رمضان المبارك، وموسمي عيد الفطر والعودة للدراسة، حيث يقل تركيز المستهلكين على المشتريات الإلكترونية خلال تلك الفترة.

ويضيف المهندس بن خميس لـ«الشرق الأوسط»: «الانخفاض الواضح لسوق الكومبيوتر المحمول والمكتبي، أدى إلى توفر كميات مخزونة سيصعب تسويقها خلال الربع الثالث، لذا من المتوقع التركيز على بيعها خلال الربع الرابع عن طريق الحملات التسويقية وتخفيض الأسعار».

وواكبت متاجر التجزئة هذا الاختلاف في الطلب وركزت في تسويقها ومبيعاتها على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية. وعلى الرغم من تخفيض متاجر التجزئة لأسعار الحواسيب المحمولة والمكتبية بنسبة 30 في المائة كان من اللافت وجود زيادة في مبيعاتهم الإلكترونية بشكل عام، لتركيز مبيعات بعض الشركات على قطاعات الأعمال المتوسطة والصغيرة، والحملات الترويجية لموديلات الأجهزة الجديدة للأفراد المستهلكين.

وقد أدى الانتشار المتزايد للهواتف الجوالة وما توفره من قدرات هائلة إلى استخدامها بشكل واسع من مختلف الفئات العمرية للوصول إلى شبكة الإنترنت، وبالتالي ازدياد عدد المستخدمين بشكل كبير.

ووفقا لمؤشرات الأداء لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية للربع الأول لعام 2012، فقد وصل إجمالي الاشتراكات في النطاق العريض للإنترنت عبر شبكات الاتصالات الجوالة إلى قرابة 11.95 مليون اشتراك بنهاية الربع الأول، و2.16 مليون اشتراك عبر شبكات الاتصالات الثابتة بنسبة انتشار تقدر بنحو 36 في المائة على مستوى المساكن.

ولوحظ مؤخرا توجه اتخذته الشركات المنتجة للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، بتعمدها لتكبير أحجام شاشات الجوال، وتصغير أحجام الأجهزة اللوحية المحمولة «التابلت»، ليسهل نقلها واستخدامها في أي مكان. واستطلعت «الشرق الأوسط» آراء المتخصصين حول تأثير الزخم الكبير في اقتناء الأجهزة اللوحية وتفضيلها عن الكومبيوترات المحمولة «لابتوب»، حيث يعتقد فهد العييري، مدون وعضو هيئة تدريس بقسم نظم المعلومات بجامعة القصيم، أن الشركات تتجه لتلبية رغبات الناس المختلفة، وانقسامهم ما بين هذه الأحجام فبعض الشركات تريد السيطرة على السوق وتلبي جميع الرغبات.

ومن ناحية تقنية يقول العييري: «أعتقد أن تكبير حجم الأجهزة الذكية بسبب انخفاض وزن المواد مثل الشاشة، حيث تكون بعضها بسماكة 0.3 مليمتر، فيكون تكبير حجم الهاتف من صالح المصنع ولا يؤثر على الوزن الكلي، أيضا بسبب أن صغر حجم الشاشة لأقل من 4 إنشات ربما يؤثر على المستخدم في القراءة واللعب والتصفح، وإجمالا أعتقد أن الشركات لن تتعدى 5 إنش للهواتف الذكية ولن تقل عن 7 إنشات للأجهزة اللوحية».