توقعات بحدوث «طفرة اقتصادية» في المنطقة العربية خلال السنوات الـ15 المقبلة

على خلفية إنشاء أول جزيرة استثمارية في منطقة حرة بالبحر الأحمر

شكل تخيلي لجزيرة العالم المزمع إنشاؤها في مياه البحر الأحمر («الشرق الأوسط»)
TT

توقع خبير اقتصادي حدوث طفرة اقتصادية في المنطقة العربية خلال الـ15 سنة المقبلة على خلفية بدء أعمال أول جزيرة استثمارية سياحية في المنطقة الحرة داخل مياه البحر الأحمر والواقعة بين السعودية والسودان تحت مسمى «قلب العالم».

وأكد أحمد عبد الله الحصيني رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية الدولية للتنمية والاستثمار – الشركة المطورة لمشروع الجزيرة - أن «قلب العالم» التي يجري العمل عليها حاليا ستكون بمثابة منطقة مفتوحة للاستثمار باعتبارها لا تحتاج إلى تأشيرات.

وقال الحصيني في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «ثمة كثير من التسهيلات التي ستقدم للمستثمرين في الجزيرة خاصة فئة الشباب الراغبين في إنشاء مصانع صغيرة، لا سيما أن المدينة الصناعية المزمع إنشاؤها هناك تحوي قطع أراض تبلغ مساحة الواحدة منها 200 متر مربع؛ حيث إن المستثمر سيحصل على تمويل يصل إلى 50 ألف دولار».

وأفاد أن إقامة الجزيرة في منطقة حرة تبعد عن مدينة جدة نحو 10 دقائق بالطائرة، من شأنه أن يخدم السعودية والسودان ومصر والمنطقة المحيطة بها، إلى جانب جميع دول العالم الراغبة في الاستثمار بها، مؤكدا أنه تم الانتهاء من جميع عمليات التخطيط والتسوية والدراسات.

وأضاف: «سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى خلال السنوات الخمس المقبلة، والتي تتضمن إنشاء مدينة الماسة السكنية والمطار والميناء إضافة إلى المدينة الصناعية، في حين ستنطلق الجزيرة في استقبال الزائرين بحلول شهر مارس (آذار) المقبل»، مفيدا أن «قلب العالم» كاملة ستنتهي في غضون السنوات الـ15 المقبلة بإجمالي تكلفة 11 مليار دولار وعلى مساحة 30 كلم مربع.

ومن المتوقع أن تحوي جزيرة «قلب العالم» الواقعة على بعد 200 كلم من جدة و80 كلم شمال بور سودان، و280 كلم من مرسى علم المصرية، كثير من المدن تتضمن إنشاء أكبر مدينة إعلامية على مستوى منطقة الشرق الأوسط لكافة دول العالم والتي يمكن استخدامها في تصوير الأفلام السينمائية، عدا عن مدينة مال وأعمال للبنوك والمصارف والشركات المالية، وأطول برج في العالم يتجاوز ارتفاعه 1000 متر.

كما تضم «قلب العالم» مطارا تبلغ مساحته ستة كيلومترات، وميناء مصمما بشكل حاويات لاستقبال السفن الكبيرة على مساحة خمسة كيلومترات، إلى جانب مدينة المعرفة للجامعات، وأخرى كأكبر منطقة مخصصة للغوص في البحر الأحمر، والتي ستتم إحاطتها من داخل المياه بسياج حديدي يمنع وصول أسماك القرش إليها كونها تقع على بعد خمسة كيلومترات من منطقة سمك القرش، وذلك بحسب ما ذكره الحصيني.

واستطرد في القول «تحوي مدينة الماسة السكنية مجمعات تجارية ومناطق ألعاب، والتي من المتوقع أن يكون معظم سكانها من السعودية والسودان ومصر والمناطق المجاورة، غير أنه سيتم التوسع بها لاستقبال جميع السكان على مستوى العالم»، موضحا أن تصميمات الجزيرة تم وضعها لـ20 عاما مقبلة.

وأبان رئيس مجلس «غدارة» المؤسسة العربية الدولية للتنمية والاستثمار، أن مرحلة تسويق الأراضي السكنية بدأت ببيع 20 قطعة أرض، تصل قيمة كل منها إلى ما يقارب 100 ألف دولار، إلا أنها قد تشهد ارتفاعا بعد قطع أشواط متقدمة في العمل بالجزيرة.

يشار إلى أن عمر البشير الرئيس السوداني كان قد وضع حجر الأساس لمشروع جزيرة «قلب العالم» في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ حيث يعد البشير داعما قويا للمشروع بحسب ما أكده لـ«الشرق الأوسط» أحمد عبد الله الحصيني، باعتباره أول مشروع استثمار سياحي بين السعودية والسودان.