السعودية تستعين بالتجارب السنغافورية في ملفات المدن الاقتصادية والبتروكيماويات والرعاية الصحية

بقيادة مجلس الغرف في البلاد

منظر تخيلي لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية («الشرق الأوسط»)
TT

يزمع وفد تجاري سعودي رفيع المستوى، بحث أطر التعاون التجاري والصناعي مع نظيره السنغافوري، في قطاعات الرعاية الصحية، والسياحة العلاجية، والمياه، والتعليم والتدريب، والمدن الاقتصادية والصناعية، والبتروكيماويات، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والنقل والخدمات اللوجيستية، بالإضافة إلى الوقوف على كثير من التجارب السنغافورية الناجحة في بعض المجالات الاقتصادية، كقطاع الخدمات والمواصلات والصحة والسياحة.

وفي هذا السياق قال عبد الله المليحي رئيس مجلس الأعمال السعودي السنغافوري لـ«الشرق الأوسط»: «الوفد التجاري السعودي يهدف إلى تعزيز التعاون السعودي السنغافوري، وذلك من خلال الزيارة التي يقوم بها إلى سنغافورة خلال الفترة من 17 إلى 20 سبتمبر (أيلول) المقبل، والذي يضم نحو 30 شخصية من أصحاب الأعمال وممثلي الشركات والمؤسسات والجهات الحكومية، وذلك في إطار خطة المجلس لتسيير الوفود التجارية للعام الحالي»، مشيرا إلى أن اللقاء سيجمع أعضاء مجلس الغرفة السنغافورية ويضم كبارات رجالات الأعمال والشركات العالمية السنغافورية.

وأضاف: «سنغافورة تعتبر من البلدان المتقدمة على مستوى عالمي على عدد من الأصعدة، حيث تعتبر الأولى عالميا من حيث تخطيط المدن، كما لها تجربة رائدة هي الأولى في العالم، مبينا أنها استطاعت أن تؤسس 3 ملايين وحدة سكنية لـ3 ملايين شخص، مشيرا إلى أن رغبة المجلس السعودي أكيدة في مجال الاستفادة من هذه التجارب الناجحة والرائدة عالميا، في وقت يسعى فيه المجلس لأن يجعل من سنغافورة مركز الصادرات السعودية لدى قارة آسيا».

وزاد المليحي، الذي يرأس الوفد السعودي المرتقب زيارته إلى سنغافورة: «الطموح يتجاوز كل ذلك للاستفادة من التجارب السنغافورية في صناعة الجيل الناجح من خلال توظيف تجربتهم في تدريب الكوادر السعودية، للوصول بهم إلى أعلى مستوى من التقنية في مجال إدارة القطاعات»، مشيرا إلى أن ذلك يعد هدفا استراتيجيا الغرض منه معالجة مشكلة بطالة الشباب السعودي وتحويله إلى قوى منتجة رائدة.

ومن المؤمل أن تكون هناك لقاءات مشتركة للشركات السعودية والسنغافورية المهتمة والعاملة في مختلف القطاعات، حيث تتوفر كثير من فرص التعاون بين السعودية وسنغافورة في عدد من القطاعات مثل قطاع الخدمات والمواصلات والصحة والسياحة، كما تعد سنغافورة مركزا ماليا عالميا ولديها كثير من الميزات التي يجب استغلالها لإقامة شراكة تجارية بين البلدين.

ويبحث الوفد السعودي مع نظرائه رجال الأعمال السنغافوريين التعاون التجاري والفرص الاستثمارية المتاحة في كلا الدولتين، كما يعقد فعاليات الاجتماع الرابع لمجلس الأعمال السعودي السنغافوري في دورته الثانية لمناقشة مجالات التعاون بين الجانبين السعودي والسنغافوري، والعلاقات التجارية وسبل تطويرها والرقي بها لما يتطلع إليه الجانبان.

ويطرح الجانبان، أوجه إمكانات الاستثمار المتعددة في السوقين السعودية والسنغافورية، ومناقشة السبل الكفيلة بتفعيل أعمال المجلس بعد أن حقق خلال الفترة الماضية كثيرا من النجاحات؛ حيث ساعد على فتح خط جوي للطيران مباشرة بين المملكة وسنغافورة وكذلك حصول رجال الأعمال السعوديين على تأشيرات لمدة 5 سنوات.

ويتضمن برنامج الوفد التجاري السعودي، مقابلة نخبة من رجال الأعمال وكبريات الشركات السنغافورية، للوقوف على كثير من التجارب الناجحة وبحث سبل التعاون بين الجانبين في بعض المجالات الاقتصادية، كما يلتقي الوفد مع اتحاد الغرف السنغافورية، حيث تتركز المباحثات بين الجانبين على التعاون في قطاعات الرعاية الصحية والسياحة العلاجية والمياه، والتعليم والتدريب والمدن الاقتصادية والصناعية، البتروكيماويات، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، النقل والخدمات اللوجيستية.

يشار إلى أن سنغافورة تبدي اهتماما كبيرا بالسوق السعودية والفرص الاستثمارية المتاحة فيها، على المستوى الرسمي وعلى صعيد قطاع الأعمال فيها، نظرا لما تشهده المملكة من نهضة تنموية كبيرة لا سيما في قطاع الإنشاءات وبناء المدن الاقتصادية، خاصة أن للسنغافوريين خبرة جيدة في مجال إقامة المناطق الصناعية والاقتصادية وفي قطاعي الإنشاءات والاتصالات.

كما تتوفر كثير من فرص التعاون بين السعودية وسنغافورة في عدد من القطاعات مثل قطاع الخدمات والمواصلات والصحة والسياحة، في الوقت الذي تعد فيه سنغافورة مركزا ماليا عالميا، إذ لديها كثير من المميزات التي يمكن استغلالها لإقامة شراكة تجارية استراتيجية، تعود بالنفع على البلدين.