كشف تقرير اقتصادي عن أن المنافسة في قطاع الاتصالات بالسعودية تتجه نحو خدمات البيانات من خلال إطلاق الشركات الثلاث للخدمات والباقات الجديدة لاستقطاب أكبر عدد من المشتركين.
وأوضح التقرير أن أهم ما يقلق القطاع هو المنافسة السعرية والضغط الشديد على متوسط الإيراد لكل مستخدم، إلا أن شركة الاتصالات في أفضل وضع للتنافس حول الطاقة الاستيعابية للشبكة والوصول لها نظرا لأنها تمتلك مدى وافرا من المتطلبات التكنولوجية.
وقال فاروق مياه، رئيس إدارة أبحاث الأسهم في الأهلي كابيتال، إن قطاع الشركات ككل وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بوجه خاص (بما في ذلك الحوسبة السحابية، وأمن المعلومات وغيرهما) من أهم مصادر النمو المستمر في القطاع.
وأضاف أن «التركيز على النطاق العريض يبقى أمرا مهما جدا للشركات الثلاث، إلا أن التوسع في قدرات الشبكة يبقى نقطة اختلاف». ولا يزال التقييم جذابا مع تداول القطاع عند مكرر ربحية 8.0 لـ2013. وأشار التقرير إلى أن شركة الاتصالات «استفادت من تحسن العمليات المحلية وارتفاع الدخل الآخر أكثر من المتوقع، بينما استفادت (موبايلي) من تحسن الهوامش بدعم من تحسن الكفاءة التشغيلية. وبالنسبة لـ(زين)، فقد قمنا بخفض السعر المستهدف 30 في المائة نتيجة لضعف نمو الإيرادات مما يؤدي لبطء نمو الهوامش. هذا على الرغم من أنها احتسبت إعادة هيكلة قائمة المركز المالي والتي اكتملت في يوليو (تموز) 2012».
وحول التوقعات المستقبلية لخدمات النطاق العريض أشار تقرير «الأهلي كابيتال» إلى توقعات بارتفاع إجمالي الإيرادات للشركات الثلاث تحت التغطية 8 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 46 مليار ريال (12.2 مليار دولار) في النصف الثاني من 2012 يدعمها تزايد المشتركين في قطاع النطاق العريض ونمو قطاع الشركات السعودي. وستساعد العوامل الموسمية (رمضان والحج) في النصف الثاني من العام على نمو القطاع. وعلى الرغم من ارتفاع المنافسة في مجال المكالمات الدولية، فإن الهوامش تبقى مدعومة بقطاع البيانات ذي الهوامش المرتفعة وكفاءة نفقات التشغيل. من ناحية أخرى، قد يضغط ارتفاع مبيعات أجهزة الاتصالات وقطاع الشركات على هوامش «موبايلي»، ومن المرجح أن يتسبب نمو الهوامش وارتفاع الإيرادات في ارتفاع الدخل قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك 9 في المائة على أساس سنوي إلى 16 مليار ريال (4.2 مليار دولار) في النصف الثاني من 2012، وارتفاع صافي الدخل 26 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 7.4 مليار ريال (1.9 مليار دولار).
وحول شركة «زين»، فيتوقع «الأهلي كابيتال» تحسن النتائج المالية نظرا لإعادة هيكلة قائمة المركز المالي التي خفضت من دفعات الفائدة. ومع ذلك، تبقى «زين» متأخرة كثيرا عن شركتي «الاتصالات» و«موبايلي» من ناحية الحصة السوقية والمنتجات المتاحة، كما أن أداءها فيما يتعلق بالإيرادات كان سيئا في الأرباع الماضية مما يعوق انتعاشها.
وأشار التقرير إلى خدمات النطاق العريض، خصوصا اللاسلكي، يشكل 85 في المائة من مستخدمي النطاق العريض، أهم مصدر لنمو شركات الاتصالات على المدى القريب والمتوسط.
وتوقع تقرير «الأهلي كابيتال» أن يستمر توسع هذا القطاع خلال الأعوام المقبلة، وأن يدعم نمو الإيرادات في قطاع الاتصالات، كما أن إطلاق الهواتف الذكية ذات التكلفة المنخفضة والمتوسطة سيمكن من استخدام المزيد من الوسائط، كما يمكن لذوي الدخل المتوسط من الوصول إلى البيانات.
وأسهم قطاع البيانات في «موبايلي» بـ25 في المائة من إجمالي الإيرادات في الربع الثاني من 2012 مقابل 22 في المائة في 2011، بينما سجلت شركة «الاتصالات» ارتفاعا قدره 88 في المائة على أساس سنوي في عدد مشتركي النطاق العريض في السعودية خلال الربع الثاني من 2012.
وقال تركز جميع الشركات على الاستثمار لتعزيز الطاقة الاستعابية للشبكات والوصول لها. وتعتبر هذه نقطة تباين بالنسبة لجميع الشركات، نظرا لأن قطاع النطاق العريض يعتبر من أهم مصادر النمو في السوق، وبالتالي فهو يحتاج إلى إضافات تكنولوجية عالية الجودة لتلبية متطلبات المستهلكين.
من جانب آخر، أوضحت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة وصل إلى نحو 54.5 مليون اشتراك بنهاية النصف الأول من العام الحالي؛ لتكون بذلك نسبة انتشار خدمات الاتصالات المتنقلة على مستوى السكان نحو 187.5 في المائة وأوضحت الهيئة أن نسبة انتشار الإنترنت زادت بمعدل مرتفع خلال السنوات الماضية، حيث ارتفعت من 5 في المائة في عام 2001 إلى نحو 50.7 في المائة بنهاية النصف الأول من العام الحالي.
وقدرت الهيئة عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية حاليا بأكثر من 14.7 مليون مستخدم، بينما ترتفع نسب النمو والانتشار في خدمات النطاق العريض والتي بلغت عبر شبكات الاتصالات الثابتة 2.21 مليون مشترك، في حين بلغ إجمالي الاشتراكات في خدمات النطاق العريض عبر شبكات الاتصالات المتنقلة بتعريفها الشامل إلى نحو 12.62 مليون اشتراك.