الأغنياء الأغبياء!

علي المزيد

TT

دائما ما يتوقع الناس أن الأغنياء في غاية الذكاء لذلك أصبحوا تجارا يشار إليهم بالبنان، وحينما يسمع الناس بصفقة تجارية لأحد الأغنياء يعزونها لذكائه المفرط، ولا أخفيكم القول إنني أحد أولئك الناس. وبعد اختلاطي برجال الأعمال وأنا هنا أتكلم عن رجال الأعمال العصاميين، أي الذين تعبوا في تحصيل ثروتهم، ولا أتحدث عن التجار العظاميين، أي أولئك الذين ورثوا عن أهليهم.. المهم بعد اختلاطي بالتجار وجدتهم يصرون على أن التجارة لا تحتاج إلى ذكاء خارق كما يقولون، بل إن الذكاء الخارق يفسد الطبخة، فالذكي جدا يحسب المخاطر بدقة فائقة لذلك لا يقدم على عمل، وأنتم تعرفون أنه لا عمل من دون مخاطر. ويقولون إن توماس أديسون اختصر عليهم الوقت حينما قال إن النجاح يحتاج إلى 1 في المائة من التفكير و99 في المائة من الكد والكفاح.

ويصف التجار أنفسهم بأنهم كادحون حالفهم التوفيق، والحقيقة أن كلامهم هذا غير دقيق، فكما أنهم ليسوا أذكياء جدا فهم أيضا ليسوا أغبياء، وقد وجدت في معظم الأغنياء صفات مشتركة منها أنهم متواضعون، حريصون على مواعيدهم، والأهم من هذا وذاك لا يطيعون أهواءهم فتجدهم يتركون المتعة الشخصية ويحضرون مؤتمرا ويتبعونه بمناسبة اجتماعية، ويواصلون عملهم من دون كلل أو ملل ضاغطين على متعهم الشخصية.

وفي التجار صفات أخرى منها الجدية، والمثابرة، والصبر، وفوق هذا وذاك الإصرار وعدم الاستسلام للفشل. ويظهر في التجار من لا يملكون هذه الصفات ولكنهم سرعان ما يزولون لأنهم غير مستعدين للتجارة.

وأنا هنا أتحدث عن المعظم، وإلا فالأغنياء شريحة من المجتمع بها كل تنوع المجتمع، فتجد المتواضعين ولكنك تجد المتكبر الذي يتركه الناس لكبره فيزول، وتجد الذكي ولكني أشك أنك ستجد غبيا لأن الغبي لا يجمع ثروة.. ودمتم.

* كاتب مالي