مستثمرون سعوديون يبحثون عن فرص استثمارية في بولندا

تشمل قطاعات الفندقة والصحة والكيماويات والسياحة الطبية والأثاث

TT

تشهد العاصمة البولندية وارسو منتصف الشهر المقبل، مباحثات سعودية بولندية في مجال الاستثمار والتجارة، وتطوير آلية رفع مستوى التبادل التجاري؛ حيث يزمع رجال أعمال سعوديون الدخول في استثمارات مباشرة في بولندا، في مجالات القطاع الصحي والكيماويات وخدمات السياحة الطبية والفندقة وصناعة الأثاث، لما تتميز به بولندا بتنافسية عالية في هذه المجالات، وذلك خلال الزيارة التي سيقوم بها الوفد السعودي لبولندا في الفترة من 14 إلى 19 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقال الدكتور ياسر الحربي رئيس مجلس الأعمال السعودي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من أن معدل التبادل التجاري بين السعودية وبولندا ارتفع، بوتيرة تصاعدية حتى وصل لنحو 2.38 مليار ريال (630 مليون دولار) عام 2010، مقارنة بـ828 مليون ريال (220.7 مليون دولار) عام 2006، إلا أن التنافسية التي تتمتع بها بولندا في مجالات مختلفة، تحتم على الجانب السعودي في مجلس الأعمال المشترك ضرورة الاستفادة من هذه الميزة واستغلالها بشكل أمثل».

ووفق الحربي تم عقد اجتماعات تحضيرية لمناقشة الترتيبات المتعلقة بزيارة الوفد السعودي إلى بولندا، والموضوعات والقطاعات التي ستدور حولها المناقشات واللقاءات والزيارات في المدن البولندية، بغية تعظيم الفائدة والنتائج من الزيارة».

وكشف عن تنسيق مع هيئة الاستثمار البولندية حول أجندة وجدول الأعمال والتي تتضمن عقد لقاءات مع تجمعات من الزراعيين والصناعيين ورجال الأعمال البولنديين في عدد من القطاعات الاقتصادية كقطاع الخدمات والسياحة والرعاية الصحية، الغذاء وغيرها، إضافة للالتقاء مع عدد من حكام المقاطعات هناك.

ووفق الحربي فإن الوفد السعودي، سيبحث مع نظرائه رجال الأعمال البولنديين التعاون التجاري والفرص الاستثمارية المتاحة في كلا الدولتين، كما تعقد فعاليات اجتماع مجلس الأعمال السعودي البولندي المشترك لمناقشة مجالات التعاون بين الجانبين السعودي والبولندي والعلاقات التجارية وسبل تطويرها والرقي بها لما يتطلع إليه الجانبان.

وكذلك طرح أوجه إمكانات الاستثمار المتعددة في السوق السعودية وكذلك البولندي ومناقشة السبل الكفيلة بتفعيل أعمال المجلس في خدمة المستثمرين من الجانبين، لافتا إلى أنه ستكون هناك لقاءات للوفد مع عدد من الشركات البولندية للوقوف على كثير من التجارب الناجحة وبحث سبل الشراكة التجارية والاستثمارية.

ونوه إلى أهمية العلاقات الاقتصادية السعودية البولندية واهتمام قيادة البلدين بها ويعكس ذلك الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين في عام 2007 لبولندا والتي تم خلالها توقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية في مجال حماية الاستثمارات والتعاون التجاري والتدريب التقني والمهني وكذلك زيارة رئيس وزراء بولندا دونالد توسك للسعودية في أبريل (نيسان) من العام الحالي والتي رافقه فيها أكثر من 100 من ممثلي الشركات البولندية، مشيرا إلى أن هذه الزيارات المتبادلة وفرت الإطار القانوني والدعم الرسمي اللازم وشكلت انطلاقة حقيقية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأضاف الحربي أنه على الرغم من أهمية العلاقة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين وارتفاع حجم التبادلات التجارية إلا أنه ثمة مشكلات تعوق تدفق الخدمات والسلع، أبرزها عدم وجود خطوط طيران وخطوط ملاحية مباشرة لنقل البضائع وتسهيل زيارات رجال الأعمال، ودعا رجال الأعمال السعوديين من جميع مناطق المملكة للالتحاق بالوفد والاستفادة من مثل هذه الزيارات وما يطرح فيها من فرص استثمارية.

وأكد أن العام الحالي شهد نشاطا بولنديا واضحا في زيارة السعودية، كما تستعد نحو 3 وفود تجارية بولندية لزيارة عدد من مناطق السعودية، موضحا أن الهدف العام من هذه الأنشطة هو تشجيع رجال الأعمال البولنديين للاستثمار في السعودية وعرض الفرص الاستثمارية في كلا البدين والاستفادة من المزايا التنافسية والنسبية ونقل وتوطين التقنيات والخبرات البولندية المميزة في القطاعات المختلفة.