كذب

علي المزيد

TT

يحكى أن ثلاثة طلبة عرب مسلمين كانوا يدرسون في إحدى جامعات الولايات المتحدة الأميركية أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، وكانوا مجتهدين ولكنهم لم يستطيعوا مقاومه إغراء الحياة فسهروا ليلة الاختبار النهائي ولكنهم لم يفيقوا لأداء امتحانهم، فاتهم الامتحان. فكر الثلاثة بعذر يقبله أستاذهم واتفقوا على أن يقولوا لأستاذهم إن عجلة السيارة تعطلت أو دولاب السيارة كما يقول الشاميون أو كفر السيارة بنشر كما يقول الخليجيون.

ذهب الثلاثة لأستاذهم وقصوا عليه القصة المتفق عليها استمع أستاذهم لهم بإنصات شديد وبعد فراغهم من سرد الحكاية قال لهم ما دام الأمر كذلك فغدا سأعيد لكم الامتحان. ذهل الطلبة العرب من سرعه استجابة معلمهم وأمضوا يومهم يستعدون لاختبارهم، في الغد ذهبوا للجامعة قابلوا معلمهم الذي فرقهم في قاعات مختلفة وأعطاهم ورقة الأسئلة التي تتضمن سؤلا واحدا وهو أي عجلة خربت في السيارة.

ولأن القصة مكذوبة لم يتفق العرب على إجابة ولأن السؤال بسيط والإجابة غير متفق عليها رسب الطلبة وقال لهم أستاذهم لو كانت القصة صحيحة لاتفقتم على الإجابة ولكانت علامتكم امتياز.

الحقيقة كل الأديان تحرم الكذب وكما في الحديث المؤمن يسرق ويزني ولكنه لا يكذب، وعلل المفسرون ذلك بأن الكذب من الممكن أن يفسد بين الإنسان وزوجته وابنه ورئيسه وصديقه.. إلخ، ولأن ضرر الكذب متعدٍ، أما الذنوب الأخرى فيقتصر أذاها على مرتكبي الذنوب.

في الاقتصاد أيضا يحرم الكذب وتبطل البيوع المحتوية على نوع من أنواع الكذب مثل الغش أو ذكر صفات غير موجودة في السلعة، وللكذب في العمل التجاري عواقب وخيمة منها ضياع سمعة الشركة التي تمارس الغش بصفة فردية مثل الشركة التي تضع على عبوات الألبان تاريخ صلاحية أطول مثلا أو الشركة التي تضع مواصفات عالية الجودة على العبوة ولكن السلعة خالية مما ذكر والأمر بسيط وهين لو اقتصر الضرر على الشركة فقط ولكنه قد يتعداه إلى الإضرار بصناعة بلد بأكمله نتيجة أخطاء شركة.. ودمتم.