توقعات بزيادة مشاريع التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط

«باركليز»: المنطقة خامس أكبر سوق لتجار التجزئة

62 في المائة من تجار التجزئة أفادو بأن البيع عبر المواقع الإلكترونية هو الخيار المفضل لديهم
TT

في وقت تسعى فيه الحكومات الإقليمية، إلى الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز النشاط الاقتصادي على نحو متزايد، توقع خبير دولي أن تنحصر مشكلة القيود الهيكلية التي يمكن أن تحد من النمو على المدى القريب لمشاريع التجارة الإلكترونية في المنطقة على المدى الطويل.

وأوضح تقرير اقتصادي صدر حديثا عن بنك «باركليز»، أن 66 في المائة من تجار التجزئة البريطانيين، يتوقعون أن ترتفع مبيعاتهم خلال الخمس سنوات المقبلة؛ حيث صنفوا منطقة الشرق الأوسط في المرتبة الخامسة عالميا كوجهة مستقبلية مفضلة لديهم، بينما جاءت على رأس اللائحة، كل من دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 7.7 في المائة ومصر بنسبة 2.6 في المائة.

وزاد بأن ما يقارب 23 في المائة من تجار التجزئة في المملكة المتحدة يفضلون ألمانيا كخيار أول لهم للتوسع في الخارج في الأعوام الخمس المقبلة، تليها الصين وأستراليا، بينما تتطابق منطقة الشرق الأوسط في الترتيب مع أميركا كسوق رئيسية للتوسع.

وتدعم النتائج التي أعلنت عنها مؤخرا شركتي «أسدا» و«تيسكو» زيادة خطط التوسع لخطوط الموضة بأسعار معقولة في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مكتبة «دبليو إتش سميث» كبرى المكتبات البريطانية، التي قد أعلنت عن خطط توسعها في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال ريزوان ميرزا، رئيس تغطية الشركات في الإمارات والخليجي العربي في «باركليز»، «نتيجة للنجاح الكبير الذي حققه تجار التجزئة المحليين والدوليين في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال الأزياء الفاخرة، والأغذية والمشروبات، يبدي تجار التجزئة البريطانيين اهتماما ملحوظا للفرص المتاحة في المنطقة».

ويقوم أكثر من 68 في المائة من تجار التجزئة البريطانيين، بتوليد مبيعاتهم خارج المملكة المتحدة، ومع ذلك، فإن النسبة المئوية من المبيعات لا تزال صغيرة نسبيا في الخارج، مع نحو 80 في المائة من تجار التجزئة يحققون أقل من ربع عائداتها في الخارج.

وبما أن الظروف التجارية في المملكة المتحدة لا تزال صعبة، لفت التقرير إلى أن هناك عددا متزايدا من تجار التجزئة في الخارج، يبحثون عن النمو، مبينا أن هنالك 4.3 في المائة من هؤلاء التجار، يعتبرون دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن أسواقهم المفضلة الثلاثة الأولى في الخارج من حيث نمو المبيعات.

وفي المقابل، تعتبر أميركا، الوجهة الأولى لكل تاجر تجزئة بريطاني من «تيسكو»، عبر العلامة التجارية البريطانية «بيربيري»، التي لديها حاليا أكثر من 60 متجرا في الولايات المتحدة، فتعتبر من بين الأسماء البريطانية التي تسعى إلى تحقيق حلمها الأميركي.

ووفق التقرير، نجحت كثير من العلامات التجارية البريطانية، في تعزيز وجودها في منطقة الشرق الأوسط مثل «دبنهامز»، «ويتروز» و«إم آندكو»، وذلك في مواقع رئيسية في المدن البارزة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تقوم بوضع خطط جديدة للتوسع في جميع أنحاء المنطقة؛ حيث تعاونت هذه العلامات التجارية الرائدة مع شركاء محليين للاستفادة من خبراتهم الفريدة في الأسواق المحلية.

وأشار إلى أن التوسع الدولي، لم يعد حكرا على شركات التجزئة العملاقة، مبينا أن مشهد تجارة التجزئة بات لا حدود له نتيجة التجارة الإلكترونية التي سهلت توسع صغار تجار التجزئة البريطانيين إلى الخارج دون عبء النفقات المتعلقة بالتخزين، ومن بين هؤلاء التجار الذين قاموا بتوليد مبيعاتهم في الخارج، تفيد الدراسة أن 35 في المائة من المبيعات كان عبر التجارة المباشرة و65 في المائة من خلال الإنترنت.

وفيما يتعلق بخططهم المستقبلية للتوسع إلى الأسواق العالمية، في ظل تحقيق الإنترنت الإقبال الأكبر، أفاد 62 في المائة من تجار التجزئة أن البيع عبر المواقع الإلكترونية هو الخيار المفضل لديهم، في الوقت الذي أعرب فيه 18 في المائة فقط من تجار التجزئة، بأنهم يهدفون إلى فتح متاجر في الأسواق المستهدفة، بينما أشار 18 في المائة من التجار بأنهم يقومون باستكشاف مشاريع مشتركة مع شركاء محليين، في الوقت الذي أفاد 13 في المائة بأنهم يتطلعون إلى شراكات الامتياز.

ومن جهة أخرى، قال ميرزا، إن «التركيبة السكانية في منطقة الشرق الأوسط الفتية والذكية تشهد نموا متزايدا في استخدام التكنولوجيا التي تتوافق مع متطلبات التجارة الإلكترونية. حيث يمكن لتجار التجزئة في الخارج الاستفادة من منصات التجارة الإلكترونية لاختبار الشهية المحلية لعلاماتهم التجارية دون الحاجة إلى أن يخطو خطوة واحدة في البلاد المستهدفة».