«مجلس الحبوب العالمي» يخفض توقعاته لمحصول الذرة

هبطت بنحو 26 مليون طن

أسعار الدقيق والحبوب سجلت ارتفاعا ملحوظا في بنغلاديش هذا الشهر في أعقاب تقرير للأمم المتحدة بشأن الجفاف (أ.ف.ب)
TT

قال مجلس الحبوب العالمي أمس الخميس إنه خفض توقعاته للإنتاج العالمي من الذرة والقمح في موسم 2012 – 2013 فيما يعكس انخفاض المحاصيل في الولايات المتحدة وروسيا بسبب الجفاف. وعدل المجلس في تقريره الشهري الذي نقلته «رويترز» توقعاته للإنتاج العالمي من الذرة في 2012 - 2013 بنحو 26 مليون طن ليصل إلى 838 مليون طن فيما يعكس أساسا انخفاضا قدره 25 مليون طن في المحصول الأميركي إلى 275 مليون طن.

وقدر المجلس إنتاج القمح العالمي عند مستوى 662 مليون طن بانخفاض ثلاثة ملايين طن عن تقديراته السابقة لتعكس توقعات انخفاض إنتاج روسيا بمقدار أربعة ملايين طن إلى 41 مليون طن.

وتقترب محاصيل القمح لدى أكبر منتجين في غرب أوروبا من مستوياتها المسجلة العام الماضي، لكن ذلك لن يكفي لتعويض تراجع المحاصيل في الولايات المتحدة وروسيا، مما يثير مخاوف من نقص في الغذاء العالمي.

وبلغت الأسعار العالمية للذرة وفول الصويا مستويات قياسية هذا الصيف بعد ارتفاع مفاجئ دفع أسعار القمح للارتفاع كذلك؛ إذ ضربت أسوأ موجة جفاف في 56 عاما المحاصيل الأميركية، في حين أضرت موجة حارة بمحاصيل الحبوب في روسيا.

ويثير ارتفاع الأسعار المخاوف من أزمة تشبه تلك التي وقعت في 2007 - 2008 حينما اندلعت احتجاجات عنيفة في بعض الدول بسبب ارتفاع أسعار الغذاء. وتتقدم محاصيل المنتجين الرئيسيين في أوروبا نحو مستويات مماثلة لمستويات العام الماضي، لكن قد تنقص كميات القمح عالي الجودة الصالح صنع الخبز.

ولن تكون هناك فوائض من محاصيل فرنسا وألمانيا وبريطانيا للمساعدة في تخفيف المشكلات الناجمة عن نقص محاصيل روسيا وأميركا الشمالية.

ويصف المحلل جيمس دانسترفيل من «أجرينيوز»، ومقرها جنيف، الوضع قائلا: «الاتحاد الأوروبي لن يكون المنقذ من نقص المحاصيل في العالم».

ويبدو أن المحصول الأوروبي صمد بشكل جيد في مواجهة ظروف غير مواتية. وأفادت تقديرات شركة «استراتيجي جرينز» الفرنسية أن إجمالي إنتاج الاتحاد الأوروبي من القمح اللين المستخدم في صنع الطحين «الدقيق» والخبز بلغ 125.3 مليون طن؛ أي أقل بنسبة ثلاثة في المائة فقط عن العام الماضي.

وقال تاجر حبوب ألماني: «إمدادات قمح الطحين ستكون كافية بشكل عام من محصول هذا الصيف، لكن ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية يعني أن أسعارها سترتفع». والاتحاد الأوروبي أكبر منتج في العالم للقمح اللين، وسيسهم محصوله هذا العام بنحو 18.9 المائة من إجمالي إنتاج القمح العالمي في 2012 الذي من المتوقع أن يبلغ نحو 662 مليون طن. ويقارن ذلك مع محصول العام الماضي البالغ 128.7 مليون طن، أي 18.5 في المائة من المحصول العالمي الذي بلغ 695 مليون طن. وفي سيول، قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك، إن الرئيس أرسل أمس الخميس خطابا إلى الدول الأعضاء بمجموعة العشرين لتكثيف الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في أسعار الحبوب العالمية.

وأضاف المكتب أن ميونغ باك اقترح خمسة إجراءات تشمل عمل مجموعة العشرين معا لتخفيف قيود التصدير على المواد الغذائية وفرض مزيد من الضوابط على المضاربة في المواد الخام.

وأدى أسوأ جفاف تشهده الولايات المتحدة في نصف قرن وضعف المحاصيل بمنطقة البحر الأسود لارتفاع أسعار الذرة والقمح وفول الصويا. إلا أن سعر الأرز الذي يعتبر غذاء رئيسيا في آسيا وبعض دول أفريقيا لم يتأثر.

ونقل المكتب عن لي قوله في الخطاب: «اليوم نواجه احتمالا آخر لارتفاع أسعار الغذاء العالمية، مما يعوق التعافي الاقتصادي العالمي»، وأضاف: «بالطبع من شأن حدوث أزمة غذائية أن يؤدي إلى عواقب أكثر خطورة من حدوث أزمة في النفط والطاقة؛ إذ تتهدد حياة الفقراء والدول النامية الضعيفة خاصة ذات الدخل المنخفض. يجب أن نعمل بشكل عاجل لمنع مثل هذه الأزمة». وقال لي إن على الدول الأعضاء في منظمة العشرين أن تضاعف جهودها لتعزيز الإنتاج الزراعي والإنتاجية وتعديل سياسات الوقود الحيوي للتخفيف من صدمات الإمدادات.

وستقرر مجموعة الدول العشرين هذا الأسبوع إن كانت ستعقد اجتماعا طارئا لـ«منتدى الاستجابة السريعة» الذي شكلته العام الماضي أثناء رئاسة فرنسا للمجموعة بهدف التعامل مع أي وضع غير طبيعي بالسوق.

وينصح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي العالم بالاستعداد لاحتمال ارتفاع فاتورة المواد الغذائية في الشهور المقبلة، لكنهما لا يريان في الوقت الحالي بوادر تذكر على تفشي أزمة غذائية مماثلة لأزمة 2007 - 2008.