السعودية: مشروع قطار الحرمين السريع يتباطأ إلى ما بعد 2016

نسب الإنجاز المتدنية تضع له أجلا غير مسمى بعد أن كان موعد تشغيله محددا في عام 2014

أحد الجسور التي تنفذ في مسار قطار الحرمين السريع («الشرق الأوسط»)
TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن أضخم مشروع للسكك الحديدية لناحية القيمة تبنيه الحكومة السعودية لربط المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بمدينة جدة يواجه صعوبات، ومن المستبعد اكتمال المشروع وتشغيله بشكل كلي بنهاية عام 2014، وهو الموعد المحدد مسبقا لتشغيل المشروع بالكامل.

وتستعد حاليا المؤسسة العامة للخطوط الحديدية لتسليم ائتلاف الشعلة (مكون من شركات سعودية وإسبانية) موقع المشروع للبدء في المرحلة الثانية من مشروع القطار الكهربائي خلال الفترة المتبقية من سبتمبر (أيلول) الحالي، وتتمثل المرحلة الثانية، التي تعتمد بشكل كلي على المرحلة الأولى، في بناء الخط الحديدي وتوريد العربات والقاطرات وبناء مرافق التشغيل والصيانة للمشروع.

وتلقت «الشرق الأوسط» معلومات تؤكد أن نسبة الإنجاز في الجزء الأول من المرحلة الأولى، والمتعلق بالبنى التحتية للمشروع والأعمال المدنية، تقارب الـ50 في المائة، في حين يفترض أن يكون الحد الأدنى للإنجاز في هذه المرحلة 80 في المائة، خصوصا أن المشروع قارب الأربع سنوات على ترسيته. يشار إلى أن ترسية المشروع أعلنت في فبراير (شباط) من عام 2009 بقيمة بلغت 6.7 مليار ريال (1.8 مليار دولار).

وتبلغ الاستثمارات التي تم ضخها في مشروع قطار الحرمين السريع 48.73 مليار ريال (12.99 مليار دولار)، حيث اتخذت الحكومة السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2008 قرارا بتمويل المشروع من الصناديق المتخصصة.

وكشفت معلومات دقيقة تلقتها «الشرق الأوسط» أن المشكلة التي يواجهها مشروع القطار الكهربائي السريع الأول في السعودية هي تدني نسب الإنجاز في مسار «مكة المكرمة – المدينة المنورة» في الجزء الواقع في منطقة مكة المكرمة، حيث تم الانتهاء من بناء 10 جسور فقط، من أصل 100 جسر على المسار ذاته. بينما تم إنجاز 6 جسور فقط في الجزء الواقع في منطقة المدينة المنورة من أصل 30 جسرا. ولم تتجاوز نسبة الإنجاز في المسار، من خلال تسوية الأرض وتجهيزها للمرحلة الثانية ومد القضبان الحديدية عليها، 50 في المائة منذ تسلم المشروع.

وبحسب المعلومات فإن المشروع قد يتم تشغيله بشكل جزئي بنهاية عام 2014 أو بداية عام 2015 على مسار المدينة المنورة - جدة، بينما مسار مكة المكرمة - المدينة المنورة قد يتأخر إلى ما بعد عام 2016، حيث أكد مصدر مطلع أن التنبؤ بتشغيل مسار مكة المكرمة - المدينة المنورة صعب في الفترة الحالية لضخامة التأخير الذي حدث فيه.

ويعزى التأخير الذي حدث في مسار مكة المكرمة - المدينة المنورة لقطار الحرمين السريع إلى مشاكل فنية مصدرها تباطؤ إنجاز المقاول، ومشاكل طبيعية وبيئية، حيث يحتاج المسار الذي يمر به القطار إلى بناء 130 جسرا بسبب الأودية، ومشاكل الخدمات التي تتعارض مع مسار القطار من خطوط مياه وكهرباء وأنابيب نقل النفط، والتي يتأخر نقلها مما يؤخر إنجاز المشروع.

ويمثل مسار «مكة - المدينة» عنق الزجاجة للمشروع الذي يستعد القائمون عليه «المؤسسة العامة للخطوط الحديدية» لتسليم المرحلة الثانية منه خلال الشهر الحالي، والتي سيتولى تنفيذها «ائتلاف الشعلة» المكون من شركات سعودية وإسبانية، وذلك لبناء الخط الحديدي المكهرب وتوريد العربات والقاطرات وبناء مراكز الصيانة وتشغيل الخط الحديدي لمدة تصل إلى 12 عاما.

وكانت الحكومة السعودية قد وقعت في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي عقد المرحلة الثانية بقيمة بلغت 30.815 مليار ريال (8.2 مليار دولار). كما تمت ترسية عقد الجزء الثاني من المرحلة الأولى والخاص ببناء المحطات في فبراير (شباط) من عام 2011، بقيمة بلغت 9.385 مليار ريال (2.5 مليار دولار)، لبناء أربع محطات في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في محافظة رابغ. كما جرى في شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2010 ترسية عقد بناء وصيانة وتشغيل ست محطات كهربائية خاصة بالمشروع، وذلك لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل القطار بـ1.83 مليار ريال (488 مليون دولار).

ويتوقع للقطار الكهربائي أن ينقل ما لا يقل عن 20 مليون معتمر وزائر في العام الواحد، كما أنه سيختصر الرحلة الزمنية بين المدينتين المقدستين إلى نحو ساعتين فقط، حيث سيتم تسيير قطار كهربائي بسرعة 300 كيلومتر، ويبلغ طول الخط الحديدي نحو 450 كيلومترا، إلا أن المشاكل التي يواجهها الآن قد تؤجل كل هذه التوقعات إلى ما بعد 2016 على أقل تقدير.