فرنسا وأميركا تتشاوران بشأن أسعار النفط.. وكل الخيارات مطروحة

تراجع الأسعار وسط أنباء بأن واشنطن تدرس إطلاق كميات من احتياطيها الاستراتيجي

TT

واصلت أسعار العقود الآجلة لمزيج النفط لخام برنت تراجعها أمس، لتهوي أكثر من دولارين، وسط أنباء بأن الولايات المتحدة تدرس إطلاق كميات من احتياطي النفط الاستراتيجي. وهبط سعر عقود خام برنت لتسليم أكتوبر (تشرين الأول) 2.27 دولار إلى 113 دولارا للبرميل، بعد أن تراوح في نطاق من 112.94 دولار إلى 114.77 دولار.

وفي باريس، قال مسؤول من مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس الجمعة، ردا على سؤال عن إمكانية السحب من احتياطيات النفط الاستراتيجية، إن فرنسا والولايات المتحدة على اتصال بشأن ارتفاع أسعار النفط في الفترة الأخيرة وتدرسان جميع الخيارات. وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، لـ«رويترز»: «نتشاور مع شركائنا الأميركيين بشأن جميع القضايا ومنها احتواء أسعار النفط. يجري بحث جميع الخيارات».

وقال مصدر مطلع أول من أمس الخميس إن المسؤولين الأميركيين يراقبون سوق النفط ليقرروا خلال الأسابيع المقبلة ما إذا كانوا سيلجأون للسحب من الاحتياطيات النفطية للحد من ارتفاع الأسعار، أم لا.

والسحب من الاحتياطيات الاستراتيجية الفرنسية سيمثل تحولا في موقف الرئيس الذي قال مستشاره لشؤون الطاقة خلال حملته الانتخابية إن هولاند سيعارض السحب من الاحتياطيات لأن ذلك سيترك فرنسا عرضة للخطر في حال حدوث نقص كبير في الإمدادات.

واقترح هولاند بدلا من ذلك تجميد زيادات أسعار التجزئة للوقود لمدة ثلاثة أشهر، لكن أسعار النفط المنخفضة وقت توليه السلطة لم تضطره لاتخاذ أي إجراء. غير أن ارتفاع أسعار الوقود في الفترة الأخيرة، والذي يأتي في وقت يجاهد فيه الاقتصاد الفرنسي لتجنب الدخول في حالة ركود، اضطر وزير المالية بيير موسكوفيتشي لأن يعلن في الإذاعة أن الحكومة ستكشف عن إجراءات لم يحددها في نهاية أغسطس (آب) إذا استمرت الأسعار في الارتفاع.

وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي بنحو الثلث في أقل من شهرين، وسط مخاوف من أن يقود الخلاف على برنامج إيران النووي إلى حرب تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط. ومع ارتفاع أسعار النفط في وقت يتباطأ فيه نمو الاقتصاد العالمي مما يحد من الطلب على الوقود، ومع وفرة إمدادات النفط، يشعر العديد من المستثمرين بأن الأسعار الراهنة مبالغ فيها. لكن تراجع سعر اليورو أمام الدولار في الأشهر القليلة الماضية يجعل العبء أكبر على منطقة اليورو بشكل خاص، إذ بلغت أسعار النفط مقومة باليورو مستويات لم تشهدها منذ ذروتها عام 2008.

وفي مايو (أيار) كانت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم النصح للدول الغربية في ما يتعلق بالطاقة على أهبة الاستعداد لاتخاذ إجراء. ولم يتسن الاتصال بمسؤول من الوكالة ومقرها باريس للتعليق.