شركة إماراتية تبدأ بتشييد أكبر فندق في العراق من فئة الـ5 نجوم

رئيس الشركة لـ «الشرق الأوسط»: الفندق يعتبر الأول من نوعه في كربلاء بتكلفة 175 مليون دولار

فندق نايت شوت الشرق الأوسط
TT

لم يثن الوضع الأمني والسياسي المضطرب في العراق إحدى الشركات الإماراتية عن القيام باستثمار عقاري ضخم في مدينة كربلاء جنوب العراق، فقد أكدت شركة «رينج هوسبيتالتي» الإماراتية أنها بدأت بتشييد مشروع سياحي ضخم في العراق تصل قيمته الإجمالية إلى 175 مليون دولار أميركي، ويكتسب المشروع أهمية استثنائية على اعتبار أنه يقام في مدينة كربلاء جنوب العراق وهو عبارة عن فندق 5 نجوم، وتعتبر الشركة الإماراتية أن الوضع الأمني في العراق لا يؤثر على استثماراتها، مشيرة إلى أنها واثقة جدا بخصوص استثماراتها في العراق، لا سيما أن فرص البناء المحتملة في العراق تكاد تكون «بلا حدود».

وقال مناف علي، الرئيس التنفيذي لـ«رينج هوسبيتالتي»: «إنه بعد الإطلاق الناجح والمبيعات الجيدة لهذا المشروع، فإننا نتطلع حاليا إلى مشاريع أخرى في مدينة النجف المجاورة»، معتبرا أن تقارير البنك الدولي تشير إلى رؤية تتلخص في: «تحويل العراق إلى فيدرالية ديمقراطية موحدة وآمنة، وإلى قوة اقتصادية إقليمية مزدهرة، ذات اقتصاد حر ومندمج بشكل كامل بالاقتصاد العالمي»، مضيفا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن مشروع «منازل الروضتين» الذي أنشأته «رينج هوسبيتاليتي» بقيمة 175 مليون دولار هو أول فندق ومقر إقامة من فئة الـ5 نجوم في مدينة كربلاء العراقية، بحيث تم تصميم الفندق من قبل معماريي ومهندسي «ديوان» - الشركة الإماراتية التي تقف وراء إنجاز مشاريع مشهود لها كفندق «ياس» في أبوظبي وفندق «بغداد روتانا»، ويتسع الفندق لـ620 شقة فندقية مفروشة ومجهزة بشكل كامل، وستتم إدارته من قبل شركة متخصصة في تشغيل الفنادق ذات الـ5 نجوم، وتصل مساحة هذا الفندق إلى 65 ألف متر مربع وسيكون الأكبر من نوعه في العراق، كما أن الفندق يتمتع بموقع ممتاز لا يبعد أكثر من كيلومتر واحد عن الأضرحة المقدسة.

