بوتين: مركز ثقل الاقتصاد العالمي يتحول من أوروبا وأميركا إلى المحيط الهادي

المنطقة المتصاعدة تشكل 55% من الاقتصاد العالمي

TT

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن مركز ثقل الاقتصاد العالمي يتحول من أووربا والولايات المتحدة ويتجه صوب دول المحيط الهادي مثل الصين وروسيا.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها بوتين في افتتاح القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في مدينة فلاديفستوك الساحلية الروسية بمشاركة المئات من كبار المديرين والمسؤولين الحكوميين.

وذكر بوتين أن «شكل الاقتصاد العالمي يتغير حتى بينما نتحدث. هذه حقيقة واقعة».

وقال زعيم الكرملين «يتجه العالم نحو عصر اقتصادي وتكنولوجي جديد.. يتعين علينا نحن المجتمعين هنا أن نواجه هذه التغيرات بذكاء وبراغماتية».

وأعلن بوتين أن روسيا ستدعم الدور المهم المتزايد لدول منطقة الهادي في الاقتصاد العالمي بتوفير إمدادات طاقة مستقرة وتأييد التجارة الحرة وزيادة دور الروبل الروسي باعتباره عملة للاحتياطي النقدي العالمي.

وقال: «نريد أن نخلق محركا اقتصاديا إقليميا.. ستكون روسيا جزءا من ذلك».

وقال المنظمون، إنه من المقرر أن تتواصل فعاليات قمة «أبيك» حتى اليوم (السبت) بمشاركة أكثر من 750 من كبار المسؤولين التنفيذيين للشركات.

ويحضر فعاليات القمة مسؤولون من الصين واليابان وكوريا الجنوبية وبروناي وكندا وبيرو ونيوزيلندا وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وفيتنام وتايلاند، إضافة إلى مديرة صندوق النقد الدولي.

وقال ديمتري بيسكوف، إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تعد أبرز مسؤول أميركي يحضر اجتماعات فلاديفستوك ومن المتوقع أن تجري «محادثة قصيرة» مع بوتين.

وتركز مناقشات القمة على تسهيل سبل الحصول على المياه والتكامل الاقتصادي الإقليمي.

وقال الكرملين، إن المنتدى سيكون خطوة مهمة في الجهود الروسية لتطوير أقاليمها في الشرق الأقصى والمركز الإقليمي فلاديفستوك الذي يبعد 6430 كيلومترا شرق العاصمة الروسية موسكو.

أضاف أن وتيرة نمو الدول الآسيوية «لا تقارن مع تلك المسجلة في الدول المتطورة الأخرى»، موضحا أن الأزمة في الدول الغربية قد «تستمر لفترة طويلة».

وتابع بوتين «إن أكثر من 50 في المائة من المبادلات التجارية الروسية هي مع أوروبا تليها الولايات المتحدة. وهذه المبادلات أقل مع منطقة آسيا - المحيط الهادي رغم أنها تتطور بنشاط».

ولم تخص موسكو حتى الآن دول الشرق الأقصى بالاهتمام «اللازم»، بحسب الرئيس الروسي.

وفي هذا الإطار دافع بوتين عن دور روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان التي تشكل وحدة جمركية كمحرك لدمج وثيق مع آسيا المحيط الهادي.

وقال «نريد إنشاء مركز قوي للتنمية الإقليمية، إضافة إلى ذلك يمكن لمستقبل الاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي أن يلعب دور (حلقة الوصل) بين أوروبا وآسيا المحيط الهادي». وأوضح أنه «من الحيوي الآن إقامة جسر بيننا».

وتشكل منطقة دول «أبيك» نحو 41 في المائة من إجمالي سكان العالم و55 في المائة من الاقتصاد العالمي.

يذكر أن «أبيك» تأسست في عام 1989، وتضم حاليا 21 دولة وانضمت روسيا إلى هذه المنظمة رسميا في عام 1998.

وروسيا التي تستضيف للمرة الأولى قمة لأبيك، أنفقت أموالا ضخمة لبناء بنى تحتية لتحويل فلاديفوستوك المدينة العسكرية السابقة المغلقة، إلى واجهة لروسيا على المحيط الهادي. فالمدينة التي كانت محظورة على الأجانب في العهد السوفياتي ثم أهملت في السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي، كانت لا تزال تفتقر قبل سنوات إلى بنى تحتية أساسية. ولمواجهة هذه المشاكل الجدية، أنفقت البلاد 20 مليار دولار رغم القيود المفروضة على الموازنة منذ الأزمة العالمية الاقتصادية في 2008.

وتم تشييد جسرين ضخمين وطرقات سريعة ومطار جديد في وقت قياسي. وقررت السلطات أيضا تشييد أبنية جامعية على جزيرة روسكي التي كانت حتى الآن شبه مقفرة وغير مأهولة لاستضافة القمة.