السعودية تتوجه لزيادة دعم الأعلاف وتعترف بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء

وزير الزراعة بالغنيم لـ«الشرق الأوسط»: نبحث الاستيراد من دول غير تقليدية

د. بالغنيم لدى تدشينه مرصد أسعار السلع الأساسية أمس (تصوير: خالد الخميس)
TT

تتجه السعودية إلى زيادة دعم الأعلاف خلال الفترة المقبلة، في ظل ارتفاع تكاليف شراء لحوم الدواجن والأغنام على المستهلك النهائي في البلاد، وهي الارتفاعات التي جاءت كنتيجة طبيعية لارتفاع تكلفة مدخلات الأعلاف خلال الفترة الأخيرة بنسب تصل إلى 30 في المائة. كشف عن ذلك الدكتور فهد بالغنيم، وزير الزراعة السعودي، خلال رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» أمس.

وأقر الدكتور بالغنيم خلال تدشينه لمرصد أسعار السلع الأساسية في مقر الغرفة التجارية والصناعية في الرياض، بارتفاع أسعار الأغنام في الأسواق المحلية في البلاد، وقال: «نعترف بأن أسعار الأغنام مرتفعة جدا، وتفوق قدرات متوسطي الدخل خلال الفترة الحالية، ونعمل مع اللجنة الوزارية للتموين على دراسة الأوضاع الحالية وكيفية التعامل معها».

وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما إذا كان هناك توجه لزيادة دعم الأعلاف من قبل الدولة، قال الدكتور بالغنيم: «في العام الماضي تمت زيادة دعم الأعلاف بنسبة 50 في المائة فور صدور أمر ملكي بذلك، والجميع يعلم أن السعودية تستورد الأعلاف من الخارج، لذلك لا بد من مواكبة الأحداث والتعامل معها، ومن الإجراءات الممكنة زيادة دعم الأعلاف مقارنة بمستوياته الحالية».

وأضاف وزير الزراعة السعودي خلال تصريحه: «يتميز القطاع الزراعي بنمو كبير في الفكر للحصول على المعلومة، وقبل أكثر من سنة تبنى صندوق التنمية الزراعي إنشاء مركز للمعلومات الزراعية وهو المركز الذي بدأ بممارسة عمله بمتابعة الشأن الزراعي الداخلي، والآن تم إنشاء مرصد للسلع الغذائية الأساسية التي يتم استيرادها من خارج المملكة، ولكن تقلباتها السعرية تؤثر على الأسعار الداخلية»، مضيفا «لذلك يعتبر هذا المرصد إضافة جيدة لتحديث المعلومات والحصول على معلومة تساعد متخذي القرار لاتخاذ القرار السليم في الوقت السليم».

وأكد الدكتور بالغنيم، أن وزارة الزراعة تعمل على تشجيع الاستثمار الزراعي في داخل المملكة من جهة، وتسهيل إجراءات الاستيراد من الخارج، وقال: «كما أن الوزارة تتابع بدقة الوضع الصحي للحوم الحمراء التي يتم استيرادها من الخارج من خلال المنافذ المعتمدة والمحاجر البيطرية».

وأشار الدكتور بالغنيم إلى أن بلاده تعمل خلال الفترة الحالية على توسيع قاعدة استيراد اللحوم الحمراء من الخارج، مؤكدا أن بلاده تبحث عن الاستيراد من دول غير تقليدية.

وحول أسباب ارتفاع أسعار الدواجن في السوق السعودية بنسبة تصل إلى 20 في المائة، قال بالغنيم: «ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء زاد من عمليات الطلب على الدواجن مما أسهم في رفع الأسعار، كما أن العامل الأكثر تأثيرا هو أن الأعلاف المخصصة لتغذية الدواجن جميعها مستوردة، وهذه الأعلاف ارتفعت تكلفتها خلال الفترة الأخيرة أيضا».

وأوضح وزير الزراعة السعودي، أن وزارته معنية بكل ما يخص الأغنام والأعلاف في الأسواق الخارجية، مبينا أن ما يتعلق بالأسعار المحلية من شأن وزارة التجارة والصناعة، وحول تضخم الأسعار قال: «من الأجدى أن نبحث دائما عن البدائل المتاحة وألا نقتصر على منتج بعينه».