وعن مراحل العمل في المشروع، يشير مناف علي إلى أن أعمال البناء في «منازل الروضتين» تسير على قدم وساق، ومن المتوقع لأعمال البناء في المنشأة أن تنجز في وقت لاحق من هذه السنة، لافتا إلى أن الشركة تمكنت من بيع قسم مهم من «منازل الروضتين» من خلال طريقة ملكية الانتفاع وهي صيغة للملكية الجزئية متوافقة مع أحكام الشريعة، ومن المنتظر أن يكتمل ذلك بنهاية عام 2013، معتبرا أن بغداد هي أسرع المدن نموا في العراق تليها كربلاء والنجف، وأن العراق دولة غنية بالنفط والموارد الطبيعية، ومع تحسن المناخ الأمني في الدولة سيكون هناك الكثير من الموارد التي يمكن الاعتماد عليها لبناء البلاد في كل القطاعات، لافتا إلى أن حجم الاستثمارات من شركات أجنبية وصل إلى 43 مليار دولار في عام 2010 موزعة على كل القطاعات، وقد وصل حجم قطاع التطوير العقاري منها إلى 18 مليار دولار. وهو ما يؤكد تنامي الثقة بالعراق واقتصاده في منطقة الخليج، أما القطاعات الأخرى التي شهدت استثمارات أجنبية مهمة فكانت النقل والكهرباء والنفط والغاز. وفيما إذا كان الوضع الأمني والسياسي القلق في العراق يشكل ضغطا على النشاط الذي تقوم به الشركة، أكد علي أن الوضع الأمني في العراق يتحسن بصورة يومية وأن قوات الأمن العراقية تجاوز عددها الـ700 ألف عنصر، كما أن عدد الضحايا وصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 2003، مشيرا إلى أن مدينة كربلاء تستقطب 18 مليون سائح ديني سنويا، رغم أن معايير الإقامة فيها ضعيفة جدا، بل وبدائية، «مما يعني أن هذه السوق الكبيرة تعد بالكثير من الفرص، كما أنه خلال الأشهر الثمانية عشرة الأخيرة شهدت الدولة انفتاحا متزايدا وبدأت الكثير من شركات الطيران بتسيير رحلات يومية إلى عدة مدن عراقية، منها على سبيل المثال لا الحصر: (طيران الإمارات) و(الاتحاد) و(فلاي دبي) و(العربية)». وتتطلع «رينج هوسبيتاليتي»، التي هي جزء من «مجموعة رينج القابضة»، إلى التوسع في أسواق جديدة، ويرى علي أنه «بعد الإطلاق الناجح والمبيعات الجيدة لمشروع (الروضتين) في كربلاء، بدأنا البحث عن موقع مثالي للقيام بمشروع مماثل في مدينة النجف المجاورة. وقد حددنا عددا من المواقع، ونأمل أن نتمكن من تأمين الموقع والإعلان عن المشروع خلال هذه السنة»، موضحا أن المشروع عبارة عن فندق عالمي قياسي مع إمكانية إنشاء مركز تسوق صغير.

ويتابع الرئيس التنفيذي للشركة أن «رينج هوسبيتاليتي» تتابع فرص الدخول إلى سوق المملكة العربية السعودية وستكشف عن استراتيجية التطوير الخاصة بها في المستقبل القريب، مؤكدا أنه تلقى عددا من الاستفسارات من شركاء إقليميين حول إمكانية الدخول في مشاريع مشتركة في المدينة المنورة، كما أن المجموعة لديها طموحاتها في إنشاء فندق رائد في مدينة مكة المكرمة، «فهذه المدينة المقدسة تعتبر المكان الأقدس بالنسبة لكل المسلمين وتستقبل الملايين من الحجاج سنويا بقصد الحج أو العمرة، وسيكون شرفا كبيرا بالنسبة لنا أن نكون جزءا من هذه المدينة وأن نقوم بتطوير مشروع يساعد في تلبية حاجات الملايين الذين يزورونها كل سنة».

ويشير علي إلى أن معدل نمو قطاع البناء في العراق وصل إلى 4.4 في المائة في عام 2010، ومن المتوقع أن يستمر في النمو بمعدل 6.18 في المائة حتى عام 2014. هناك أيضا عدد كبير من المشاريع قيد التطوير حاليا مع استثمارات ضخمة تسمح بخلق جو استثماري مثالي وغني بالفرص في قطاعات التطوير العقاري والإنشاءات وأيضا في قطاع صناعة مواد البناء. سيكون هناك الكثير من الخيارات لمشاريع التطوير متعددة الاستخدامات، في ظل توافر كل المرافق والتسهيلات اللازمة، وهو ما من شأنه أن يساهم إيجابيا في خطط التنمية الحضرية للدولة، معربا عن ثقته باستثمارات الشركة في العراق: «نحن واثقون جدا بخصوص استثماراتنا في العراق، لا سيما أن فرص البناء المحتملة في العراق تكاد تكون بلا حدود. هناك الكثير من المشاريع المخطط لها في خطط العراق المستقبلية لتطوير حقول النفط التي ستنعكس بشكل مباشر على شبكة الطرق والبنية التحتية العامة في الدولة. كما أن الحاجات التنموية للعراق تزداد باستمرار من بناء المشاريع الصغيرة إلى مشاريع التطوير العملاقة».