وبرأ الدكتور بالغنيم ساحة المزارعين من تضخم أسعار الخضراوات والفواكه، مرجعا الأسعار إلى عوامل العرض والطلب وتحكمات الأسواق، مبينا في الوقت ذاته أن وزارته غير معنية بما يخص تهريب الأغنام عن طريق دول حدودية للسعودية، مبينا أن هذا الملف من اختصاص حرس الحدود في البلاد.

وفي حفل التدشين الخاص بمرصد الأسعار، أكد الدكتور بالغنيم، أن مرصد السلع الغذائية الأساسية الذي أطلقته غرفة الرياض التجارية والصناعية بالتعاون مع كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للأمن الغذائي بجامعة الملك سعود يعد خطوة هامة تصب في مصلحة الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة لتوفير احتياجات المواطنين من السلع الغذائية، منوها بالدور الذي سيطلع به المرصد في توفير المعلومات الضرورية والبيانات المتعلقة بكميات وأسعار السلع الغذائية الاستراتيجية وتأثيرها على منظومة الأمن الغذائي ومساعدة كافة الجهات ذات العلاقة على اتخاذ القرارات والتدابير السليمة، إضافة إلى ودعم جهود تحقيق التنمية الزراعية.

من جهته، قال الدكتور بدران العمر، مدير جامعة الملك سعود في حفل تدشين المرصد أمس: «إن إنشاء المرصد يشكل ثمرة تعاون كبير بين جامعة الملك سعود ممثلة في كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للأمن الغذائي وغرفة الرياض»، مؤكدا أن فكرة المرصد تبرز أهميتها من خلال الجهود التي تقوم بها الدولة لعزيز الأمن الغذائي للمواطنين الذي يتطلب تأسيس نظام إدارة معلومات وتبادل معرفة قادر على ضمان استدامة الجهود الوطنية لتحقيق الأمن الغذائي وجمع المعلومات وإتاحة الوصول إليها بسهولة. وقال مدير جامعة الملك سعود: «رسالة المرصد تتمثل في تقديم الإحصائيات والمعلومات عن الأنشطة الزراعية للسلع الاستراتيجية محليا وعالميا، والتي تخدم متخذي القرار في بيئة محفزة للإبداع والتحليل والتخطيط والاستشراف المستقبلي ودعم سياسات الدولة في هذا الجانب».

إلى ذلك، قال عبد الرحمن الجريسي، رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض: «إن تأسيس المرصد يعكس استشعار غرفة الرياض بأهمية تعزيز دور القطاع الخاص في دعم جهود الدولة لتحقيق الأمن الغذائي وتوفير السلع الغذائية والزراعية الاستراتيجية في الأسواق المحلية وتلافي آثار الأزمات الطارئة والتذبذبات التي يخشى أن تجابه الإنتاج الغذائي العالمي».

وعبر الجريسي عن تطلع غرفة الرياض التجارية والصناعية لنجاح المرصد في خدمة الاستراتيجية من خلال بناء القدرة على إدارة البيانات والمعلومات المتعلقة بمدى توفر كميات وأسعار السلع الغذائية الاستراتيجية والأساسية بالأسواق المحلية وعلاقتها بمنظومة الأمن الغذائي بالمملكة ومساعدة متخذي القرار وكبار المسؤولين والباحثين، إضافة للجهات ذات العلاقة على الحصول على هذه المعلومات للإسهام في اتخاذ القرار السليم في الوقت الصحيح، ليتحقق التكامل بين الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص. من جانبه، قال سعد الخريف، رئيس لجنة الأمن الغذائي بغرفة الرياض التجارية والصناعية: «إن مرصد السلع الأساسية يمثل ثمرة تعاون بين كرسي الملك عبد الله بين عبد العزيز للأمن الغذائي والغرفة ممثلة في لجنة الأمن الغذائي بهدف رصد التغيرات في أسعار السلع الغذائية الأساسية خلال العشر السنوات المقبلة وتوفير المعلومات الضرورية حولها للجهات ذات العلاقة مما يمكنهم من اتخاذ القرارات السليمة».